الدوحة – قنا
استضاف بنك قطر الدولي الإسلامي (الدولي الإسلامي) الملتقى السنوي لرؤساء إدارات المخاطر بالبنوك العاملة في الشرق الأوسط الأعضاء في مؤسسة التمويل الدولي، وذلك في إطار جهود البنك والتزامه بتعزيز دور الصيرفة الإسلامية ومساهمتها في تطوير مختلف اتجاهات الصناعة المصرفية وإبراز دور قطر كمركز مصرفي محوري إقليمياً ودولياً.
وأكد الدكتور عبدالباسط أحمد الشيبي الرئيس التنفيذي للبنك، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أهمية استضافة بنك قطر الدولي الإسلامي للملتقى، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولي، بالنظر إلى ما تشهده الساحة المالية العالمية من تحولات عميقة وجذرية.
وأشار إلى أن الأجندة التنظيمية للقطاع المصرفي مستمرة بالتطور، بما في ذلك التنفيذ الجاري دوليا لتعديلات “إطار بازل”، وهو ما يعيد تشكيل أطر رأس المال والمخاطر التي تعمل البنوك ضمنها، مؤكدا أن :” هذا سيؤدي إلى تعزيز التنظيم والإشراف وإدارة المخاطر في القطاع المصرفي”.
وأضاف:” نشهد اليوم توظيف التقنيات المتقدمة، وخصوصا الذكاء الاصطناعي، في مختلف العمليات المصرفية، بدءا من تقييم الجدارة الائتمانية وكشف الاحتيال، وصولا إلى خدمة العملاء والامتثال التنظيمي، والتي توفر فرصا هائلة، حتى وإن كانت تتطلب استجابة تنظيمية مدروسة”.
واعتبر أن هذه التطورات النوعية في القطاع المصرفي تأتي في ظروف تشكل تحديا حقيقيا في ظل تغير السياسات التجارية، وتقلبات الأسواق واضطرابات سلاسل التوريد، والتحولات في التوازنات الاقتصادية العالمية، ما يعني ارتفاع مستويات المخاطر، ويتطلب من المؤسسات المالية مرونة أكبر وبعد نظر فيما يتعلق بالتطورات المختلفة.
وأعرب عن أمله في أن تثمر المناقشات وورش العمل في الملتقى عن نتائج هامة تسهم في تقديم مساهمة نوعية في مجال إدارة المخاطر وجهود تحقيق استجابة ملائمة لأية مخاطر محتملة تجاه مختلف الظروف والتطورات سواء المتوقعة منها أو غير المتوقعة.
وتناول الملتقى عددا من المحاور في مجال إدارة المخاطر، منها التطورات التنظيمية والإشرافية في دولة قطر والجهود التنظيمية على المستوى العالمي وتطورها وتأثيرها على البنوك، بما في ذلك تعديلات ” إطار بازل” وآفاق تنظيم مخاطر المناخ والتمويل المستدام والتمويل الرقمي والمؤسسات المالية غير المصرفية والإشراف عليها إضافة إلى المخاطر الجيوسياسية وتداعياتها على القطاع المصرفي.
كما استعرض الملتقى النتائج الرئيسية لأحدث مسح سنوي دولي لإدارة المخاطر المعد من مؤسسة التمويل الدولي، بما في ذلك التحليلات والملاحظات من البنوك في المنطقة، وناقش كذلك اتجاهات المخاطر الرئيسية وكيفية استجابة البنوك في المنطقة.
وتطرق المشاركون في الملتقى إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية وكيفية استخدام البنوك والشركات المالية للذكاء الاصطناعي، في مجالات تقييم الائتمان، وكشف الاحتيال، وخدمة العملاء، والامتثال، بالإضافة إلى مناقشة أفضل الممارسات لتبني الذكاء الاصطناعي بنجاح في قطاع المخاطر.
واستعرض المجتمعون كيفية إدارة مخاطر التركزات المختلفة، وكيفية العمل على تنويع مخاطرها وتخفيفها، كما تطرقوا إلى الجهود الحثيثة المبذولة للرفع من مستوى وتطوير الصيرفة الرقمية والتكنولوجيا المالية، وكذلك عمليات الأتمتة لدى البنوك، والمخاطر المحيطة فيها وكيفية التعامل معها.
كما اطلع المشاركون على التجارب المختلفة للبنوك الحاضرة في مجال المرونة التشغيلية واستمرار الأعمال، ومخاطر الموردين والطرف الثالث، وكذلك تعامل البنوك التي تعتبر مجموعات كبيرة بفروع خارجية وشركات تابعة مع المخاطر على مستوى المجموعة الكبيرة والمنتشرة في عدة بلدان، فضلا عن مناقشة مخاطر السيولة والتجارب الدولية والإقليمية بهذا الخصوص وأفضل الممارسات التي يجب اتباعها لضمان السيطرة على هذا النوع من المخاطر وتخفيفها.