انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية
الدوحة – قنا
انطلقت اليوم، أعمال المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية، الذي تنظمه مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، خلال الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر الجاري، تحت شعار “الرعاية الأولية اليوم.. الدروس المستفادة والعمل المستقبلي لتحقيق الاستدامة”.
وحضر افتتاح المؤتمر، سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، ونحو ألف مشارك من المهتمين والأخصائيين في الرعاية الصحية، وصناع السياسات والمؤثرين، والباحثين، وغيرهم من المؤسسات الطبية والأكاديمية الرائدة من جميع أنحاء العالم، حيث سيناقش المشاركون في المؤتمر العديد من الموضوعات التي ستطرح من خلال 6 ورش عمل و30 جلسة، بما يسهم في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات الطبية بهذا المجال.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة مريم عبدالملك، المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: إن هذا المؤتمر يصادف الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لإعلان “ألما آتا” والذكرى الخامسة لإعلان اجتماع “أستانا” حول الرعاية الصحية الأولية، وكلاهما يمثل خطوة أساسية للصحة العامة في القرن الحادي والعشرين، كونهما يحددان الرعاية الصحية الأولية، باعتبارها المفتاح لتحقيق هدف “الصحة حق للجميع”.
ونوهت الدكتورة عبدالملك، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنها خلال افتتاح المؤتمر، السيد مسلم النابت مساعد المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، إلى أنه لتنفيذ خطة الرعاية الأولية بصورة فعالة، قامت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ببناء استراتيجية تتمحور حول عدة بنود، أهمها تقديم خدمات صحية متكاملة وشاملة ومنسقة، وتوفير نظام رعاية صحية ورفاهية متمحورة حول الفرد، وتقديم الخدمات القائمة على الأدلة والبيانات، وأحدث تطورات التكنولوجيا، وتقديم الخدمات القائمة على الجودة.
وأشارت إلى أن من أهم مجالات التقدم الاستراتيجي في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية هو التحول نحو نموذج رعاية أكثر تمحورا وتركيزا على الفرد، لافتة إلى أن تمكين الأفراد من المشاركة بفعالية في قراراتهم الصحية، أشعرهم بالمسؤولية، ليشاركوا في تولي زمام الأمور، ما ساعد في التزامهم بخطط العلاج، واتباع أنماط الحياة الصحية بشكل أفضل.
وأكدت الدكتورة عبدالملك في كلمتها، أن انعقاد المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية يأتي تأكيدا على مدى أهمية الرعاية الأولية في أي منظومة صحية، مبينة أن المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة، كونه يأتي في وقت يشهد زخما عالميا كبيرا متعدد القطاعات لتسريع عملية التعافي، وأخذ الدروس المستفادة من جائحة /كوفيد-19/، والمضي بخطى سريعة نحو تنفيذ أجندة وأهداف التنمية المستدامة.
ونوهت إلى مساهمة مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في نجاح فعاليات كبرى أقيمت في دولة قطر، مثل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة وصحية، وحماية الصحة العامة في الدولة لجميع سكانها وزوارها.
وقالت: “إنه على مدى الأعوام الماضية، اعتمدت خارطة طريق الرعاية الصحية الأولية على تقييمات دقيقة بهدف التطوير المبني على الأدلة، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى إجمالي عدد سكان دولة قطر البالغ 3 ملايين نسمة تقريبا، ومن خلال واحد وثلاثين مركزا صحيا موزعا على جميع مناطق الدولة، فقد وصل عدد المراجعين المسجلين بالمراكز الصحية خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام، إلى أكثر من مليون و700 ألف مراجع، فيما بلغ عدد زيارات المرضى إلى أكثر من مليونين ونصف المليون زيارة خلال ذات المدة، بمتوسط يتعدى 420 ألف زيارة شهريا.
وأضافت أن متوسط هذه الأرقام بلغ 19 بالمئة من المواطنين مقابل 81 بالمئة من الجنسيات الأخرى، وبمعدل 48 بالمئة من الذكور و52 بالمئة من الإناث، لافتة إلى حصول مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بين العامين 2021 و2022 على العديد من الاعتمادات العالمية الرئيسية، مثل المستوى الماسي للاعتماد الكندي، وجائزة “الالتزام للرعاية المتمحورة حول الأشخاص”، فضلا عن حصول مختبراتها على اعتماد المعهد الأمريكي لعلم الأمراض.
ولفتت الدكتورة عبدالملك، إلى سعي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لتنظيم هذا المؤتمر إيمانا بأهميته، وتماشيا مع حرص القيادة الرشيدة على إعطاء الرعاية الصحية الدراسة الكافية والمتأنية، للوصول إلى توصيات يمكن تحقيقها على أرض الواقع، من خلال تطبيق أنظمة وبرامج تؤدي إلى رعاية صحية أولية متكاملة وشاملة ذات جودة عالية.
وبينت أنه وفقا للسياق العالمي الحالي، يجب مناقشة أجندة المؤتمر على خلفية الأولويات العالمية المترابطة مثل البيئة والصحة، والعمل متعدد القطاعات، وأنظمة الإنذار المبكر، وكيفية تعزيز خدمات الرعاية الصحية.
من ناحيته، أشاد اللورد آرا دارزي دينهام الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، المدير المشارك لمعهد أمبريال كوليدج لندن للابتكار في مجال الصحة العالمية، بالتطور الكبير والمبتكر الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر، والخدمات الشاملة والمتكاملة التي يقدمها، ما جعله نموذجا ناجحا.
وأكد في كلمته بالجلسة الافتتاحية أهمية المؤتمر الخامس للرعاية الصحية الأولية باعتبارها حجر الأساس للصحة من كافة جوانبها، الأمر الذي يتعين معه إعطاؤها ما تستحقه من عناية واهتمام، مبينا الدور الحيوي الذي يضطلع به هذا القطاع بجميع عناصره، من حيث توفير أفضل الخدمات للمرضى والمراجعين بالمراكز الصحية التي قال إنه تم تصميمها في قطر بإمكانيات عالية ونظم ومعايير عالمية، لتقدم أفضل رعاية صحية أولية، أساسية وثانوية، متنوعة بجودة عالية، وتحت سقف واحد.
ونبه الى أن جودة الرعاية الصحية الأولية في أي مكان هي التي تحدد كيفية استجابتها لأي جائحة، داعيا في سياق متصل إلى دعم المجتمع وتشارك المسؤوليات وإطلاق المبادرات نحو تحسين الرعاية الصحية الأولية والصحة عموما ومنها البدنية والنفسية وتوفير خيارات شتى في هذا الصدد.
كما تحدث عن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية والاستفادة مما توفره الرعاية الإلكترونية في هذا الخصوص ومن ذلك تحسين الأداء والإنتاجية، وما يتعلق أيضا بالتدريب والتشخيص وسرعة تقديم الخدمات وخطط العلاج بالمستشفيات أو المنازل، مؤكدا في هذا السياق أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تؤدي هذه المهام والمسؤوليات بطريقة ورؤية صحيحة عبر تكامل الخدمات وشموليتها وجودتها وهي أمور قال إنها تجعل المرضى دائما في قلب هذه الجهود.
يغطي المؤتمر على مدى أيام انعقاده الأربعة، العديد من المواضيع الرئيسية، ليشمل عدة مجالات، منها تعزيز الصحة، ومرونة الرعاية الصحية في مواجهة الأزمات العالمية، ومستجدات الممارسات الإكلينيكية في الرعاية الأولية، وتحسين الجودة، وبناء القدرات، ونماذج الرعاية والابتكارات، بالإضافة إلى المواضيع المتخصصة في مراقبة الأمراض المعدية ومكافحتها، وفحوصات الصحة النفسية وإدارتها، وتقدم العلم في مجال تعليم وبحوث المهن الصحية، إلى جانب التركيز على تحسين الصحة والرفاهية من خلال طب نمط الحياة والمعافاة والعديد من الموضوعات الأخرى.
ويعتبر المؤتمر منصة هامة للنظر في نظم إدارة الصحة المبتكرة ومبادرات تحسين الجودة بهدف تحسين النتائج الصحية وسلامة المرضى في الرعاية الأولية، وتحديد أحدث الخيارات القائمة على الأدلة في إدارة تشخيص وعلاج الأمراض الشائعة في مرافق الرعاية الصحية الأولية، كما يهدف إلى التعرف على أفضل الممارسات الدولية المتمحورة حول الأسرة والمجتمع في مجال تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.
وسيعمل خبراء الرعاية الصحية الأولية خلال المؤتمر على مقارنة النهج المتبعة في تعليم المهن الصحية، وتدريب القوى العاملة، وبناء القدرات في مجال ممارسة الرعاية الصحية الأولية، والتأكيد على أهمية البحث وفرصه في مجال الرعاية الأولية لتحسين النتائج الصحية للسكان.
ويصاحب المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية، معرض متخصص يقام ضمن فعالياته، ويقدم فيه العارضون أحدث مساهماتهم في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى عرض أفضل الملخصات البحثية للمشاركين في مجال الابتكار والرعاية الطبية.