أكد المشاركون في ندوة “الرواية العربية: قيمة الجوائز ومعايير التحكيم” أن جائزة كتارا للرواية العربية أسهمت في إثراء المشهد الروائي عربيا إبداعا ونقدا.

وجاءت الندوة ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته 32 المقام حاليا في مركز الدوحة للمؤتمرات، ويستمر حتى الأربعاء المقبل تحت شعار “بالقراءة نرتقي”.

وشارك في الندوة كل من المشرف العام على جائزة “كتارا” للرواية العربية خالد السيد، والروائي الجزائري واسيني الأعرج الفائز بعدد من الجوائز العربية ومنها جائزة كتارا في دورتها الأولى، والروائي العماني زهران القاسمي الفائز مؤخرا بالجائزة العالمية للرواية العربية، وأدارت الجلسة الإعلامية سمارة القوتلي.

وتحدث خالد السيد عن الدور الذي لعبته الجائزة في المشهد الروائي العربي، وكيف أنها استطاعت أن تكون منصة ومحطة جديدة في عالم الرواية، وأن تحرك المشهد الروائي وتظهر مبدعين ونقادا جددا، لافتا إلى أن غرض الجائزة منذ دورتها الأولى في 2015 كان دعم الشباب؛ فكانت فئة الروايات غير المنشورة إلى جانب المنشورة، فضلا عن الاهتمام بالدراسات النقدية؛ بما أسهم في خلق مناخ أدبي عربي وعالمي.

منصة عربية

وقال السيد إن الجائزة نجحت في أن تكون منصة عربية من خلال اعتراف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألكسو) وإقرار وزراء الثقافة العرب ليوم الرواية العربية، كما نجحت كتارا وبالتعاون مع ألكسو في أن تخصص منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أسبوعا للرواية العربية في الفترة من 13 وحتى 20 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

وتناول المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية تاريخ الجائزة وكيفية الترشح لها وشروط الترشح ومعايير التحكيم.

وأضاف أن الجائزة اختارت منذ البداية أن تكون الرواية باللغة العربية، ومكتوبة بطريقة احترافية، وأن يحكمها أكاديميون، مشيرا إلى أن عدد الذين تقدموا للجائزة منذ الدورة الأولى وحتى الآن تجاوز 13 ألف مشارك، وطبعت الجائزة 213 كتابا، وبلغ عدد الفائزين 146 روائيا وناقدا، وشارك في التحكيم 340 محكما، مشددا على أن المعايير كانت صارمة في التقييم، وأن كل رواية يحكمها 3 نقاد.

وأكد السيد أن الجوائز العربية تكمل بعضها بعضا، وأن جميعها أسهمت في بروز أسماء جديدة وعديدة من المبدعين.

جائزة كتارا للرواية العربية لعبت دورا كبيرا في المشهد الروائي العربي (الجزيرة)

من جهته، تحدث الروائي الجزائري واسيني الأعرج عن أهمية الجوائز العربية وما أسهمت به، خاصة جائزة كتارا للرواية. وأكد أن الجوائز تجعل أعمال المبدعين منظورة جماهيريا، وقال إن الكاتب عليه أن يضاعف جهوده ولا يهتم بمآلات الجوائز ونتائجها.

ودعا الأعرج الشباب للتقدم إلى الجوائز لا باعتبارهم متسابقين بل ككتاب لأن الجائزة قد تضيف للكاتب بعض الشهرة لكنها لا تضيف لمستواه الأدبي، ونصحهم بتطوير الذات فقط لأن الأصلح والأجمل هو الذي يبقى.

وقال إن الجوائز لها الكثير من الإيجابيات؛ وأهمها خلق التنافس بين الروائيين بما يسهم في تطور تقنيات السرد العربي.

من جهته، تحدث الروائي العماني زهران القاسمي عن تجربته الروائية، خاصة بعد فوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية عن رواية “تغريبة القافر”. وقال إنه لم يكن ينوي الترشح ولكن دار النشر هي التي رشحت الرواية للجائزة.

صورة شخصية المصدر زهران القاسمي
الروائي العماني زهران القاسمي تحدث عن تجربته الشعرية التي امتدت سنوات وسبقت تجربته الروائية (الجزيرة)

وأضاف القاسمي “لا أستهدف أحدا بعينه في كتاباتي، بل أستهدف الجميع، ويهمني أن أكون مخلصا للنص فقط عند كتابتي، وبالتالي لا يهم الكاتب بعد ذلك سوى المتلقي”، لافتا إلى أنه عندما تكون معايير التحكيم واضحة يكون الوضع أفضل للكاتب.

وتحدث عن تجربته الشعرية التي امتدت سنوات، ونتجت عنها عدة دواوين شعرية، لتأتي الكتابة السردية متأخرة، حيث بدأت مع أولى رواياته في 2013 فكتب رواية مخطوطة فتقبلها الأصدقاء فكانت رواية “جبل الشوع” (2013)، ثم رواية “القنّاص” (2014)، ومن بعدها “جوع العسل” (2017)، مؤكدا أنه ما زال شغوفا بالشعر.

لقاء مع أيمن العتوم

واستضاف معرض الدوحة للكتاب الكاتب والروائي الأردني أيمن العتوم في لقاء مفتوح ضمن الفعاليات الثقافية بالمعرض.

وخلال الجلسة التي أدارها الكاتب العماني أحمد العلوي، تحدث العتوم عن أهمية القراءة في حياة الإنسان، وأنها بمثابة سياحة في عقول الآخرين، تفتح النوافذ على المطلق، وترتقي بالقارئ في آفاق لا يحدها حد، مؤكدا أن القراءة مطلوبة في مختلف المجالات وحتى وإن اختلف المعتقد مع الكاتب، كما أنها تصنع الفارق في كل المجالات وتخرج الإنسان من الدوائر المجتمعية الثابتة وتفتح آفاقا جديدة على مختلف الزوايا والوجوه.

كما تطرق العتوم إلى تجربته مع الكتابة التي بدأت بكتابة الشعر ثم الرواية التي تكون قريبة واضحة الدلالة فتكون أقرب للقارئ الذي يعيش مع أبطال الرواية أحيانا.

وأوضح أنه اتجه إلى الأدب الخاص بالموضوعات الإنسانية الكبرى فكتب في الحريات، ومقاومة العنصرية وغيرها.

كما تحدث عن عشقه للعربية، وأنه اتجه لدراستها وخاصة النحو والصرف بعد دراسته الهندسة.

وحول التماس بين عناوين رواياته مع القرآن الكريم مثل روايات “يا صاحبي السجن”، و”نفر من الجن”، و”حديث الجنود” وغيرها، قال إنه اختار اللجوء للنص الأعلى لغة وبلاغة ما دام هذا مسموحا به.

شاركها.
Exit mobile version