❖ الدوحة – الشرق
– وزير الاتصالات: تعزيز الشراكات مع روّاد التكنولوجيا عالمياً
– عبدالله المسند: قطر تشهد تحوّلاً متسارعاً نحو اقتصاد أكثر مرونة
– تضمنت القمة توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة مع شركات عالمية
انطلقت فعاليات النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي – قطر 2025، التي تنظمها شركة «إنسبايرد مايندز» بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تحت شعار “نبني معاً مستقبل الذكاء الاصطناعي”، خلال الفترة من 9 و10 ديسمبر 2025 في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة عدد كبير من كبار المسؤولين والقادة والخبراء وروّاد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من أصحاب السعادة وكبار المسؤولين، يتقدمهم سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع وسعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيد عبدالله المسند، رئيس المكتب التنفيذي لمعالي رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب نخبة من القيادات الحكومية وممثلي الشركات العالمية والشركاء التقنيين.
قال سعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: “تعكس استضافة النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في الدوحة التزام دولة قطر الراسخ بتطوير اقتصاد رقمي متنوع يقوم على المعرفة والابتكار والتقنيات المتقدمة. لا ننظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه خياراً تقنياً فحسب، بل باعتباره ضرورة استراتيجية لمستقبل الاقتصاد والمجتمع ومؤسسات الدولة. ومن خلال هذه القمة، نعمل على تعزيز الشراكات مع روّاد التكنولوجيا عالمياً، وتسريع تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية، بما ينسجم مع مستهدفات الأجندة الرقمية 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030.” من جانبه، قال السيد عبدالله المسند، رئيس المكتب التنفيذي لمعالي رئيس مجلس الوزراء: “تشهد دولة قطر تحوّلاً متسارعاً نحو اقتصاد أكثر تنوعاً ومرونة، والذكاء الاصطناعي يمثل اليوم محوراً رئيسياً في هذا التحوّل. القمة العالمية للذكاء الاصطناعي – قطر 2025 تعكس تقدّم الدولة في بناء منظومة متكاملة تجمع السياسات، والبنى التحتية الرقمية، والاستثمار في الكفاءات الوطنية، والشراكات مع القطاع الخاص. ويمثّل البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي نموذجاً عملياً لكيفية توظيف التقنيات المتقدمة بهدف تحسين الخدمات العامة ورفع كفاءة العمل الحكومي.”

– فنار 2.0 للذكاء الاصطناعي
بدورها، قالت السيدة سارة بورتر، الرئيس التنفيذي ومؤسسة شركة إنسبايرد مايندز: “يسعدنا أن نعود إلى الدوحة لتنظيم النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. لقد أثبتت دولة قطر في فترة وجيزة قدرتها على أن تكون مركزاً إقليمياً وعالمياً للحوار حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وأن توفّر بيئة تجمع بين صانعي السياسات وروّاد الأعمال والباحثين من الشرق والغرب. نحن فخورون بتوسيع هذه الشراكة، وبالإسهام في إبراز قصص النجاح الوطنية والمبادرات الرائدة التي تنطلق من قطر إلى العالم.” شهد حفل الافتتاح أيضاً إطلاق الإصدار المحدث من منصة فنار 2.0، وهي نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للغة العربية الذي طوره معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر.
وقدم المنصة الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي للمعهد، والذي أكد على قدراتها الضخمة وأهميتها في النهوض بالبحوث والابتكارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية. شهدت فعاليات القمة توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات مع مجموعة من الشركات التكنولوجية العالمية والمحلية ضمن إطار البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تطوير حلول مبتكرة قائمة على التقنيات الذكية. ويُعد البرنامج مبادرة وطنية تقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية، وتحقيق نقلة نوعية في جودة وكفاءة الخدمات العامة بما ينسجم مع مستهدفات الأجندة الرقمية 2030.

– الجناح القطري
كما شهدت القمة افتتاح جناح قطر الذي يستعرض مجموعة من المشاريع الوطنية المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية، حيث يضم الجناح أكثر من 20 مشروعاً مبتكراً مقدَّمة من أكثر من 14 جهة، من بينها: وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، هيئة الأشغال العامة، مؤسسة حمد الطبية، جامعة حمد بن خليفة، متاحف قطر، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وكالة الأنباء القطرية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بريد قطر، وزارة التجارة والصناعة، وزارة الصحة العامة، وزارة البلدية، وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشبكة الجزيرة الإعلامية. كما ضم الجناح أكثر من 24 شركة ناشئة محتضنة ضمن مبادرات الوزارة، لعرض حلولها الرقمية المبتكرة أمام الجمهور والشركاء.
– مسارات القمة
وتتكوّن القمة من أربعة مسارات رئيسية تشمل: مسار المنصة الرئيسية الذي يناقش موضوعات الذكاء الاصطناعي المتقدّم، والسياسات والتشريعات ذات الصلة، وبنية الجيل القادم للتقنيات الذكية؛ ومسار تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي الذي يركّز على تعزيز نشر التطبيقات الذكية ودراسة الحالات العملية في المؤسسات والشركات، إضافة إلى مستقبل قطاع الطاقة؛ ومسار الجلسات التقنية المتقدمة المخصص للتقنيات البحثية والأكاديمية واستعراض أحدث الابتكارات التي تشكّل ملامح المستقبل؛ وأخيراً مسار حدود الذكاء الاصطناعي العالمية الذي يتناول إطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي والمسارات الخاصة بالذكاء الاصطناعي المسؤول، إلى جانب تنظيم هاكاثون متخصص في تقنيات الصحة بالتعاون مع جامعة قطر. وسيتضمن اليوم الثاني من القمة مجموعة واسعة من الجلسات المتخصصة وورش العمل التفاعلية، التي تجمع الخبراء والمبتكرين وروّاد الأعمال من مختلف دول العالم لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية في القطاعات الحيوية. كما يتيح اليوم الثاني مساحة أكبر للتواصل المهني بين المشاركين، من خلال لقاءات ثنائية ومنصات مخصّصة لربط الشركات الناشئة بالمستثمرين، وتبادل الخبرات بين الجهات الحكومية والشركاء العالميين.

– رئيس مجلس إدارة شركة “كاي – Qai”: خطوة إستراتيجية لمنظومة الذكاء الاصطناعي
أكد السيد عبدالله بن حمد المسند رئيس مجلس إدارة شركة “كاي – Qai” أن إطلاق الشركة يمثل خطوة إستراتيجية نحو تمكين منظومة الذكاء الاصطناعي في دولة قطر. وقال المسند، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية قنا خلال مشاركته في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي انطلقت أعمالها أمس، إن دور الشركة هو بناء البنية التحتية والمنصات والأنظمة اللازمة لتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الدولة وخارجها، وتمكين جميع فئات المجتمع من أفراد وشركات ناشئة وشركات كبرى من الاستفادة الكاملة من هذه التقنيات بما يتوافق مع قيمهم وأهدافهم الاقتصادية. ولفت إلى أن الشركة تعمل اليوم في شراكات وثيقة مع مختلف الجهات في الدولة لاستكشاف سبل الاستفادة من الابتكارات الوطنية وتوسيع نطاق تطبيقها في الاقتصاد المحلي، قائلا: “هدفنا أن نأخذ هذه التقنيات المتقدمة ونوفر لها منصة وطنية قادرة على تحويلها إلى حلول قابلة للنمو والاستخدام على نطاق واسع”.
وأكد أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطر واعد للغاية، متوقعا أن يكون له دور محوري في تعزيز وتيرة النمو الاقتصادي من خلال تحسين الكفاءة وتسريع اتخاذ القرار في القطاعين العام والخاص، مشددا على أن الفرص الكبيرة المتاحة أمام الشركات الناشئة لبناء منظومات مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتساهم في تنويع الاقتصاد الوطني. ومن المقرر أن تتولى “كاي – Qai” تطوير وإدارة واستثمار منظومات وبنى تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل دولة قطر وخارجها، على نحو يدعم مختلف القطاعات الحيوية بتقنيات ذكية آمنة وموثوقة، إلى جانب عملها على تمكين المؤسسات من الوصول إلى قدرات الحوسبة عالية الأداء، وتوفير شبكة متصلة من الأدوات والقدرات تتيح تدريب ونشر أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتوسع وعالية الأثر في الأسواق المحلية والعالمية، بما يعزز الابتكار ويمنح الجهات القدرة على النمو واتخاذ القرار بثقة ووضوح.

