شاعر وكاتب فلسطيني راحل، رفض تحويل وطنه إلى قضية، واشتهر بقصائد تمجد المقاومة ضد الاحتلال، الذي حرّم عليه أن يعيش في وطنه وأن يدفن فيه.
ولد معين بسيسو -الذي سلطت عليه الضوء حلقة (2025/8/12) من برنامج ” تأملات”- في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة، عاش متنقلا بين عدة دول، واشتهر بقصيدة “أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح”.
في كتابه “دفاتر فلسطينية”، يقول بسيسو “كنت في الثانوية، من الشبابيك سمعت إن أمك تموت، ألق الدفاتر واركض إلى البيت”.
ويتابع “كانت أمي ممددة فوق السرير التصقت بها ورفضت أن أترك الفراش، وفي الصباح حدثت المعجزة، لقد قاومت من أجلي، وعاشت أمي”.
تميز شعر بسيسو بأنه سياسي وطني، حيث التزم بالدفاع عن وطنه وتمجيد المقاومة، يصور غربة الفلسطيني عن قومه وعن العالم بواسطة أسلوب خشن، ويستخدم التضاد لتخرج المفردات بتركيب فني يصدم القارئ.
وفي أشعاره يفضح آلة العدو التي تطحن الأحياء وتحيلهم إلى أسماء مكتوبة على الجدران، كما رفض الشاعر تحويل وطنه فلسطين إلى قضية، ويقول في هذا الصدد:
الذي كان وطن أصبح اليوم قضية
لا تلوموا البندقية
حينما ماتت ولم تترك وصية
ومن الأشعار التي تركها بسيسو:
أخي في الكفاح أخي في العذاب
أتسمع مثلي عواء الذئاب
تفزّع أطفالنا النائمين
وتنذر أحلامهم بالخراب
ويفتح أعينهم في الظلام
دوي الرصاص ولمع الحراب
وتخنق صراخاتهم بالنجوم
إذا خنقتها حبال السحاب
ولكنه سوف يأتي الصباح
ويكسر أبواب هذا الضباب
فتورق آمالنا كالغصون
وكانت جذورا ببطن التراب
ومن أقوال الشاعر الفلسطيني “لا يفهم الإسرائيلي العسكري أن لحم الإنسان الذي يقاتل دفاعا عن حقه ووجوده يمكن أن يكون أصلب من حديد جنازير الدبابة التي يدفعها للغزو والعدوان”.
وبعد وفاة بسيسو -الذي عرف بشاعر الثورة الفلسطينية- دفن في العاصمة المصرية القاهرة، لأن سلطة الاحتلال الإسرائيلي حرّمت الوطن عليه حيا وميتا.
وتناولت حلقة برنامج ” تأملات” فقرات أخرى منها، “أصل الكلمة”، و”وقفات”، و”قصة وعبرة”.
13/8/2025–|آخر تحديث: 00:13 (توقيت مكة)