الدوحة – قنا
سلطت مجموعة الدراسات الفنية في الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA الضوء على العديد من المحاور الهامة والأرقام الفنية المتعلقة بأساليب وطرق اللعب التي شهدتها النسخة الـ20 من بطولة كأس العالم تحت 17 عاما FIFA قطر 2025 التي تختتم غدا الخميس في النهائي الذي يجمع بين منتخبي البرتغال والنمسا على استاد خليفة.
وخلال جلسة إعلامية اليوم في استاد خليفة، رصدت مجموعة الخبراء الفنية التابعة لـFIFA، وهي لجنة تضم مدربين ونجوماً سابقين في المنتخبات الوطنية، الأرقام الخاصة بالمباريات، وتحديد الاتجاهات التكتيكية والابتكارات، وشرحها عبر الرؤى والبيانات التي يوفرها فريق تحليل أداء كرة القدم في FIFA.
كما ركزت الجلسة التفاعلية على طرق اللعب الحديث التي استخدمت خلال المباريات الـ102 السابقة في المونديال سواء في دور المجموعات أو حتى في الأدوار الإقصائية التي سبقت النهائي، إلى جانب تحليل الأداء على أرض الملعب، ومعايير مستقبل اللعبة وتأثيرها على تدريب المدربين وتطوير المواهب الناشئة.
وأشاد الفرنسي آرسين فينغر رئيس قسم تطوير كرة القدم في الاتحاد الدولي لكرة القدم بتنظيم دولة قطر للنسخة الجديدة من البطولة بطريقة رائعة ومثالية حيث تقام المنافسات للمرة الأولى بمشاركة 48 منتخبا، مضيفا: تنظيم البطولة لخمس أعوام متتالية في قطر أمر مهم للغاية وبالتأكيد ستكون له دلالات ناجحة.. البطولة ستغير كرة القدم في العالم وستكون لها إسهامات كبيرة، وكل اتحاد ينبغي عليه تطوير الأداء ويجب إعطاء الفرصة لكل جيل لكي يبرز ويحصل على تجارب كبيرة خاصة أن فئة تحت 17 عاما من المهم أن تحصل على هذا النوع من الخبرات.
وقال فينغر: لقد رأينا الكثير من المتغيرات في أساليب اللعب، والتي ركزت على التحولات الدفاعية والهجومية ما سمح للمنتخبات بالتسجيل وزادت نسبة التسجيل من الأهداف العرضية والاعتماد على اللعب عبر الأطراف وتعزيز الدور الهجومي، وكذلك تسجيل الأهداف من خلال الركلات الثابتة، كما لم يتم إغفال الجوانب الدفاعية وقد تميز منتخب النمسا في هذا الجانب.
وأشار المدير الفني السابق لنادي آرسنال الإنجليزي إلى أن البطولة لم تظهر فوارق كبيرة بين المنتخبات، كما أنها قدمت وجوها بارزة ومواهب صاعدة يمكن أن يكون لها شأن كبير في كرة القدم العالمية، بجانب أن هذه التجربة سيكون لها مكاسب هامة لكافة المنتخبات المشاركة من أجل تصحيح الأوضاع والعودة في نسخة العام المقبل لظهور أفضل.
وأوضح أن غياب منتخب نيجيريا الذي يملك الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بهذه البطولة كان أمرا مؤسفا ولذلك يتوجب العمل على تطوير قطاع الفئات والتركيز على جودة الأداء لدى المنتخبات الإفريقية من أجل أن يكون لها حضور مميز في النسخ المقبلة.
وشدد فينغر على أن التوصية الأبرز التي يمكن أن تقدم لمدربي المنتخبات المشاركة إعطاء اللاعبين صلاحية اتخاذ القرارات بأنفسهم دون أن تكون هناك هيمنة مطلقة على كل القرارات داخل الملعب من جانب الأجهزة الفنية.
وختم رئيس قسم تطوير كرة القدم في FIFA قائلا: إن منتخبي البرتغال والنمسا قد استحقا الوصول للنهائي من خلال العمل الرائع الذي أظهره كل منتخب خلال مشواره في المونديال على صعيد الانسجام، وامتلاكهما لمجموعة مميزة من اللاعبين المهاريين ما ساعدهما على التوهج.
ومن جهته قال النجم الإيرلندي السابق داميان داف أحد أعضاء مجموعة الدراسات الفنية في الاتحاد الدولي لكرة القدم: وفق الإحصائيات كان هناك تنوع كبير في طرق التسجيل ورأينا توهج العديد من لاعبي الأجنحة وامتلاك بعض المنتخبات لمهاجمين بارزين وكذلك ارتفاع نسب التهديف والاستحواذ.
وفي ذات السياق أكد لويس كاري عضو مجموعة FIFA لتطوير كرة القدم، أن منتخب النمسا الذي عبر للنهائي لعب بتنظيم دفاعي وانضباط رائع واستغلال المساحات لدى المنتخب الإيطالي المنافس، وتميزت البطولة في عدة جوانب غيرت من بعض مفاهيم اللعب المعتادة سواء في طريقة اللعب المباشر.
وتابع: لقد اتجهت المنتخبات الإفريقية نحو الاستحواذ الأكثر على الكرة خاصة منتخب السنغال الذي كان الأفضل بين المنتخبات في هذا الجانب.
وأبرز كاري أن المنتخب الأمريكي أظهر مستويات جيدة ومتطورة عن النسخ السابقة التي شارك فيها ويبدو أنه استفاد من التجارب التي خاضها في بطولات مضت، وكذلك رأينا كيف نجح منتخب النمسا في التأهل للمرة الأولى في تاريخ بلاده للنهائي.
وأضاف أن المنتخبات الإفريقية امتلكت الرغبة في التطور وقد قدمت مستويات جيدة وكذلك تميزت المنتخبات الأوروبية بجودة الأداء وأبلت بلاء حسنا.
وأكمل لويس كاري بالقول: إن المستويات كانت متقاربة بين المنتخبات وقد شاهدنا العديد من الأمور الرائعة من ناحية المستوى البدني وكذلك خطط اللعب والاستراتيجيات، وهناك بعض المنتخبات لم نعتد مشاهدتها تنافس في هذا النوع من البطولات.
وجرى خلال الجلسة الإعلامية العديد من النقاشات حول المكاسب التي يمكن أن تجنيها كرة القدم العالمية من بطولات الناشئين حيث تم التأكيد على أن جودة الأداء الدفاعي ارتفعت مقارنة مع البطولات السابقة، وهناك العديد من النماذج التي كرست ذلك خلال المباريات.
إلى جانب ذلك أبرزت البطولة العديد من الأرقام حول حراس المرمى وتألق بعض الحراس على غرار حارس منتخب البرتغال الذي تألق في الذود عن مرماه وكان سببا مباشرا في وصول منتخب بلاده للنهائي.
