شاشانك سينغ، نائب الرئيس والمدير العام لشركة Visa في قطر والكويت

 

 

يُجري العديد من الأفراد في قطر تحويلات مالية شهرياً إلى خارج الدولة، بدافع من مشاعر الاهتمام والترابط مع أحبائهم. ويهيمن الطابع الشخصي على معظم هذه التحويلات، إلا أن نحو نصفها يرتبط بأنشطة تجارية متنوعة، تشمل الاستثمارات التجارية، وتسديد قيمة السلع، بل وتتضمن أحياناً شراء العقارات.

وتشهد سوق التحويلات المالية في قطر حالياً نمواً متسارعاً، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة التحويلات 8 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2029.[1] ومع تسارع وتيرة التحول الرقمي وتغير أنماط حركة الأموال، بات من الضروري إجراء تغييرات على خدمات التحويلات المالية لمواكبة هذه التطورات، وتلبية الاحتياجات الرقمية والتطلعات المتجددة للمستفيدين من هذه الخدمات.

ارتفاع سقف التوقعات دون تطوير البنية التحتية اللازمة لتحقيقها

مع ارتفاع مستوى التوقعات، يتجه كثيرٌ من سكان قطر نحو البحث عن خدمات تحويلات مالية دولية أكثر كفاءة وسرعة. وتمثل مدة إنجاز عملية تحويل الأموال إحدى أكثر المشكلات انتشاراً في مختلف الأسواق. وبما أن الوافدين يشكلون حوالي 90% من سكان قطر، تحولت الدولة إلى مركز حيوي ومتنوع يضم أشخاصاً من خلفيات متعددة. ومع ذلك، لا تزال الرسوم المرتفعة على التحويلات وأسعار الصرف غير المواتية تشكل عقبات رئيسية أمام إجراء التحويلات المالية.

كما تشهد السوق اليوم فجوات متزايدة إلى جانب العقبات الفردية، حيث يسعى المستخدمون عند طلب الطعام أو إرسال الأموال إلى دولهم للحصول على خدمات سريعة وواضحة تمنحهم قدرة التحكم الكامل. وهذا يبرز أهمية التوافق التشغيلي بين الأنظمة المختلفة، إذ يؤدي غياب التواصل والتكامل بينها إلى حالات تأخير وعدم اتساق في جودة الخدمات المقدمة. وتطرأ في الوقت الراهن تغييرات جذرية على المعايير، حيث لم يعد قياس نجاح المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية وشركات الصرافة يقتصر على مدى امتثالها للوائح، بل يعتمد بشكلٍ رئيسي على قدرتها على مواكبة هذا التحول وتقديم تجارب شاملة وسلسة وسهلة الاستخدام للعملاء.

أهمية التحويلات المالية الرقمية في الوقت الحالي

تشكل التحويلات المصرفية الوسيلة الأكثر شيوعاً في عمليات تحويل الأموال، في حين تكتسب تطبيقات الدفع عبر الهاتف زخماً متزايداً مع التوجه الكبير نحو العادات الرقمية. ولا تزال شركات الصرافة تلبي بعض الاحتياجات، إلا أنها غالباً ما تعجز عن مواكبة تفضيلات المستخدمين الأصغر سناً الذين يفضلون الحلول الرقمية. ويتوافق هذا التحول مع الأهداف الأوسع للتحول الرقمي والشمول المالي، وتوفر التحويلات المالية الرقمية وسيلة فعالة لدعم هذا التوجه من خلال تعزيز الكفاءة وبناء الثقة.

وتزداد الحاجة حالياً إلى اتخاذ إجراءات فاعلة تمكّن المؤسسات من حل المشكلات المتعلقة بالتحويلات المالية، وذلك من خلال معالجة قضايا الرسوم الخفية والأنظمة القديمة والإجراءات المعقدة لعملية التحقق من الهوية. ويتيح توفير البنية التحتية الرقمية المناسبة إجراء التحويلات المالية بشكل فوري. كما أن اعتماد أساليب مبسطة، مثل استخدام أرقام الهاتف المحمول بدلاً من الرقم الدولي للحساب المصرفي، يوفر للمستخدمين تجربة مميزة تلبي احتياجاتهم مباشرةً، لا سيما في دولة قطر التي تتميز بتنوع سكاني واسع. وتتمثل تجربة التحويل السلسة في توفير حلول تلائم احتياجات الأشخاص في أماكن تواجدهم، من خلال أدوات قادرة على الاستجابة السريعة لمتطلباتهم.

دور قطر في بناء الثقة الرقمية

تُرسي قطر معايير جديدة لمستقبل حلول التحويلات المالية، مدفوعةً بجيلها الشاب المواكب للتطور الرقمي، إلى جانب سياساتها التقدمية. وتقدم منتجات مثل +Visa نموذجاً متقدماً عن الإمكانات الواعدة في مجال المدفوعات الدولية، حيث تتيح للمستخدمين إجراء التحويلات المالية بسهولة عبر استخدام أرقام الهواتف المحمولة.

 

وتسهم خدمة +Visa في تعزيز سرعة المعاملات الدولية وأمانها مع ضمان خصوصيتها، بالإضافة إلى تحسين مستوى الترابط بين أنظمة الدفع في المنطقة. وتساعد هذه الحلول، من خلال تقليص عدد الوسطاء، على تقليل التكاليف وتعزيز الموثوقية والشفافية والأمان. كما تدعم الشمول المالي من خلال تمكين الشركات الصغيرة وتزويد الجهات التنظيمية بأدوات أفضل لمراقبة المعاملات ومكافحة الاحتيال.

ويشكل هذا المثال نموذجاً بارزاً يوضح دور الابتكار في معالجة الفجوات الموجودة في مجال التحويلات المالية، وتلبية التطلعات المتغيرة للمستهلكين. ومع تزايد الاعتماد على التحويلات الرقمية في الحياة اليومية، تتنامى الحاجة إلى حلول آمنة ومرنة، تعتمد على أنظمة متكاملة وموثوقة، وهو ما يتجاوز حدود تطوير البنية التحتية إلى ابتكار تجارب فعلية تركز على المستخدم.

بناء مستقبل أفضل للتحويلات المالية

تمثل التحويلات المالية ركيزة أساسية تربط بين الأفراد والشركات والاقتصادات الوطنية. وفي ظل تزايد الطلبات لتسريع هذه التحويلات وجعلها أكثر أماناً وملاءمة للمستخدمين، تدرك Visa جيداً أن مستقبل أنظمة الدفع يجب أن يركز على تجربة المستخدم، بحيث لا يقتصر التطوير على الجوانب التقنية، بل يمتد ليشمل تعزيز الروابط التي تكتسب أهمية بالغة. وبينما تمر قطر في نقطة تحوّل استراتيجية، تبرز أمام Visa فرصة مميزة للابتكار والريادة على الصعيد العالمي، والارتقاء بخدمات التحويلات المالية إلى تجارب سلسة تتميز بالثقة وسهولة الوصول والتواصل المريح.

 

 

شاركها.
Exit mobile version