الدوحة – قنا
يدخل المنتخب القطري لكرة القدم منافسات النسخة الحادية عشرة من كأس العرب FIFA قطر 2025 التي تنطلق في الدوحة يوم /الاثنين/ المقبل، بطموحات كبيرة بحثا عن اللقب الأول تاريخيا.
ويستهل /الأدعم/ البطولة بمواجهة المنتخب الفلسطيني مطلع ديسمبر المقبل على استاد البيت ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا المنتخبين التونسي والسوري، سعيا لضربة بداية قوية تمهد طريق الذهاب بعيدا.
ولم يسبق للمنتخب القطري التتويج بكأس العرب التي ظهر في منافساتها من قبل في ثلاث مناسبات تاريخيا، وكان الإنجاز الأبرز وصافة النسخة السابعة عام 1998 التي استضافها على أرضه، قبل أن يحقق المركز الثالث في النسخة الماضية التي أقيمت في الدوحة عام 2021 فيما اكتفى بالمركز الرابع في الظهور الأول خلال النسخة الرابعة التي جرت في السعودية عام 1985.
ويستند المنتخب القطري على مقومات بارزة تجعله ينطلق أولا في سباق الوصول إلى اللقب، أهمهما عاملا الأرض والجمهور اللذان سيشكلان دافعا معنويا مهما خلال مواجهات قوية سيخوضها في البطولة التي من المنتظر أن تشهد منافسات محتدمة في ظل جهوزية كبيرة لجل المنتخبات العربية والطموحات الكبيرة التي يتملكها المنافسون.
ولطالما كانت الجماهير القطرية عاملا مساعدا في الإنجازات التي حققها المنتخب في السنوات الأخيرة، ويأتي في مقدمتها التتويج بلقب كأس آسيا 2023 التي جرت في الدوحة، عندما لعب الجمهور دورا كبيرا في شحذ همم اللاعبين ودفعهم نحو تجاوز محطات صعبة خصوصا خلال الأدوار الإقصائية، كما حصل أمام أوزبكستان في ربع النهائي، حيث احتاج لركلات الترجيح للعبور إلى نصف النهائي، ومن ثم أمام إيران 3 – 2 في الدور قبل النهائي، وصولا إلى المباراة النهائية التي شهدت مؤازرة استثنائية، مما شكل حافزا لتحقيق الانتصار على المنتخب الأردني 3 – 1 والاحتفاظ بالكأس القارية للمرة الثانية تواليا.
ويدخل المنتخب القطري منافسات كأس العرب بمعنويات مرتفعة عقب ضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي تقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وذلك بعدما تجاوز المرحلة الرابعة (الملحق) من التصفيات، متصدرا المجموعة الأولى التي أقيمت منافساتها في الدوحة، عقب التعادل السلبي مع المنتخب العماني والفوز على المنتخب الإماراتي بهدفين لهدف.
وتشكل التوليفة التي يتوفر عليها المنتخب القطري، عاملا مهما في دعم حظوظ المنافسة على اللقب، في ظل وجود أسماء وازنة لطالما ساهمت في تحقيق الإنجازات الأخيرة، يأتي في مقدمتها النجم أكرم عفيف الذي كان عراب الفوز بلقب كأس آسيا 2023 بعدما ساهم في 11 هدفا من أصل 14 سجلها /الأدعم/ في البطولة، مسجلا ثمانية وصنع ثلاثة، ليجمع بين لقبي أفضل لاعب وهداف البطولة، إلى جانب دوره في التأهل إلى المونديال، بعدما صنع هدفي الفوز على الإمارات في المواجهة الأخيرة الحاسمة، إلى جانب لاعبين مؤثرين على غرار عاصم مادبو وعبدالعزيز حاتم اللذين شهدا إنجازي الفوز بلقبي كأس آسيا 2019 و 2023 و أحمد فتحي وطارق سلمان وجاسم جابر والحارس المتألق مشعل برشم.
وفضل الإسباني جولين لوبيتيغي مدرب المنتخب القطري دعوة عدد من اللاعبين الشباب الذين تألقوا مع الأندية خلال الموسم الحالي على غرار خالد علي بن سبعة وأيوب العلوي والهاشمي الحسين ومحمد خالد وغيرهم، وفق توجهات التجديد التي تبناها المدرب، بحثا عن توليفة مثالية تستعد لخوض غمار نهائيات كأس العالم 2026، دون أن يمنع ذلك من وجود عناصر خبيرة من أمثال أحمد فتحي وماركيز لوبيز ومحمد مونتاري وادميلسون جونيور وغيرهم.
وشهدت قائمة المنتخب القطري لخوض غمار كأس العرب FIFA قطر 2025 لكرة القدم، بعض الغيابات، يأتي في مقدمتها الهداف التاريخي لـ/الأدعم/ المعز علي الذي أجرى عملية جراحية مؤخرا بعد إصابة عانى منها منذ انطلاقة الموسم وحرمته من المشاركة التالية سواء مع ناديه الدحيل أو المنتخب، فيما يغيب الثنائي أحمد الراوي وأحمد الجانحي للإصابة أيضا.
وشملت رؤية التجديد التي يتبناها الجهاز الفني بقيادة الإسباني جولين لوبيتيغي، عدم دعوة لاعبين شاركوا مع المنتخب في السنوات الأخيرة على غرار خوخي بوعلام وبيدرو ميغيل وكريم بوضياف، مع ترك الباب مفتوحا إذا ما اقتضت الحاجة لذلك مستقبلا.
ويشكل وجود لوبيتيغي على رأس الإدارة الفنية عاملا مهما، بعدما نجح المدرب الإسباني في تصويب أوضاع المنتخب وإعادته إلى المسار الصحيح بعد فترة من نتائج غير مرضية في المرحلة الثالثة من تصفيات مونديال 2026، ليقود المنتخب بعد ذلك للتأهل إلى النهائيات عبر الملحق، معيدا الوهج لأغلب اللاعبين، الأمر الذي ينشر تفاؤلا في أن يواصل المنتخب التطور خلال كأس العرب وصولا إلى الجاهزية المثالية خلال المونديال.
ولن تكون مهمة المنتخب القطري سهلة في كأس العرب، خصوصا في ظل منتخبات عربية بجاهزية عالية منها ستة منتخبات ضمنت التأهل إلى المونديال وهي: السعودية والأردن وتونس ومصر والجزائر والمغرب، ثلاثة منها ستخوض المنافسة بالصفوف الأولى، إلى جانب منتخبات أخرى ما زالت تنافس من أجل الوصول إلى كأس العالم مثل المنتخب العراقي الذي سيخوض الملحق العالمي، وأخرى أبلت البلاء الحسن في التصفيات رغم عدم تأهلها على غرار منتخبات: عُمان والكويت والإمارات وفلسطين، مما يستوجب أن يكون /الأدعم/ في قمة حضوره الفني إذا ما أراد الوصول إلى منصة التتويج.
وأكد لاعب المنتخب القطري السابق مشعل عبدالله في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن /الأدعم/ يعد من بين أبرز المرشحين للقب في بطولة كأس العرب 2025، للمردود الذي قدمه خلال مباراتيه في الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026 أمام عمان والإمارات، بعدما استعاد بطل آسيا مستواه المعهود متجاوزا فترة من التراجع والتذبذب في الأداء خلال المرحلة الثالثة من ذات التصفيات الآسيوية.
وأوضح أن المدرب لوبيتيغي الذي تولى مهمة تدريب المنتخب القطري في شهر مايو الماضي، ساهم في استعادة الحيوية باستدعاء بعض الوجوه الجديدة التي شكلت إضافة واضحة في بعض المراكز، وكان لها دور في تحسين النتائج، ليصل المنتخب لقمة مستوياته خلال مواجهة الإمارات الحاسمة في ملحق المونديال.
وأضاف “أكثر ما يميز المنتخب في المرحلة الحالية، وجود التوازن بين الدفاع والهجوم، بعدما كان يستقبل معدلا كبيرا من الأهداف خلال المرحلة الثالثة من التصفيات، وبالتالي سيكون قادرا على الظهور بالصورة المطلوبة خلال بطولة كأس العرب التي تعد محطة تحضيرية مهمة لنهائيات كأس العالم 2026”.
بدوره قال رائد يعقوب لاعب المنتخب القطري سابقا لـ/قنا/، إن كأس العرب 2025 ستكون مهمة للغاية من أجل التحضير لخوض غمار بطولة كأس العالم المقبلة، لكن ذلك لا يقلل من الرغبة والطموح في تحقيق اللقب العربي الأول، خصوصا في ظل النجاحات التي تحققت في السنوات السابقة بتواجد جيل مميز من اللاعبين، ساهم في التتويج بكأس آسيا مرتين في 2019 و2023، إضافة إلى إنجاز التأهل لمونديال 2026، وذلك لأول مرة عبر التصفيات، بعدما كان المنتخب قد تأهل إلى النسخة السابقة من كأس العالم 2022 بصفته المستضيف.
وأشار إلى أن المستوى الفني المتصاعد في المرحلة الماضية خلال مرحلة الدور الرابع للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026، يجعل المنتخب القطري مرشحا للظفر باللقب العربي، خاصة في وجود مجموعة من العناصر الجديدة التي أضافت الكثير من الزخم الفني.
واعتبر يعقوب أن القائمة المستدعاة من قبل المدرب لوبيتيغي لخوض البطولة، هي الأفضل حاليا رغم غياب بعض العناصر على غرار المعز علي وأحمد الجانحي وأحمد الراوي، مبديا ثقته بقدرة المنتخب على تسجيل حضور قوي خصوصا في ظل دعم جماهيري كبير منتظر سيلقاه في البطولة.