عبد العزيز بنيج محلل قنوات بي إن سبورت ولاعب المنتخب المغربي ومدرب العربي سابقا
عبد المجيد آيت الكزار
لا توجد أسرار بين المنتخبين في المنافسة على اللقب
أتوقع بداية حذرة للمواجهة وصعبة عليهما
وصول السكتيوي والسلامي للمشهد الختامي يعزز مكانة المدربين المغاربة
من قطر انطلقت إنجازاتنا وجمهورنا حافز للاعبينا
أكد عبد العزيز بنيج محلل قنوات بي إن سبورت ولاعب المنتخب المغربي ومدرب العربي سابقا أن “أسود الأطلس” و”النشامى” استحقا معا بلوغ المباراة النهائية لكأس العرب 2025 عطفا على أنهما كانا الأفضل تكتيكيا في كل أدوارها والأكثر انضباطا في المباريات وإيجاد الحلول الناجحة لتحقيق الانتصارات بقيادة مدربين مغربيين صديقين.
وأشاد بنيج كثيرا بمواطنيه السكتيوي مدرب المغرب، والسلامي مدرب الأردن مشيرا إلى أنهما أول مدربين من بلد واحد يخوضان نهائي البطولة يرفع قيمة الجهاز الفني المغربي ويعزز قيمته داخل وخارج حدود وطنه.
ورشح لاعب الوسط سابقا في أندية الوداد البيضاوي وناسي الفرنسي ومانهايم الألماني والمنتخب المغربي “أسود الأطلس” للتتويج باللقب العربي للمرة الثانية في تاريخهم من أجل استمرار المسيرة الناجحة لكرة القدم المغربية في الأعوام الأخيرة.
* ما حكمك على تأهل المنتخب المغربي للنهائي المرتقب غدا؟
كان تأهلا مستحقا لا جدال فيه حيث حققه بفضل أدائه الجماعي المميز الذي توفرت فيه الصرامة والدفاعية والتركيز الذهني العالي، بالإضافة إلى تسيير مجريات المباراة بطريقة ذكية من قبل مدربه طارق السكتيوي الذي اختار اللحظة المثالية لإشراك ثلاثة بدلاء تمكن اثنان منهما بعد دقائق قليلة من دخولهما، وهما المهديوي وحمد الله، من تسجيل الهدفين الثاني والثالث.
* هل أقنعك مستوى وأداء أسود الأطلس منذ أول مباراة إلى أن حققوا التأهل للنهائي؟
بكل تأكيد، على الرغم من أنه لم يكن استعراضيا إلا أنه كان في المقابل واقعيا. نعلم أن منتخبنا الذي قدم بطموح المنافسة على اللقب، فقد خدمات أربعة لاعبين مهمين بسبب الإصابة قبل استهلال مشواره في البطولة بالإضافة إلى ايقاف مهاجمه حمد الله لمدة مباراتين بعد تلقيه البطاقة الحمراء في الجولة الثانية أمام المنتخب العماني، ولذلك بحث المدرب السكتيوي عن حلول أخرى لمنح الثقة للاعبيه، كما أنه تعامل مع المنافسات مباراة بمباراة، وأثبت تفوقه في عملية التغييرات التي يغير بفضلها الأداء ويصبح أفضل ويحسم النتيجة كما كان الشأن أمام سوريا والإمارات. وبذلك فهو يسير بشكل تصاعدي في الأداء من أجل احراز اللقب..
* بماذا ستتميز المباراة النهائية بين المنتخبين في نظرك فنيا غدا؟
ستكون بمثابة الكتاب المفتوح بينهما ولا توجد فيها أي أسرار بالنسبة لكليهما لأن كل مدرب يعرف الآخر جيدا، وهما صديقان مقربان ويستحقان الوصول مع منتخبيهما إلى المباراة النهائية.
* كيف تتصور أن يتعامل طارق السكتيوي مع التحديات التي تفرضها طبيعة المباراة النهائية؟
من خلال متابعة مباريات أسود الأطلس منذ بداية البطولة نرى أن المدرب السكتيوي لديه استراتيجية متنوعة في تسييرها، وهو يحاول دائما توظيف عنصر المفاجأة بتغيير لاعب أو لاعبين في التشكيلة الأساسية لكل مباراة وكذلك أسلوب وطريقة اللعب، بالإضافة إلى استعمال ورقة التغييرات بشكل ناجع وفعال كما كان الشأن أمام المنتخب السوري في ربع النهائي والمنتخب الإماراتي في نصف النهائي، حيث أشرك المهاجم آزارو بديلا للمصاب تيسودالي فنجح في تسجيل الهدف الوحيد في المباراة الأولى، وسجل البديلان حمد الله والمهديوي في المباراة الثانية.
* هل من الممكن أن نشاهد في النهائي غدا لعبا مفتوحا واندفاعا هجوميا من قبل المنتخبين اللذين يتميز مدرباهما بخصائص فنية مشتركة؟
أعتقد أن المباراة ستكون صعبة للغاية على المنتخبين وسيغلب عليها الحيطة والحذر خصوصا في بدايتها. شاهدنا المنتخب الأردني يلعب بطريقة دفاعية محكمة ويعتمد على خمسة مدافعين في الشق الدفاعي ومميز في إغلاق المنافذ التي يمكن المرور منها إلى المرمى، وهذا ما يفرض على المدرب السكتيوي التنويع في العمليات الهجومية.
*ماذا يوحي لك النهائي الذي سيكون الأول في تاريخ البطولة بين مدربين من جنسية واحدة؟
اعرف السلامي وأقدره كثيرا كشخص ومدرب وكذلك مساعده مصطفى الخلفي، وأتمنى لهما دائما النجاح والتوفيق في تدريب المنتخب الأردني، ولكن ليس هذه المرة في المباراة النهائية لكأس العرب على حساب المنتخب المغربي ومدربه المميز طارق السكتيوي. على العموم تواجد السكتيوي والسلامي في النهائي يعزز قيمة ومكانة المدرب المغرب ويرفع أسهمه ليس محليا فقط وإنما حتى خارجيا.
* يأتي بلوغ المنتخب المغربي “الرديف” نهائي كأس العرب 2025، في سياق النجاحات الكبرى للمنتخبات المغربية بالأعوام الأخيرة، فما هو السر في ذلك؟
الفضل في هذه الإنجازات والنجاحات المبهرة يرجع إلى السياسة الكروية المطبقة في الأعوام الأخيرة من قبل الجامعة الملكية المغربية برئاسة السيد فوزي لقجع، التي غيرت ذهنية منتخباتنا بكل فئاتها حيث إنها تشارك في البطولات والتظاهرات العالمية والدولية والقارية من أجل التتويج بالألقاب وليس من أجل المشاركة المشرفة فقط. كانت البداية من هنا بقطر عندما بلغ اسود الأطلس نصف نهائي كأس العالم 2022، وارتقوا إلى المركز ال12 عالميا ( الحين يحتلون المركز ال11 عالميا)، ثم التتويج بلقب كأس أفريقيا تحت 23 عاما، واحراز برونزية أولمبياد باريس 2024 بقيادة السكتيوي الذي أحرز أيضا مع منتخب المحليين لقب كأس أمم أفريقيا للمحليين 2025، وفي العام ذاته أحرز منتخبنا للشباب كأس العالم تحت 20 عاما.
* مرة أخرى سيكون الرهان كبيرا على دعم الجمهور المغربي لأسوده في الملعب وتواجده بأعداد غفيرة باستاد لوسيل، ما رسالتك إليه في هذا الصدد؟
سيكون بلاشك كما هي العادة حاضرا بكثافة وسيشجع بقوة منتخبنا المغربي، ويقدم صورة حضارية وأخلاقية عن الدعم اللا مشروط لـ”أسود الأطلس” ولن يدخر أدنى جهد في تحفيزهم ودفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم إلى أن يتحقق الانتصار والتتويج باللقب العربي.
