بدأت أصداء الصراع في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية تنعكس على الأسواق العالمية، خاصة النفط و الذهب، وسط تخوف من حدوث اضطراب في سلاسل إمداد النفط إذا ما اتّسع نطاق الصراع أو امتدَّ لفترة طويلة، وبالنسبة للذهب فقد زاد الإقبال عليه كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات، ما رفع أسعار السلعتين بشكل كبير منذ بداية عملية ( طوفان الأقصى) من جانب حركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري.
قفزت أسعار النفط أكثر من ثلاثة دولارات، يوم الجمعة، مع توقعات بانخفاض المخزونات العالمية خلال الربع الرابع، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.30 دولار إلى 89.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:11 بتوقيت غرينتش، وبذلك يكون الخام قد ارتفع بأكثر من 6 في المئة منذ بداية الصراع الحالي، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.32 دولار إلى 86.23 دولار للبرميل، بعد أن كسر في وقت سابق حاجز الأربعة دولارات.
بذلك تستمر أسعار النفط في الزيادة منذ أن بدأ الفصل الجديد من الصراع الدائر في قطاع غزة، وكان مقاتلون تابعون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد اقتحموا عدداً من القواعد العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات في هجوم غير مسبوق يوم السبت.
ما ترتب عليه ارتفاع أسعار النفط، يوم الاثنين، بأكثر من ثلاثة دولارات للبرميل كأول رد فعل على التوترات الدائرة.
ثم اتخذت الأسعار اتجاهاً تنازلياً إلى حد ما خلال الأيام الثلاثة التالية، لتصل إلى 86 دولاراً للبرميل يوم الخميس، لتعاود الارتفاع من جديد يوم الجمعة في إثر إعلان الولايات المتحدة تشديدها برنامج العقوبات على صادرات الخام الروسية، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات في سوق شحيحة بالفعل.
الذهب ملاذ آمن
ودوّت أصداء الصراع الدائر في غزة، من ناحية أخرى في سوق الذهب إذ سجلت ارتفاعاً في بداية تعاملات يوم الجمعة، وتتجه نحو تسجيل أكبر مكاسب أسبوعية منذ نحو 7 أشهر بفضل زيادة الطلب على المعدن الأصفر.
وارتفع سعر الذهب في العقود الفورية صباح اليوم في تعاملات بورصة لندن للسلع بنسبة 0.4 في المئة إلى 1875.99 دولار للأوقية، ليرتفع المعدن الأصفر بنحو 2.3 في المئة منذ بداية الفصل الجديد من الصراع.
كانت أسعار الذهب ارتفعت، يوم الاثنين التالي لبدء الأزمة، لتربح 19 دولاراً في المعاملات الفورية، مسجلة أعلى مستوياتها منذ مطلع الشهر الجاري.
إذ يراقب بعض المستثمرين الأحداث الجارية عن كثب متوقعين أن يؤدي العنف في الأراضي الفلسطينية إلى زيادة الإقبال على الذهب و الأصول الآمنة للتحوط من الاضطرابات الجيوسياسية المحتملة.
وتراجعت أسعار الذهب يوم الخميس عندما قفز العائد على سندات الخزانة الأميركية نتيجة بيانات التضخم في الولايات المتحدة، التي جاءت أعلى من التوقعات، ما يعزز المخاوف من استمرار زيادة أسعار الفائدة الأميركية.