❖ حسين عرقاب – قنا
بمناسبة احتضان الدوحة للنسخة الأولى من المؤتمر العالمي للجوال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكد سعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن انعقاد مؤتمر MWC25 الدوحة في دولة قطر، يؤكد المكانة المتقدمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في رسم ملامح الجيل القادم من تقنيات الاتصال. وقال سعادته، في كلمة خلال حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، إن استضافة هذا الحدث تعكس قدرة المنطقة المتزايدة على التكيف مع التطورات العالمية، وتبرز استعدادها للانتقال إلى بنى رقمية أكثر ذكاء وكفاءة تسهم في تعزيز التنمية ودفع الابتكار على مستوى إقليمي وعالمي، مبينا أن التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمر اليوم بمرحلة نضوج دقيقة، حيث يتجلى ذلك من وصول عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول في المنطقة إلى427 مليون مستخدم وهي قاعدة رقمية تعكس إمكانات واسعة للنمو.

– الشمول الرقمي
ونوه سعادته إلى أنه رغم ذلك لا يزال جزء من السكان في المنطقة خارج دائرة الاتصال الكامل، الأمر الذي يجعل من تحسين الشمول الرقمي ليس هدفا مشتركا لدول المنطقة خلال السنوات المقبلة فحسب، بل فرصة للوصول إلى ما هو أبعد من ذلك.
وأوضح سعادة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن صناعة الاتصالات في المنطقة تتقدم نحو بناء البنية التحتية المعرفية، مشيرا إلى أنه لم يعد الاتصال وحده كافيا بل أصبح الذكاء جزءا أساسيا من منظومات الشبكات الحديثة.
ولفت سعادته إلى أنه مع تطور احتياجات المستخدمين، تتبنى الصناعة حلولا قائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الشبكات ورفع قدرتها على التكيف، موضحا أن المنطقة تتجه إلى تطوير شبكات قادرة على تحسين أدائها تلقائيا.
– تطور متسارع
كما أبرز سعادة الوزير ما تشهده شبكات الاتصالات من تطور متسارع نحو منظومات أكثر ذكاء تعتمد على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي للتكيف السريع مع الاستخدام المتغير، مشيرا إلى أن هذا التحول يرتكز على اتجاهات واضحة تتمثل في شبكات تدير نفسها وترفع كفاءتها تلقائيا مشكلة حماية أقوى للبنية الرقمية، وتوسيع الاستثمار في “الذكاء الاصطناعي السيادي” لضمان حماية البيانات وتوطين قدرات الحوسبة المتقدمة، ما يسهم في بناء بنية رقمية أكثر استدامة وكفاءة.
وبين سعادة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه في قلب هذا المشهد الإقليمي، تبرز دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كنموذج للأداء المتقدم، حيث تظهر المؤشرات أن دول المجلس تتمتع بأحد أعلى مستويات الجاهزية الرقمية عالميا، إذ تسجل المنطقة سرعات إنترنت متنقل تصل لـ500 ميغابت/ بالثانية كمتوسط مع نسبة استخدام الإنترنت في دول الخليج تصل إلى مستويات تتراوح بين 97% و100% من السكان.

تعزيز مساهمة التكنولوجيا في الناتج المحلي..
ريم المنصوري: قطر تمضي نحو اقتصاد رقمي يقوده الإبداع
بدورها أكدت السيدة ريم محمد المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الاقتصاد الرقمي يمثل مستقبل النمو، وأن دولة قطر تعمل على تنويع اقتصادها وتعزيز مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وقالت المنصوري، خلال مشاركتها في جلسة “تصميم اقتصاد التجربة” ضمن فعاليات مؤتمر “MWC25” بالدوحة، إن الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي للسنوات الخمس المقبلة وضعت هدفا واضحا يتمثل في مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بنسبة 4 بالمائة من نمو الناتج المحلي الإجمالي، مشيرة إلى أن “الأجندة الرقمية الوطنية” أرست الأساس للوصول إلى “اقتصاد التجربة” وخلق الجيل الجديد من الخدمات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأبرزت أن دولة قطر أولت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أولوية كبيرة، حيث أطلقت استراتيجية وطنية لبناء بنية تحتية لـ”الذكاء الاصطناعي السيادي”، إلى جانب تطوير خدمات ذكية لعدد من القطاعات الحيوية، لافتة إلى الانتهاء من خارطة طريق للتحول الرقمي في قطاعات البنية التحتية والسياحة والصحة والنقل واللوجستيات.
مشيرة إلى نجاح قطر في تطوير منصة وطنية رقمية متقدمة اعتمادا على البنية السحابية، بعدما استقطبت مزودي الحوسبة السحابية العالمية مثل “Google” و”Microsoft” لإنشاء مراكز بيانات قادرة على دعم مختلف القطاعات، وتمكينها من تقديم حلول رقمية بسرعة وكفاءة أعلى.

إطلاق أكبر شركة أبراج في المنطقة…
عزيز فخرو: نصف مليار دولار استثمارات في الكابلات دولية
خلال مشاركاته في جلسات المؤتمر أعلن السيد عزيز العثمان فخرو الرئيس التنفيذي لمجموعة Ooredoo، عن حزمة استثمارات تتجاوز نصف مليار دولار في مشروعات كابلات دولية جديدة ستعيد رسم مسارات الربط بين عمان والعراق وتركيا وأوروبا عبر مسارات برية تقلل زمن الوصول إلى النصف، مما يتيح ربط قطر بمرسيليا في أقل من 60 ميلي ثانية، مضيفا أن هذه المنظومة الجديدة ستعزز مرونة الشبكات العالمية، وتخلق طرقا بديلة تتجاوز التحديات الحالية في البحر الأحمر ومضيق هرمز، وتضع المنطقة في قلب شبكة البيانات الدولية، مؤكدا أن التحولات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تتطلب من الحكومات والمشغلين تبني نهج أكثر مرونة وسرعة في تطوير البنية التحتية الرقمية.
وأوضح فخرو أن التعاون عبر الحدود أصبح ضرورة تشغيلية واستراتيجية، خاصة أن الشرق الأوسط يمثل محورا لوجستيا ورقميا عالميا، حيث تمر عبره 30 بالمائة من بيانات العالم و90 بالمائة من البيانات المتبادلة بين أوروبا وآسيا، مشيرا إلى الشركة تكمل حاليا الخطوات النهائية لإطلاق أكبر شركة أبراج في المنطقة، مؤكدا أن مشاركة البنية التحتية بين المشغلين لم تعد خيارا تقنيا بل ضرورة اقتصادية تقلل الهدر وتزيد جودة الخدمات.
– فيفيك بادرياناث: الدوحة المكان الأنسب لترويج التكنولوجيا
بدوره أكد السيد فيفيك بادرياناث المدير العام لرابطة GSMA على الأهمية الكبيرة لمؤتمر MWC25 الدوحة، الذي تنظمه الرابطة بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعدما أظهرت دولة قطر اهتماما كبيرا بالتحول التكنولوجي، وأصبحت مكانا ممتازا ومناسبا للترويج للنظام البيئي التكنولوجي، مبينا بأن المشاركة الخارجية الواسعة في مؤتمر MWC25 الدوحة، ستكون مثيرة للاهتمام، وبخاصة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستعمل على إظهار قوتها.
وتحدث بادرياناث عن الدور الذي سيلعبه مؤتمر MWC الدوحة في صياغة ملامح المستقبل الرقمي للمنطقة في ظل تنامي الاستثمارات في تقنيات الجيل الخامس والحوسبة السحابية والتقنيات الناشئة في الشرق الأوسط، مشيرا في سياق ذي صلة إلى أن تقنية الجيل الخامس (5G) وصلت بالفعل إلى 50 بالمائة في دول مجلس التعاون التي تقود هذا التقدم، مصرحا في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء القطرية “لقد طورنا وصممنا هذا الحدث بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بعد أن شعرنا أن هناك رغبة حقيقية من قبل قطاع الاتصالات بممارسة الأعمال في هذا القطاع، لذلك فإن النجاح الذي ستحققه هذه النسخة من المؤتمر، سيؤكد أننا كنا على حق بعقده في قطر، مشيرا إلى أن 2500 شركة معنية بجانب 250 عارضا، مبينا أن البرنامج الوزاري المصاحب سيكون له حضور قوي للغاية، مع تمثيل 110 دول.
– محمد العمادي: المجتمع القطري قائم على الابتكار
أكد السيد محمد العمادي، المدير التنفيذي لحاضنات الأعمال واستثمار رأس المال الجريء في بنك قطر للتنمية، أن المجتمع القطري مبتكر وقائم على التكنولوجيا، موضحا أن بنك قطر للتنمية يهدف إلى بناء بيئة الأعمال، وتمكين النجاح، وبناء القدرات ورسم مسارات خالية من العقبات أمام رواد الأعمال، لقد بنينا مسارًا متكاملًا لمؤسسي الأعمال، بدءًا من الفكرة ضمن حاضنة أعمال، مرورًا بالتسريع، وصولًا إلى تمويل المشاريع والصادرات الدولية، مشيرا إلى أن بنك قطر للتنمية قدم 25 دفعة ضمن برامج الحاضنات والتسريع، وتخرجت أكثر من 600 شركة ناشئة، لافتا إلى أن المحفظة الاستثمارية لبنك قطر للتنمية بدأت في دعم الأفكار الجريئة عام 2017، حيث قامت بتقديم تمويلات تجاوزت 95 مليون دولار أمريكي في مشاريع التكنولوجيا.
