تباطأ التضخم في المملكة المتحدة في يونيو حزيران إلى أدنى معدل سنوي له منذ مارس آذار 2022، ما يزيد من فرص رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط الشهر المقبل.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، يوم الأربعاء، إن أسعار المستهلكين ارتفعت إلى 7.9 في المئة في يونيو حزيران مقارنة بالعام الماضي، لكنها انخفضت من 8.7 في المئة في مايو أيار، وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا تباطؤها إلى 8.2 في المئة.
وقال كبير الاقتصاديين في مكتب الإحصاءات الوطنية غرانت فيتزنر في بيان «تباطأ التضخم بشكل كبير، مدفوعاً بانخفاض أسعار وقود السيارات»، وبلغ معدل التضخم الأساسي الذي يستبعد تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة 6.9 في المئة منخفضاً من 7.1 في المئة في مايو أيار، عندما سجل أعلى معدل له في 31 عاماً.
وتعطي البيانات بعض الراحة لبنك إنجلترا، الذي رفع تكاليف الاقتراض في كل اجتماع منذ ديسمبر كانون الأول 2021، والذي رفع سعر الفائدة القياسي إلى 5 في المئة الشهر الماضي.
قال كبير خبراء اقتصاد المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس» بول ديلز إن تباطؤ ارتفاع الأسعار يمكن أن «يميل كفة الميزان» إلى زيادة بمقدار ربع نقطة مئوية بدلاً من نصف نقطة مئوية، وبالمثل تتوقع الأسواق الآن ارتفاعاً بمقدار ربع نقطة إلى 5.25 في المئة عندما يجتمع البنك المركزي في الثالث من أغسطس آب.
وتتوقع كابيتال إيكونوميكس أن أسعار الفائدة في المملكة المتحدة ستبلغ ذروتها عند 5.5 في المئة، وأضاف ديلز «بشكل عام، من المحتمل أن تظل معدلات التضخم في المملكة المتحدة أعلى من أي مكان آخر لفترة».
وقالت كبيرة الاقتصاديين لدى «كيه بي إم جي» يائيل سيلفين إن الانخفاض في التضخم الأساسي «يمكن أن يشير إلى ضعف الضغوط التضخمية الأساسية، بعد سلسلة من الزيادات دفعتها الضغوط القوية على الأجور في سوق العمل».
وبسبب تدني قيمة الأجور فقدَ الاقتصاد البريطاني ما يقرب من 2.5 مليون يوم عمل بسبب الإضرابات بين يونيو حزيران وديسمبر كانون أول 2022، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، وهو أعلى معدل منذ عام 1989.
الأُسر تحت الضغط
وقال خبير التسعير في شركة ماكينزي كيفين برايت «دعونا لا ننسى أن معظم الأسعار لا تنخفض، إنها ترتفع بوتيرة أبطأ»، وفي الوقت نفسه أدَّى ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكلفة الرهون العقارية والقروض الأخرى؛ ما زاد الضغوط على الموارد المالية للأُسر.
يستعد أكثر من مليونَي مالك رهن عقاري في المملكة المتحدة لزيادة حادة في أقساط السداد الشهرية عندما يضطرون إلى إعادة تمويل الصفقات ذات السعر الثابت هذا العام والعام المقبل.
ووفقاً لتقديرات المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، فمن المرجح أن ترى أكثر من مليون أسرة مدخراتها تتلاشى بحلول نهاية العام بسبب ارتفاع فواتير الرهن العقاري.
(هنا زيادي، CNN)