❖ حوار- عبد الناصر البار
– تواجد فلسطين بكأس العرب يعطي للبطولة شكلاً مختلفاً
– ليلة مباراة ليبيا لم نكن نملك سوى 12 لاعباً للقاء الهام
– في غزة نعيش على “الأمل” وهذا “الأمل” سيقودنا للتأهل
– الفدائي يوصل رسائل قوية لأحرار العالم بمشاركاته الخارجية
– “أمي” تعيش أوضاعاً صعبة في المخيمات ككل الفلسطينيين
– تدريب المنتخب الفلسطيني وسام على صدري لأنه إرث كبير
– مواجهتا إقليم الباسك وكتالونيا كانتا لدعم القضية الفلسطينية
أكد إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني في حوار خاص لـ الشرق بعد التأهل لنهائيات كأس العرب بالفوز على المنتخب الليبي بضربات الترجيح (4- 3)، أن مجموعة الفدائي التي تضم العنابي وتونس وسوريا صعبة للغاية ووصفها بالمجموعة المونديالية بوجود قطر وتونس اللذين تأهلا لكأس العالم 2026، وقال: هدفنا هو البحث عن التأهل للدور ربع النهائي وخطف إحدى البطاقتين ولو أن المهمة لن تكون سهلة، وأضاف: عشنا ظروفا صعبة قبل لقاء ليبيا ولم يكن لدينا سوى 12 لاعبا ليلة المباراة، وعن مواجهة العنابي بالافتتاح رد قائلا: نحن محظوظون بأن نفتتح كأس العرب مع منتخب شقيق عزيز على قلوبنا “منتخب قطر”، الذي سهّل لنا كل الإجراءات، وإن شاء الله تكون مباراة تليق باسمي المنتخبين، أما عن آمال وطموحات الفدائي في البطولة قال: نحن نعيش على الأمل في فلسطين “لو مفيش أمل لم نلعب كرة.. ولو مفيش أمل ما كنا لنتأهل أمام ليبيا.. ولو مفيش أمل كان الشعب الفلسطيني قد انقرض منذ سنوات”… مشيرا إلى أن مشاركة المنتخب الفلسطيني في البطولات القارية والعربية تقدم رسالة لأحرار العالم بأننا موجودون. وعن الطريقة التي يعتمدها في تحفيز اللاعبين بعد مأساة الحرب والشهداء قال: تعاملت معهم مثلما تعاملت مع نفسي أنا أمي تعيش في المخيمات، كما أن الأحداث التي تعيشها بلدنا هي حافز كبير للاعبين من أجل إدخال البسمة على الجماهير… كل هذا والعديد من الأشياء تجدونها في سطور هذا الحوار:
◄ أولا مبروك تأهل الفدائي لنهائيات كأس العرب.. ما هو تعليقك؟
الحمد لله على الفوز على ليبيا والـتأهل لمونديال العرب بعد مواجهة قوية للغاية ضد المنتخب الليبي الذي كان قريبا من الـتأهل لنهائيات كأس العالم وهو منتخب متطور للغاية وقدم مواجهة كبيرة، ويملك جهازا فنيا على مستوى عال بقيادة السنغالي آليو سيسي، وكنا نعلم أن اللقاء سيكون قويا للغاية وستكون هناك صعوبات كبيرة والحمد لله على الفوز في النهاية بضربات الترجيح التي ابتسمت لنا، لأننا عانينا الكثير قبل مواجهة التصفيات بسبب غياب اللاعبين.
◄ ما الذي حدث قبل مواجهة ليبيا؟
عشنا ظروفا صعبة للغاية قبل مباراة التصفيات وطيلة الفترة الماضية كنا نحضر فقط بـ 12 لاعبا وحتى ليلة المباراة لم نكن نملك العدد الكافي من اللاعبين من أجل خوض اللقاء بسبب الوصول المتأخر لمعظم نجوم الفدائي ولكن الحمد لله عرفنا كيف نتعامل مع الظرف الطارئ ونحقق الأهم بالـتأهل.. و”لنكن صريحين، كأس العرب بدون فلسطين لا طعم لها، لأن المسابقة كان اسمها كأس فلسطين، وعليه فإن وجود الفدائي في كأس العرب يعطي البطولة شكلاً مختلفا تماما”.
◄ ما هو رأيك في مجموعة الفدائي بوجود قطر وتونس وليبيا وسوريا؟
نحن في مجموعة مونديالية تضم منتخبين عربيين تأهلا لكأس العالم 2026، نحن محظوظون بأن نفتتح المسابقة مع منتخب شقيق عزيز على قلوبنا “منتخب قطر”، سهَّل لنا كل الإجراءات، إن شاء الله تكون مباراة تليق باسمي المنتخبين، ونطمح إلى التأهل للدور الثاني في كأس العرب، ولو أن المهمة لن تكون سهلة أمام صاحب الأرض والجمهور، والأهم من تأهلنا هو أننا نوصل رسالة للعالم بأننا موجودون وفي كل لقاء نقول للعالم فلسطين في الوجود رغم كل الظروف التي نواجهها.
◄ ألا تخشون مواجهة البلد المنظم بالافتتاح؟
بالعكس نحن سعداء مثلما قلت لك بمواجهة العنابي في افتتاح مشوار البطولة على استاد البيت المونديالي، ونتمنى أن تكون قمة كروية واعدة، نعلم أن الجماهير العربية والقطرية وحتى الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة يوم الإثنين المقبل من أجل متابعة حفل الافتتاح ولقاء الأشقاء الذي نتمنى أن يكون في مستوى التطلعات فنيا.
◄ لمن تهدي هذا الفوز والـتأهل لكأس العرب؟
أبارك للجماهير الفلسطينية هذا التأهل وسعداء لأننا تمكنا من إسعاد الشعب الفلسطيني، نعلم أن كرة القدم بالنسبة لنا من الأشياء القليلة التي تُسعد شعبنا، في قطاع غزة وفي المحافظات الشمالية وفي الضفة الغربية والقدس الشريف وحتى لفلسطينيي الشتات، نقول لهم جميعاً ألف مبروك، وحتى قبل اللقاء تأثر اللاعبون كثيرا بالصور التي وصلتنا من غزة جراء الأمطار وسقوط الخيام ولكن كان هناك عزيمة وإصرار من أجل الفوز.
◄ ما هي طموحات وآمال الفلسطيني بالبطولة العربية؟
“لو مفيش أمل لم نلعب كرة.. ولو مفيش أمل ما كنا لنتأهل أمام ليبيا.. ولو مفيش أمل كان الشعب الفلسطيني قد انقرض منذ سنوات”، نحن في فلسطين نعيش على الأمل ولاعبونا قادرون على التحدي والمواجهة في هذه المجموعة القوية وإن شاء الله هدفنا هو خطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي من كأس العرب.
◄ كيف حفزت اللاعبين بعد سنتين من العدوان واستشهاد عائلاتهم؟
تعاملت معهم مثلما تعاملت مع نفسي، أنا أمي تعيش في المخيمات وأمس الأمطار سقطت كلها عليهم داخل الخيمة في صور ومشاهد مؤثرة للغاية، بالعكس نحن نحاول أن نسعد جماهيرنا وأن نخرجها بعض الشيء من الحزن والوضعية الصعبة التي تعيشها، وأهل غزة يعشقون كرة القدم والمنتخب الفلسطيني لأنه هو السبيل الوحيد لإسعادهم.. والشيء الجميل في اللاعب الفلسطيني هو أنه من الألم نزرع بسمة وندرك أننا نملك مجموعة تلعب من أجل الوطن والقضية الفلسطينية.
◄ ما هو شعورك وأنت على رأس الجهاز الفني للفلسطيني؟
شرف واعتزاز كبير لأي مدرب يقود ويدرب منتخبا مثل فلسطين، كما أنني أعتبر هذا وسام شرف على صدري وإرثا كبيرا أن تدرب منتخب يمثل قضية عالمية فيها الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، وأود أن أقول لهم إننا نلعب من أجلهم، كرة القدم حالياً هي الشيء الوحيد الذي يُسعد الشعب الفلسطيني، بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
◄ ما هي الرسالة التي وصلت بعد مواجهتي فريق إقليم الباسك وكتالونيا ؟
صراحة لعبنا مواجهتين للتاريخ لأنه لأول مرة نلعب في هذا المستوى العالي، ولكن من خلال المباراتين وجهنا رسالة لأحرار العالم عن القضية الفلسطينية من أجل الالتفاف حولها ودعهما لأن كرة القدم اليوم لم تبقَ مجرد مباريات فوق المستطيل الأخضر، وبالتالي وجودنا في الباسك وإقليم كتالونيا، وقضيتنا سوف تستفيد كثيرا من هذه المباريات لأننا شاهدنا مؤخرا تحول نظرة العالم لصالح القضية الفلسطينية.
◄ رسالة للجماهير الفلسطينية والعربية؟
نتمنى أن يكون الحضور الجماهيري أكبر خلال مباريات دور المجموعات وأن يحظى الفدائي بدعم كبير من الجماهير الفلسطينية والعربية مثلما يحدث في كل مرة نلعب فيها في قطر، ونحن بدورنا سنعمل على إسعادهم ولما لا التأهل لربع النهائي.
