قفز الغطاس الأميركي مات كوبر يوم الثلاثاء من منصة على ارتفاع 27 متراً، أي ما يوازي ارتفاع مبنى مكون من تسعة طوابق! وهو على دراية تامة بمخاطر هذه المبادرة.
وفي حواره لوكالة أسوشييتد برس قال كوبر، وقت استعداده لمسابقة الغطس العالي هذا الأسبوع في بطولة العالم للألعاب المائية باليابان: «إن تأثير الارتطام بسطح الماء من على ارتفاع 27 متراً يشبه حادث سيارة تسير بسرعة 85 كيلومتراً في الساعة».
ولسنوات عمل كوبر وزوجته غطاسين استعراضيين على متن السفن السياحية العملاقة لتسلية السائحين، لكن نشاط الزوجين الأخطر يكمن في خوضهما منافسات القفزات الحرة من على ارتفاعات شاهقة، التي قد تتسبب لهما في إصابات خطيرة.
عن إصاباته السابقة، يقول كوبر إن كعبه الأيسر تهشم أثناء قفزه ببركة سباحة ضحلة بأستراليا واضطر لإجراء عمليات تثبيت باستخدام الألواح المعدنية والمسامير.
وفي سويسرا، أنقذه الغواصون بعد أن فقد وعيه في إحدى البحيرات بعد قفزة غير موفقة تسببت في هبوطه على صدره وذقنه وصفها باللكمة القوية.
لم تقتصر روح المغامرة على كوبر فقط، فزوجته الهولندية جيني فان كاتويك أيضاً غواصة محترفة تستعد للمنافسة هذا الأسبوع في اليابان، ولديها هي الأخرى ملف الإصابات الخاص بها.
أصيبت جيني بتمزق في أربطة مرفقها الأيسر سابقاً واحتاجت إلى جراحة دقيقة، وعن حالتها آنذاك تقول: «أصبت بكدمات حول عيناي وفي وجهي وذراعي، لكني صممت على أن أعود مرة أخرى لأنني لم أرغب في أن أتعرض لصدمة نفسية بعد ما حدث».
في منافسات الرجال، الحد الأقصى للارتفاع 27 متراً وللسيدات 20 متراً. وعليهم الهبوط بالأقدام لا الرأس وإلا تعرض الجزء العلوي للجسم – الكتفين والرأس والرقبة – للتهشم من صدمة الارتطام بسطح الماء.
يفسر مات إقدامه على هذه المغامرات بقوله: «هناك شيء ما تشعر به عند الغطس من على المرتفعات لا يوازيه شعور بأي مكان آخر في العالم، الأدرينالين، ولن تحصل عليه بأي دواء». ويصف صوت اختراق جسمه للماء بصوت الطلقات النارية أثناء خروجها من المسدس عالية جداً ومرعبة.
واستطرد: «بعد إصابة كعبي قيل لي إنني لن أمشي بشكل طبيعي أبداً كان علي أن أعمل بكل ما أوتيت من قوة في جلسات العلاج الطبيعي لأثبت أنني أستطيع المشي والغطس مجدداً وقمت بالفعل بأول قفزة من على ارتفاع الـ27 متراً لأثبت لمجتمع تقويم العظام أن هناك قصص نجاح، وبمجرد قيامك بأول قفزة تصبح مدمناً».
View this post on Instagram
وعن شعوره عندما نظر إلى المنصة العالية (27 متراً) لأول مرة، يقول إنه كاد أن ينسحب وإنه سيكتفي بالارتفاع العادي (10 أمتار)، خاصة بعد ما نظر إلى الأسفل لكنه وبحسب وصفه لم يتمكن من مقاومة «إغراء الخطر».
اعترف مات بأن والديه لا يحبون هواية ابنهما وزوجته، ورغم ذلك يقدمان لهما كل الدعم، ويعلق قائلاً إن والده كان يتابع عملية انتشاله من الماء في سويسرا وكان يشعر بالتوتر الشديد لدرجة أنه خرج للمشي لمدة خمس ساعات.