الدوحة – قنا
أكد ثيميس ثيميستوكليوس، رئيس مكتب الاستثمار بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، في بنك يو بي أس جلوبال لإدارة الثروات السويسري، أن القدرات الإنتاجية المتزايدة لدولة قطر من الغاز الطبيعي المسال ستعزز استقرار الاقتصاد القطري، لا سيما وأنها من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، ووفرت خمس إمداداته في 2021.
وقال ثيميستوكليوس في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن الاقتصاد القطري استفاد من العوائد المالية التي أمنتها عقود بيع الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل بعيدا عن تقلبات الأسعار في الأسواق العالمية.
ولفت إلى أهمية بحث منتدى قطر الاقتصادي لعدد من القضايا الاقتصادية والتجارية والعالمية والمواضيع المتصلة بالاستثمارات الحالية، فضلًا عن توفير منصة حوارية للقادة وصناع القرار والخبراء والفاعلين الدوليين لتبادل وجهات النظر والخبرات.
وأشار إلى أن هذه المناقشات ستمكن /يو بي أس /من تكوين رؤى وتحاليل قيمة عن المنطقة الاستراتيجية الرئيسية وستثري وجهات نظره الاستثمارية وتساعده على توجيه عملائه وسط هذا المشهد الاقتصادي السريع والمتغير .
ولدى تناوله موضوع أزمة البنوك الأمريكية، أشار ثيميستوكليوس إلى إخفاق ثلاثة بنوك إقليمية متوسطة الحجم بالخروج من الأزمة هذا العام معتبرا أنه رغم تقديم مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية الدعم لودائعها غير المؤمنة، فإن استجابة المنظمين لم تؤد إلى استعادة الثقة بشكل كامل لأسباب عدة أبرزها تواصل انهيار البنوك الأمريكية سنوية منذ العام 2013 بمعدل وسطي يبلغ سبعة بنوك أمريكية كل عام.
أما النقطة الثانية التي أشار إليها فهي تسجيل خسائر على الودائع غير المؤمن عليها في البنوك الصغيرة، لافتا إلى أن معظم الإخفاقات ،حدثت خلال العقود الثلاثة الماضية في البنوك الصغيرة التي تقل أصولها عن 10 مليارات دولار.
وكانت إخفاقات المصارف الثلاثة هذا العام كبيرة، حيث تضمنت إجمالي 548.5 مليار دولار من الأصول، مما يساعد في تفسير سبب تحرك مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية بسرعة لضمان الودائع، ولكن من غير المرجح أن تضمن المؤسسة جميع الودائع، الأمر الذي قد يتطلب إجراءً من الكونغرس.
وبخصوص السبب الثالث اعتبر ثيميستوكليوس أنه من المنطقي أن يتجنب المودعون الذين يحتفظون بأموالهم في بنوك صغيرة ذات نماذج أعمال أقل تنوعًا المخاطر وتحويل أموالهم إلى البنوك العالمية الكبيرة، لا سيما في ظل التأخيرات المعتادة في استرداد الأموال .
ورجح رئيس مكتب الاستثمار بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في بنك يو بي أس جلوبال لإدارة الثروات السويسري أن تستمر ردود الفعل السلبية لبعض الوقت، وأن ترتفع الضغوط على البنوك الإقليمية…معتبرا أن تكاليف التمويل المرتفعة والحاجة الكبيرة إلى السيولة ستؤثر على ربحية البنوك الضعيفة دون أن يتحول هذا الوضع إلى أزمة شاملة.
وتابع قائلا في هذا السياق”نعتقد أن القطاع المصرفي الإقليمي في الولايات المتحدة لديه ما يكفي من رأس المال والسيولة، والأهم من ذلك أن مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية والبنك الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية يراقبون الوضع بحذر بحثًا عن دلائل على وجود مخاطر نظامية.”
على صعيد آخر، توقع ثيميستوكليوس في حال فشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق بخصوص أزمة الدين الأمريكي قبل الموعد المحدد، أن تعطي وزارة الخزانة الأولوية لاستخدام عائدات الضرائب على الدخل لضمان استمرار دفع الفوائد، بينما تقوم الحكومة بخفض الإنفاق بشكل كبير في مجالات أخرى.
كما توقع أيضًا من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توفير السيولة للنظام المالي ومنع حدوث مصادرة محتملة في أسواق التمويل قصيرة الأجل.
وقال في سياق متصل :في حين أن هذا النهج قد يخفف من المخاطر النظامية، فمن المرجح أن يؤدي التأخير في مدفوعات التحويلات الحكومية إلى فقدان سريع لثقة المستهلك والأعمال وزيادة مخاطر الركود.
وفيما يتعلق بتأثير السوق، أضاف : نقدر أن مؤشر S&P 500 سينخفض سريعًا بأكثر من 10 في سيناريو المخاطر . وستزداد جاذبية بعض الأصول الأكثر تفضيلاً مثل الذهب والين الياباني في البيئة الحالية .