بعد انقطاع الاتصالات والإنترنت عن غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي، تزايدت الاقتراحات والجهود لمساعدة الشعب الفلسطيني في القطاع لتوفير هذه الخدمات.
تضافرت جهود الشركات والأفراد بعدما تعالت الأصوات منادين بالتدخل العاجل لإعادة الاتصال بالشعب الفلسطيني الذي يعاني تحت القصف، إذ أعلنت شركة فودافون مصر عزمها تقوية شبكتها عن طريق محطات متنقلة يمكن إيصالها لحدود مصر مع غزة.
وأعلن رئيس مجلس إدارة فودافون مصر، هاني محمود، أن شركته قامت بتجهيز محطات متنقلة لنقلها إلى الحدود المصرية مع قطاع غزة، من أجل استعادة شبكات الإنترنت والاتصالات، وفقاً لصحيفة الشرق بيزنس.
وأكد محمود أن الاتحاد الدولي للاتصالات قد أصدر قراراً أكد فيه «أهمية عودة الاتصالات والإنترنت إلى غزة، لأن ذلك سينقذ الضحايا والمصابين».
مبادرات النشطاء المصريين
لم يكتفِ المصريون بتحركات الشركات وبدأت مبادرات من قِبل عدة أفراد لجمع شرائح الجوال الإلكترونية (إي سيم) وتوفيرها للأشخاص في غزة.
وبدأ الأفراد المتطوعون على الحدود المصرية عند معبر رفح لدعم دخول المساعدات للشعب الفلسطيني، بالتعاون مع مصريين آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر نداءات لجمع شرائح الجوال الإلكترونية في صورة تبرعات من أفراد في أوروبا والولايات المتحدة.
قادت هذه المبادرة من مصر الكاتبة المصرية ميرنا الهلباوي، التي قالت لـ«CNN الاقتصادية» إن المبادرة قائمة على «جهود فردية وذاتية بحتة» من مجموعة متطوعين لا ينتمون لأي منظمة.
وأضافت الهلباوي أن فكرة إمداد الفلسطينيين في قطاع غزة بشرائح الجوال الإلكترونية جاءت «بطريقة عفوية جداً عندما فشل موضوع ستارلينك، فاقترحت إحدى المتابعات لي على صفحتي تجربة استخدام الـ إي سيم».
وأضافت أنها كانت قد تلقت بالفعل رسائل من عدة أجانب وأوروبيين مبدين رغبتهم في تقديم المساعدة لأهل غزة، وعندما نادت بجمع الشرائح عن طريق منشور على صفحات التواصل الاجتماعي وجدت تفاعلاً كبيراً من حول العالم.
وأكدت أنها بالفعل تلقت العديد من الشرائح كتبرعات عينية «من أوروبا، وأميركا، وأميركا اللاتينية، وكندا، وآسيا وتقريباً تم إيصال ما يقرب من ألف إي سيم لأشخاص داخل غزة».
كما بدأت المبادرة بتوسيع جهودها عن طريق التعاون مع شركة سيملي المتخصصة في شرائح الجوال الإلكترونية، وبالفعل تعمل الشركة على توفير«آلاف من شرائح إي سيم بالمجان لأهالي غزة»، وفقاً لما ذكرته الهلباوي لـ«CNN الاقتصادية».
ما هي شريحة الجوال الإلكترونية «إي سيم»؟
شريحة جوال إلكترونية أو ما يُعرف باسم إي سيم هي النسخة الرقمية من شريحة الجوال الفعلية.
تُتيح إي سيم للمستخدمين تنشيط باقة خلوية من شركة الاتصالات دون الحاجة لاستخدام شريحة جوال فعلية، وهي تعمل عن طريق إدخال رمز الاستجابة السريعة (كيو آر كود) ويتم بعد ذلك التقاط الاتصال من أقرب شبكة.
وأوضحت الهلباوي أن تقوية الشبكة من قِبل شركات الاتصالات، مثل ما تقوم به فودافون مصر، سيؤدي بالطبع إلى زيادة فاعلية استخدام هذه الشرائح المزودة للأشخاص داخل قطاع غزة.
موقف إيلون ماسك وستارلينك
في بداية أزمة انقطاع الاتصال بالإنترنت داخل قطاع غزة، توجه العديد من الأطباء والناشطين إلى منصة إكس لإرسال بعض المستجدات إلى ماسك، إذ خاطبت إحدى الطبيبات ماسك شخصياً في منشور على حسابها الرسمي جاء فيه «غزة تتعرض للقصف، والإنترنت والاتصالات مقطوعة، إنهم بحاجة إلى (ستارلينك) على الفور».
وقد استجاب ماسك لهذه الدعوات وأبدى استعداده لتوفير خدمة الاتصال بالإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية بواسطة ستارلينك قائلاً في تدوينة «ستدعم ستارلينك الاتصال بمنظمات الإغاثة المعترف بها دولياً في غزة».
ولكنه نشر بعد ذلك تدوينة أخرى يقول فيها «لسنا سذجاً»، مؤكداً فيها أنه وفقاً لتدوينته السابقة «لم تحاول أي محطة تابعة لستارلينك الاتصال من غزة»، وأضاف «إذا حدث ذلك، فسنتخذ إجراءات استثنائية للتأكد من أنه يُستخدم (فقط) لأسباب إنسانية بحتة. علاوة على ذلك، سنقوم بإجراء فحص أمني مع كل من الحكومتين الأميركية والإسرائيلية قبل تشغيل حتى محطة واحدة».
كانت خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت بالكامل في قطاع غزة مساء الجمعة جرّاء القصف المتواصل وهجوم نفذه الجيش الإسرائيلي هو الأعنف منذ إعلانه الحرب على حركة حماس، ما أسفر عن قطع اتصال غزة بالعالم الخارجي، علماً أن القطاع انقطعت عنه الكهرباء والمياه منذ تصعيد الغارات الإسرائيلية.