يبرز إنجازات المرأة القطرية في مجالات الاستثمار والشراكات الإقليمية والعالمية..
❖ حوار – سيد محمد
– الرابطة ترسخ حضورها في الذكرى الـ 25 لتأسيسها لتمكين المرأة القطرية
– ربط رائدات الأعمال بالفرص المستقبلية في مجالات الاقتصاد الأخضر
– تطوير مشاريع ناجحة تواكب متطلبات السوق لبناء اقتصاد أكثر استدامة
– فتح قنوات للتواصل بين سيدات الأعمال القطريات ونظيراتهن في الخارج
– فرص للمشاركة في المعارض والمنتديات الدولية والاستفادة من بيئات الأعمال
– خطة سنوية للبرامج والأنشطة تجمع بين التوعية والتدريب والمشاركة المجتمعية
– تحول نوعي في توجهات سيدات الأعمال القطريات نحو المجالات الابتكارية والرقمية
– نماذج نجاح ملهمة لعدد من رائدات الأعمال اللواتي استخدمن المنصات الإلكترونية
– التسهيلات الحكومية ساهمت في تأسيس مشاريع جديدة وتوسيع أعمال قائمة
– نحتاج المزيد من الدعم لتجاوز التحديات في بيئة ريادة الأعمال
قالت السيدة عائشة حسين الفردان، نائب رئيس مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات، إن الرابطة تعمل حاليا على الإعداد لمنتدى وطني بارز سيُنظَّم العام المقبل بإذن الله، ليكون منصة شاملة تُبرز إنجازات المرأة القطرية في مجالات الأعمال والاستثمار، ويُعيد تقديم ملتقيات الرابطة بروح متجددة ورؤية أكثر تخصصًا وتأثيرًا. وكشفت السيدة عائشة الفردان في حوار شامل مع “الشرق” عن أبرز الإنجازات التي حققتها الرابطة وهي تحتفل بالذكرى 25 لتأسيسها، ودورها في ترسيخ حضورها كمنصة فاعلة لتمكين المرأة القطرية ودعم مساهمتها في التنمية الوطنية، كما تناولت أبرز المشاريع والخطط المستقبلية للرابطة.
وفي حديثها الشامل استعرضت نائب رئيس مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات، خطة سنوية للبرامج والأنشطة تجمع بين التوعية والتدريب والمشاركة المجتمعية، تعكس رؤية طموحة للرابطة نحو الارتقاء ببيئة الأعمال وتوفير مناخ استثماري مشجع لسيدات الأعمال القطريات، ومساهم في تمكين المرأة القطرية من مواكبة التطورات الاقتصادية المتسارعة، وفي مقدمتها تزويد رائدات الأعمال بأدوات النجاح في بيئة الأعمال المتطورة اليوم، وفتح قنوات للتواصل بين سيدات الأعمال القطريات ونظيراتهن في الخارج، وتطوير مشاريع ناجحة تواكب متطلبات السوق وتسهم في بناء اقتصاد أكثر استدامة، وتوفير فرص للمشاركة في المعارض والمنتديات الدولية والاستفادة من بيئات أعمال مختلفة. وأكدت السيدة عائشة الفردان أهمية التسهيلات الحكومية التي ساهمت في تأسيس مشاريع جديدة وتوسيع الأعمال القائمة لسيدات الأعمال القطريات، مستحضرة في نفس الوقت أن مسيرة المرأة القطرية لا تزال تتطلب مزيدًا من الدعم لتجاوز بعض التحديات الطبيعية في بيئة ريادة الأعمال، ومن أبرز هذه التحديات الوصول إلى الأسواق الجديدة وتوسيع شبكة العلاقات التجارية على المستويين المحلي والإقليمي، والحاجة المستمرة إلى التطوير المهني ومواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مشروع حديث. وتوجهت السيدة عائشة الفردان بخالص الامتنان إلى القيادة الرشيدة على دعمها الثابت وإيمانها الراسخ بقدرات المرأة القطرية ودورها كشريك فاعل في مسيرة التنمية الوطنية.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
◄ حققت سيدات الأعمال القطريات إنجازات ملموسة في ظل رابطة سيدات الأعمال القطريات، بل وجعلتها مصدر إلهام نفخر بأدائها في مختلف القطاعات، ماذا عن إنجازات الرابطة التي تحققت مؤخرا ودورها في دعم التنمية الوطنية وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030؟
بالتزامن مع احتفال رابطة سيدات الأعمال القطريات بالذكرى 25 لتأسيسها، تواصل الرابطة ترسيخ حضورها كمنصة فاعلة لتمكين المرأة القطرية ودعم مساهمتها في التنمية الوطنية، انسجامًا مع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، وقد شهدت الفترة الأخيرة مجموعة من الإنجازات النوعية التي عززت مكانة الرابطة كمنصة رائدة للريادة النسائية في الدولة.
ومن أبرز إنجازاتها خلال الفترة الأخيرة مشاركتها المتميزة في تنظيم جلسة نقاشية في منتدى منظمة التجارة العالمية (WTO Public Forum) في جنيف، حيث مثّلت الرابطة القطاع النسائي القطري وقدّمت نموذجًا مشرفًا لدور المرأة في دعم التحول الرقمي وريادة الأعمال والتجارة المستدامة، بما ينسجم مع أولويات رؤية قطر الوطنية 2030.
من بينها أيضا توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع مؤسسات مرموقة إقليمياً ودولياً تُعنى بتطوير مهارات القيادة والتحول الرقمي، وتمكين المرأة من الوصول إلى الأسواق العالمية.
كما واصلت الرابطة اهتمامها بتسليط الضوء على قصص النجاح النسائية المُلهمة عبر مبادرة «مئة ملهمة قطرية»، التي تُبرز مساهمة سيدات الأعمال القطريات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتُعزز صورة المرأة القطرية كنموذج يحتذى به في التميز والإبداع.
وتُجسد هذه الجهود مجتمعة التزام الرابطة المستمر بدعم التنمية الوطنية، والمساهمة في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار، وترسيخ مكانة المرأة كشريك فاعل في مسيرة الازدهار المستدام لدولة قطر.

– دعم القطريات الصاعدات
◄ شهد السوق المحلي بروز رائدات أعمال قطريات مبدعات في مجالات حديثة ومبتكرة مثل التصميم والمنتجات المنزلية، وغيرها، هل للرابطة دور في دعم هذه الفئة الصاعدة من سيدات الأعمال؟
بالتأكيد، تولي رابطة سيدات الأعمال القطريات اهتمامًا كبيرًا بدعم رائدات الأعمال القطريات الصاعدات، خصوصًا في المجالات الحديثة والإبداعية مثل التصميم والابتكار والتقنيات الجديدة.
ومن خلال مبادراتها المختلفة، تعمل الرابطة على تمكين هذه الفئة من الشابات وتزويدهن بالمعرفة والفرص التي تساعدهن على تطوير مشاريعهن وتعزيز حضورهن في السوقين المحلي والإقليمي.
وفي هذا الإطار، نظمت الرابطة مؤخرًا جلسة تواصل بعنوان «الابتكار بقيادة المرأة في دعم التحول الأخضر»، والتي شهدت مشاركة شركة قطرية ناشئة متميزة في مجال التقنيات المستدامة كنموذج مُلهم لريادة الأعمال الوطنية.
حيث تؤمن الرابطة بأن الاستثمار في طاقات النساء الشابات هو استثمار في مستقبل قطر، ودعم مباشر لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع الابتكار وريادة الأعمال في صميم التنمية المستدامة.
وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية الرابطة لربط رائدات الأعمال بالفرص المستقبلية في مجالات الاقتصاد الأخضر والتقنيات المستدامة، وتمكينهنّ بالمعرفة والشبكات التي تساعدهنّ على تطوير مشاريع ناجحة تواكب متطلبات السوق وتسهم في بناء اقتصاد أكثر استدامة.
◄ هل أبرمتم شراكات مع الجهات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال ولأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة عموما، مثل بنك قطر للتنمية وغيره من الجهات الأخرى؟
تولي رابطة سيدات الأعمال القطريات أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع مختلف الجهات الوطنية الداعمة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، انطلاقًا من إيمانها بأهمية تكامل الجهود الوطنية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي هذا الإطار، تحرص الرابطة على بناء شراكات استراتيجية وتنسيق مستمر مع عدد من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية المعنية بتمكين رواد ورائدات الأعمال في دولة قطر، ومن بينها بنك قطر للتنمية وعدد من الجهات التي تعمل في مجالات الدعم المالي والاستشاري والتدريب والتسويق، وتأمل الرابطة أن تتوج هذه الجهود بتوقيع شراكات رسمية تسهم في تعزيز بيئة ريادة الأعمال في قطر، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون بما يخدم تمكين المرأة القطرية ودعم التنمية الوطنية الشاملة.
– قنوات للتواصل
◄ في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز قدرات الكوادر النسائية وتمكينهن من قيادة المستقبل بثقة ومهارة عالية، وقعت الرابطة اتفاقيات مع بعض غرف التجارة الخليجية والعربية والروابط الأوروبية، ماذا عن هذه الاتفاقيات والنتائج المتوقعة منها لصالح سيدات الأعمال القطريات؟
وقعت رابطة سيدات الأعمال القطريات مؤخرًا عددًا من الاتفاقيات مع جهات خليجية ودولية، آخرها مع لجنة صاحبات الأعمال في غرفة تجارة وصناعة سلطنة عُمان وعدد من الهيئات العالمية، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات تنمية العلاقات التجاري وتبادل الخبرات و التدريب.
وتركز هذه الاتفاقيات على فتح قنوات للتواصل بين سيدات الأعمال القطريات ونظيراتهن في الخارج، وتوفير فرص للمشاركة في المعارض والمنتديات الدولية، بما يدعم توسيع النشاط التجاري والاستفادة من التجارب الناجحة في بيئات أعمال مختلفة.
◄ جددت رابطة سيدات الأعمال القطريات وشركة «ديلويت الشرق الأوسط» المتخصصة في مجال الخدمات المهنية، اتفاقية الشراكة الموقعة بينهما للعام 2025، وذلك في إطار التزام الرابطة بتمكين النساء في مجال الأعمال، ما أبرز أوجه هذه الاتفاقية وبرامجها المقترحة في إطار الشراكة؟
للسنة الثانية على التوالي، جددت رابطة سيدات الأعمال القطريات اتفاقية الشراكة مع شركة «ديلويت الشرق الأوسط» في خطوة تعكس نجاح التعاون بين الجانبين في دعم وتمكين المرأة القطرية في مجالات القيادة وريادة الأعمال. وتهدف الاتفاقية الجديدة لعام 2025 إلى استضافة الفعاليات المشتركة حيث سيواصل اختصاصيو ديلويت الشرق الأوسط تقديم خبراتهم لعضوات رابطة سيدات الأعمال القطريات وضيوفها من خلال الفعاليات، وتقديم رؤى قيمة حول استراتيجيات الأعمال، والتخطيط المالي، والمواضيع المتفق عليها بشكل مشترك، كما سيتم تنظيم برامج مركزة في مجالات حيوية مثل القيادة، والتكنولوجيا، والوصول إلى الأسواق، لتزويد رائدات الأعمال بالأدوات التي يحتاجن إليها للنجاح في بيئة الأعمال المتطورة اليوم.
تسهم هذه الشراكة في تسهيل تنظيم فعاليات للتواصل لربط رائدات الأعمال بالخبراء والمستثمرين المحتملين لبناء علاقات هادفة وفتح فرص جديدة.

– مواكبة الفعاليات الدولية
◄ تواكب الرابطة المناسبات الإقليمية والعالمية الداعمة للمرأة، مثل احتفالات يوم المرأة العالمي، ونحوها، ما أحدث برامجكم المعتمدة، أو المخطط لها في مجال دعم المرأة؟
تحرص رابطة سيدات الأعمال القطريات على مواكبة الفعاليات الإقليمية والعالمية المعنية بتمكين المرأة من خلال خطة سنوية للبرامج والأنشطة تجمع بين التوعية والتدريب والمشاركة المجتمعية. وتشمل هذه الخطة ورش عمل في القيادة وريادة الأعمال ومبادرات في الابتكار الرقمي والاستدامة، إلى جانب تنظيم فعالية سنوية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تسلط الضوء على إنجازات المرأة القطرية ومساهمتها في التنمية الاقتصادية.
كما تعمل الرابطة على إطلاق مبادرات جديدة بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية في مجالات التحول الرقمي وريادة الأعمال الخضراء، وقد استضافت مؤخرًا لقاءً مع فريق قمة الويب قطر 2026 لبحث فرص التعاون في دعم مشاركة المرأة في التكنولوجيا وريادة الأعمال.
◄ هل لديكم إحصائية بحجم مشاريع سيدات الأعمال القطريات، وأبرز القطاعات التي تنشط بها استثمارات المرأة القطرية في السوق المحلي؟
لا تتوافر لدينا إحصاءات تُحدد العدد الإجمالي لمشاريع سيدات الأعمال في قطر بشكل منفصل، إلا أن تقارير صادرة عن بنك قطر للتنمية (QDB) تُقدم مؤشرات حول القطاعات التي تنشط فيها المرأة القطرية وعلى تطور مشاركتها في بيئة الأعمال. وتشير هذه التقارير إلى أن المرأة القطرية أصبحت أكثر حضورًا في مختلف القطاعات، مدفوعة بارتفاع مستويات التعليم، والانفتاح على بيئات الابتكار، وتنامي الدعم المؤسسي للمشاريع الناشئة.
ويعكس هذا التطور تحولًا نوعيًا في توجهات سيدات الأعمال القطريات نحو المجالات الابتكارية والرقمية، التي باتت تمثل أحد أبرز محركات النمو في الاقتصاد المحلي، مما يعزز مكانتهن كشريك فاعل في بناء قطاع خاص أكثر تنوعًا واستدامة.
– التجارة الالكترونية
◄ ماذا عن تجربة الرابطة في مجال التجارة الالكترونية، وهل هناك سيدات أعمال خضن هذه التجربة وخرجن منها بنتائج إيجابية؟
منذ جائحة كوفيد-19، أصبح التحول نحو التجارة الإلكترونية خيارًا رئيسيًا لاستمرارية الأعمال، ويشهد قطاع الخدمات في دولة قطر تحولًا نوعيًا مع تزايد اعتماد رائدات الأعمال القطريات على التجارة الإلكترونية كخدمة أساسية ضمن أعمالهن، خاصة في مجالات التسويق والمبيعات وإدارة العملاء.
وقد واكبت رابطة سيدات الأعمال القطريات هذا التوجه من خلال تعزيز الوعي بالتحول الرقمي وتوفير قنوات دعم ومعرفة تساعد السيدات على تطوير مشاريعهن عبر المنصات الإلكترونية. وتشير التقارير إلى أن الأنشطة الرقمية تعد من بين المجالات الأسرع نموًا بين رائدات الأعمال في قطر.
كما رصدت الرابطة نماذج نجاح ملهمة لعدد من رائدات الأعمال اللواتي استخدمن المنصات الإلكترونية لتوسيع نطاق أعمالهن وتحقيق نمو ملحوظ، بما يعكس ريادة المرأة القطرية ودورها الفاعل في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
◄ نظمتم في وقت سابق ملتقيات ناجحة لسيدات الأعمال، ولوحظ مؤخرا غياب مثل هذه الملتقيات، ما أسباب هذا الغياب، وهل له علاقة بمستوى النشاط التجاري لسيدات الأعمال؟
نظمت رابطة سيدات الأعمال القطريات خلال السنوات الماضية عددًا من الملتقيات الناجحة التي أسهمت في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين سيدات الأعمال، ورسخت مكانة الرابطة كمنصة رائدة في دعم وتمكين المرأة القطرية اقتصاديًا.
أما الغياب النسبي مؤخرًا، فلا يعكس تراجعًا في مستوى النشاط التجاري للسيدات، الذي لا يزال يشهد نموًا وتوسعًا ملحوظًا في مختلف القطاعات، بل يعود إلى تحول استراتيجي في نهج عمل الرابطة يهدف إلى ضمان استدامة الأثر وتعظيم الفائدة لعضواتها، من خلال التركيز على الفعاليات المتخصصة وورش العمل المصغرة التي تتيح تفاعلًا مباشرًا وأكثر فاعلية بين المشاركات.
ويأتي هذا التوجه انسجامًا مع أولويات المرحلة الحالية التي تتمحور حول التحول الرقمي، والاستدامة، وريادة الأعمال التقنية. كما تعمل الرابطة في الوقت الراهن على الإعداد لمنتدى وطني بارز يُنظَّم العام المقبل بإذن الله، ليكون منصة شاملة تُبرز إنجازات المرأة القطرية في مجالات الأعمال والاستثمار، ويُعيد تقديم ملتقيات الرابطة بروح متجددة ورؤية أكثر تخصصًا وتأثيرًا.
– اجراءات داعمة للتعافي
◄ تأثرت مشاريع سيدات الأعمال بجائحة كورونا وتداعيات رفع أسعار الفائدة مؤخرا، ولكن تم اتخاذ إجراءات للتعافي من هذه التداعيات، ما تقييمكم لهذه التداعيات ومستوى التعافي واستعادة الزخم الاستثماري، وماذا عن حجم التأثير الاقتصادي لهذه التطورات على سيدات الأعمال؟
من الطبيعي أن تتأثر المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بداية الجائحة، ومن ضمنها تلك التي تقودها سيدات الأعمال، غير أن ما يميز بيئة الأعمال في قطر هو الاستجابة السريعة والإجراءات الداعمة التي أسهمت في الحد من التأثيرات وتسريع وتيرة التعافي، فقد استفادت العديد من سيدات الأعمال من برامج الدعم والتسهيلات التمويلية التي أطلقتها الجهات المختصة، مما ساعد على استقرار أعمالهن ومواصلة النشاط خلال فترة التحديات.
ومن خلال تواصل الرابطة المستمر مع عضواتها وشركائها في بيئة الأعمال، نلمس أن سيدات الأعمال أظهرن مرونة عالية وقدرة لافتة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، من خلال إعادة هيكلة نماذج أعمالهن وتوسيع اعتمادهن على التقنيات الرقمية والتجارة الإلكترونية.
وقد أسهمت هذه المرونة، إلى جانب البيئة الاقتصادية الداعمة في الدولة، في تعزيز الثقة واستعادة النشاط وتحقيق تعافٍ مستدام للمشاريع النسائية خلال المرحلة الراهنة.
◄ أطلقت الجهات المسؤولة عن تحسين بيئة الاستثمار مبادرات تتعلق بتسهيل التراخيص وإيجارات الأراضي، هل لديكم إحصائية بتراخيص الأعمال التي تمتلكها السيدات القطريات، وهل ترون أن التسهيلات الحالية تلبي احتياجاتكم الاستثمارية فعلا؟
من واقع تواصلنا في رابطة سيدات الأعمال القطريات مع عضواتنا وشركائنا في بيئة الأعمال، نلاحظ أن التسهيلات الحكومية الحالية سواء في تسريع إجراءات الترخيص أو تنويع خيارات التمويل والمساحات التجارية، تُعد مشجعة ومواكبة للتطور الاقتصادي في الدولة، وقد ساهمت فعليًا في تمكين العديد من سيدات الأعمال من تأسيس مشاريع جديدة وتوسيع أعمالهن القائمة.
وفي الوقت نفسه، لا تتوفر لدينا إحصاءات دقيقة تفصل عدد تراخيص الأعمال المملوكة لسيدات قطريات، إلا أن المؤشرات الصادرة عن مركز قطر للمال وبنك قطر للتنمية تُظهر ارتفاعًا ملحوظًا في مشاركة المرأة القطرية في تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة خلال الأعوام الأخيرة، وهو ما يعكس تطور البيئة الاستثمارية وتنامي ثقة سيدات الأعمال في السوق المحلي.
ونرى في الرابطة أن هذه الجهود تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز حضور المرأة القطرية في القطاعات الواعدة، ولا سيما في مجالات الابتكار والتحول الرقمي، بما يدعم استدامة مشاركتها في التنمية الاقتصادية الوطنية.
– تحديات بيئة الأعمال
◄ هذا يقودنا إلى أبرز التحديات التي تواجهها سيدات الأعمال القطريات من وجهة نظركم، ومرئياتكم لمعالجتها؟
لا شك أن سيدات الأعمال القطريات حققن خلال السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في مختلف القطاعات، إلا أن مسيرتهن لا تزال تتطلب مزيدًا من الدعم لتجاوز بعض التحديات الطبيعية في بيئة ريادة الأعمال.
من أبرز هذه التحديات الوصول إلى الأسواق الجديدة وتوسيع شبكة العلاقات التجارية على المستويين المحلي والإقليمي، إضافة إلى الحاجة المستمرة إلى التطوير المهني ومواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مشروع حديث.
كما أن تعزيز فرص التمويل ودعم المشاريع الناشئة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، يمثل مجالًا مهمًا للعمل المشترك.
وفي المقابل، تبقى الفرص أكبر من التحديات، فبيئة الأعمال في قطر تشهد انفتاحًا متزايدًا، وهناك دعم حقيقي من الدولة والمؤسسات الوطنية. وتسعى رابطة سيدات الأعمال القطريات من جانبها إلى أن تكون جسرًا يربط رائدات الأعمال بهذه الفرص، عبر برامج التمكين وبناء القدرات، انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
– دعم القيادة للمرأة القطرية
◄ نشكركم، وإن كان من كلمة أخيرة توجهونها لقطاع الأعمال، والمسؤولين لتشجيع سيدات الأعمال القطريات وإشراكهن في منظومة بيئة الأعمال؟
في ختام هذا اللقاء، لا يسعنا إلا أن نعرب عن عميق الشكر والتقدير لكل شركائنا داخل قطر وخارجها على الثقة المتبادلة والتعاون البناء الذي يجمعنا في خدمة أهداف مشتركة تتمثل في دعم وتمكين المرأة وتعزيز حضورها في بيئة الأعمال.
كما نتوجه بخالص الامتنان إلى القيادة الرشيدة في دولة قطر، ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، على دعمهم الثابت وإيمانهم الراسخ بقدرات المرأة القطرية ودورها كشريك فاعل في مسيرة التنمية الوطنية.
لقد شكل هذا الدعم المستمر الأساس الذي انطلقت منه المرأة القطرية نحو التميز والريادة، وأسهم في بناء جيل جديد من القيادات النسائية القادرة على الإبداع والمنافسة والمشاركة في صياغة مستقبل قطر الاقتصادي والاجتماعي.
وبالنيابة عن رابطة سيدات الأعمال القطريات، نؤكد التزامنا بمواصلة العمل بروح الشراكة والانفتاح، مستلهمين رؤية قيادتنا الحكيمة، وماضين بخطى واثقة نحو تعزيز دور المرأة القطرية في تحقيق التنمية المستدامة ورفع اسم وطننا عاليًا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
