باحتضان ثاني نسخة عربية توالياً شهر ديسمبر المقبل..
كأس العرب
❖ عبد الناصر البار
تترقب الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج بشغف كبير انطلاق منافسات النسخة الـ11 من بطولة كأس العرب التي تحتضنها الدوحة خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل، بمشاركة قياسية تبلغ 23 منتخبا مثلما جرى في النسخة السابقة التي احتضنتها الدوحة عام 2021 وتوج بلقبها المنتخب الجزائري، حيث سيخوض 14 منتخبا التصفيات التمهيدية يومي 25 و26 نوفمبر الجاري بالدوحة، وذلك لحسم 7 بطاقات تأهيلية إلى جانب 9 منتخبات مصنفة ليتم تقسيم 16 منتخبا على 4 مجموعات، حيث ضمت المجموعة الأولى قطر وتونس والمتأهلين من مواجهتي سوريا ضد جنوب السودان وفلسطين مع ليبيا، وجاء في المجموعة الثانية المغرب والسعودية والمنتخبان اللذان سيتأهلان من مواجهتي عمان والصومال وجزر القمر واليمن..أما المجموعة الثالثة فضمت مصر والأردن والإمارات والمتأهل من لقاء الكويت وموريتانيا، والمجموعة الرابعة الجزائر والعراق والمتأهلين من مباراتي البحرين وجيبوتي والسودان ولبنان.
وشهدت كأس العرب إقامة 9 نسخ فقط خلال 49 عاما منذ النسخة الأولى عام 1963 حتى توقفت بعد آخر نسخة عام 2012 قبل أن تعود عام 2021، ففي عام 1963 كانت ضربة البداية بالنسخة الأولى ونظمتها لبنان وفاز بلقبها المنتخب التونسي وعام 1964 نظمتها الكويت وفاز بها المنتخب العراقي، وعام 1966 أقيمت بالعراق وفاز بها المنتخب العراقي أيضًا، وعام 1985 أقيمت بالسعودية وفاز بها العراق، وعام 1988 أقيمت بالأردن وفاز أيضًا المنتخب العراقي بها للمرة الرابعة على التوالي، وفي عام 1992 أقيمت بسوريا وفاز بها المنتخب المصري، وعام 1998 أقيمت في قطر وفاز بها المنتخب السعودي، و2002 أقيمت في الكويت وفاز بها المنتخب السعودي و2012 في السعودية وفاز بها المنتخب المغربي. لتحيي عاصة الرياضة البطولة من جديد وتنفض الغبار عنها عام 2021 في نسخة استثنائية فاز بلقبها المنتخب الجزائري.
– صدارة عراقية للسجل
يتصدر المنتخب العراقي السجل الذهبي لبطولة كأس العرب بعدما حقق اللقب 4 مرات أعوام 1964 و1966و1985و1988، ولم يخسر منتخب أسود الرافدين أي لقب في النهائيات الأربعة التي خاضها حيث فاز في النهائي الأول على المنتخب الليبي ثم سوريا والبحرين وسوريا مرة أخرى عام 1988، ليصبح المنتخب العراقي هو بطل هذه النسخة بدون منازع، ويأتي المنتخب السعودي ثانيا من خلال تحقيقه للقبين عامي 1998 و2002 ضد كل من العنابي والبحرين، وحققت منتخبات المغرب وتونس ومصر والجزائر لقبا وحيدا.
– أول نسخة تاريخية
أُقيمت أول نسخة من البطولة العربية عام 1963 واستضافتها لبنان، وشهدت النسخة مشاركة 5 منتخبات، هي تونس وسوريا ولبنان والكويت والأردن، وتوج المنتخب التونسي باللقب وقتها، وتم تنظيم النسخة الثانية مباشرة في العام التالي، لكن هذه المرة في الكويت، وشهدت البطولة مشاركة العراق وليبيا لأول مرة بجانب الكويت ولبنان والأردن وحصل المنتخب العراقي على اللقب، ومع نجاح الفكرة في الستينيات أُقيمت نسخة ثالثة عام 1966 بمشاركة 10 منتخبات، وهو ضعف العدد الذي شارك في أول نسختين، وأُقيمت البطولة بنظام المجموعتين في العراق، وشهدت ظهور البحرين وعمان واليمن وفلسطين لأول مرة، وحقق المنتخب العراقي البطولة للمرة الثانية تواليا.
– صدارة عراقية للسجل
يتصدر المنتخب العراقي السجل الذهبي لبطولة كأس العرب بعدما حقق اللقب 4 مرات أعوام 1964 و1966و1985و1988، ولم يخسر منتخب أسود الرافدين أي لقب في النهائيات الأربعة التي خاضها حيث فاز في النهائي الأول على المنتخب الليبي ثم سوريا والبحرين وسوريا مرة أخرى عام 1988، ليصبح المنتخب العراقي هو بطل هذه النسخة بدون منازع، ويأتي المنتخب السعودي ثانيا من خلال تحقيقه للقبين عامي 1998 و2002 ضد كل من العنابي والبحرين، وحققت منتخبات المغرب وتونس ومصر والجزائر لقبا وحيدا.
– بصمة الراحلين «عمو بابا والجوهري»
لعل من اللقطات النادرة التي سجلتها نسخ كأس العرب محافظة المدرب العراقي الراحل عمو بابا على أرقامه كمدرب قاد منتخب العراق للتألق في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ونجح بالتتويج بكأس العرب 1988 في الأردن، وهي البطولة التي شهدت تتويج العراق لرابع الألقاب بعد أعوام (1964، 1966، 1986)، وبجانب كل هذه الانجازات نجح الراحل عمو بابا في قيادة العراق لمونديال 1986، وفي السياق ذاته يعد المدرب المصري الشهير الراحل محمود الجوهري أحد المدربين القلائل من أصحاب النهج الخاص والفكر السابق لعصره في تاريخ الفنيين العرب الذي توج بالكأس مع المنتخب المصري عام 1992 بالفوز على السعودية (3-2).
– البسكي هداف العرب
يبقى لقب هداف بطولة كأس العرب بحوزة الليبي علي البسكي رحمة الله عليه وهو الذي تمكن من تسجيل 16 هدفا في نسخة واحدة عام 1966، في النسخة الثالثة التي أقيمت بالعراق، وما زال هذا الرقم صامدًا بالرغم من خوض 9 نسخ من البطولة العريقة وظهور هدافين جدد إلا أنهم فشلوا في الوصول لهذا الرقم المميز، حيث سجل التونسي شريف التلمساني 5 أهداف في دورة 1963، وبنفس العدد نال العراقي هشام عجاج اللقب في دورة 1964 في الكويت، والنجم الكويتي حمد صالح 3 أهداف في دورة 1992 بسوريا، والمغربي ياسين الصالحي بـ 6 أهداف في دورة 2012 في السعودية.
– محمد نور والهدف الذهبي
من اللحظات النادرة على مدار تاريخ كأس العرب تسجيل النجم السعودي السابق محمد نور أول وآخر هدف ذهبي في المسابقة، وذلك في النسخة الثامنة التي أقيمت في البحرين عام 2002، وسجل محمد نور الهدف القاتل الذي أطاح بأحلام منتخب البحرين في الدقيقة (94) بعد 4 دقائق فقط من انطلاقة الشوط الإضافي الأول، وكان هدفه الوحيد في البطولة، كما توج محمد نور بجائزة أفضل لاعب في كأس العرب 2002، بسبب أدائه المميز في كل المباريات التي خاضها مع المنتخب السعودي.
– اختفاء منافسات البطولة
مع بداية مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، توقفت البطولة بشكل إجباري بسبب المشكلات السياسية والحروب في المنطقة التي أدت لاختفاء فكرة إقامة بطولة عربية من الأساس، وجاءت العودة في الثمانينيات وبعد غياب دام 19 عامًا كاملة، بعدما استضافتها السعودية عام 1985، وشهدت مشاركة 6 منتخبات، وحصل أيضًا المنتخب العراقي على اللقب الثالث في تاريخه، وألغيت قبلها نسخة عام 1982 بسبب المشكلات والحرب اللبنانية لتتوقف التصفيات ويتم تأجيل البطولة في نسختها الثالثة، وبعد نسخة عام 1985 استضافت الأردن النسخة الخامسة عام 1988 وتمكن المنتخب العراقي من الوصول للقبه الرابع على التوالي بعد الفوز على سوريا.
– 111هدفا بثالثة النسخ
رغم التقلبات التي شهدتها البطولة على مدار تاريخها وتنظيم 9 نسخ منها فقط بين 1963 و2012، إلا أن بعض نسخها شهدت أحداثا لا تنسى، وخلافا للنسختين الأولى والثانية والتي شهدتا مشاركة 5 منتخبات فقط، أقيمت بطولة 1966 بمشاركة 10 منتخبات، وشهدت تسجيل 111 هدفا، وكانت أبرز النتائج الكبيرة والغريبة في دور المجموعات تعادل الكويت والبحرين (4-4)، ثم فوز لبنان على البحرين (6-1)، وتغلب منتخب العراق على البحرين (10-1) وفاز منتخب فلسطين على اليمن الشمالي (7-0) وفازت ليبيا على اليمن الشمالي أيضا (13-0)، فيما كانت النتيجة الأكبر على الإطلاق فوز منتخب ليبيا على عمان (21-0) مما أجبر الأخير على الانسحاب من المباراة في الدقائق الأخيرة، ثم الانسحاب من البطولة.
– 4 حكام قطريين
عينت لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم 54 حكماً لتحكيم النسخة الثانية من بطولة كأس العرب، وتضم القائمة (14 حكماً رئيسياً، و28 حكماً مساعداً، و12 حكم فيديو مساعداً) مختارين من 23 اتحاداً وطنياً، ويضم الطاقم القطري، عبدالرحمن الجاسم – حكما، وطالب سالم المري – حكما مساعدا، وسعود أحمد المقالح – حكما مساعدا، وخميس المري – حكم فيديو، وسيخضع الحكام المختارون لمراقبة عن كثب قبل انطلاق البطولة وخلالها من قبل مجموعة من الاختصاصيين الفنيين، تتضمن حكام FIFA ومشرفين على تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو ومدربي لياقة بدنية ومعالجين فيزيائيين ومختصين بالعلوم الرياضية من أجل ضمان توفير أفضل مستوى من التحضير والدعم للحكام.
– بلورة الفكرة مجددا
أعادت عاصمة الرياضة الحياة لبطولة كأس العرب بعدما كانت في طي النسيان منذ سنوات بسبب عدة مشكلات منها السياسية والاقتصادية، ولكن الدوحة أعادت بعث الفكرة من جديد وبأفكار مختلفة من خلال مشاركة 23 منتخبا عربيا في البطولة العربية العريقة في نسختها العاشرة، لتكون بطولة استثنائية أولا للعدد الكبير المشارك وثانيا لأن البطولة تكتسي طابعا رسميا تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي اعترف بالبطولة وهو من سيشرف على تنظيمها وذلك بعد الدور الكبير الذي لعبته قطر.
– أرقام قياسية للدورة العاشرة
حظيت بطولة كأس العرب في نسختها العاشرة التي توج بها المنتخب الجزائري بأرقام قياسية وكبيرة شهدتها البطولة على مدار 19 يوما، ولم يتوقع أي شخص ذلك النجاح الكبير والباهر للبطولة العربية التي غابت منذ 9 سنوات عن آخر نسخة لها بالسعودية، وشهدت المنافسات ندية وإثارة كبيرة وفرجة ومتعة بالمدرجات التي ملأتها الجماهير العربية من كل حدب وصوب، كما شهدت النسخة العاشرة من البطولة أرقاما غير مسبوقة في تاريخ البطولة بتسجيل عدد كبير من الأهداف والبطاقات الحمراء، كما عرفت البطولة اسم بطل جديد كتب اسمه بالذهب في سجل البطولة.
– 1
حقق المنتخب الجزائري أول ألقابه ببطولة كأس العرب 2021 في اول وصول لهم للدور النهائي، وكانت مشاركات المنتخب الجزائري تعد على الأصابع في البطولة العريقة حتى انه لم يتأهل من دوري المجموعات سابقا، ولكن الكتيبة الخضراء ظهرت بوجه مشرق وقوي في أول لقاء بالبطولة وكانت توحي بأن المنتخب الجزائري سيكون الحصان الأسود للمنافسات وهو ما حدث بالفعل في النهاية بحمل الكأس الغالية.
– 2
حقق المنتخب التونسي وصافة الترتيب بعد الخسارة من المنتخب الجزائري في المباراة النهائية على استاد البيت، وكان يسعى نسور قرطاج لتحقيق اللقب الثاني وهم الذين فازوا بأول نسخة من البطولة عام 1963 والتي أقيمت وقتها بالعاصمة اللبنانية بيروت، ولكن الخضر كان لهم كلام آخر في المواجهة النهائية.
– 3
عاد المركز الثالث ببطولة كأس العرب للعنابي الذي حقق الميدالية البرونزية بعد الفوز على المنتخب المصري في المواجهة الترتيبية بركلات الترجيح، وحصد منتخبنا هذا المركز وهو الذي كان وصيفا في النسخة السابعة التي نظمتها الدوحة عام 1998 وخسر وقتها من المنتخب السعودي في المباراة النهائية بنتيجة (3-1).
– 4
حصد سيف الدين الجزيري مهاجم المنتخب التونسي جائزة الهداف بعدما سجل 4 أهداف في البطولة وكان القناص الأول في كتيبة نسور قرطاج التي وصلت للدور النهائي هي الاخرى وانهزمت من الجزائر، وحل ثانيا الجزائري ياسين براهيمي برصيد 3 أهداف وبلايلي والمعز وأكرم بهدفين، ويعتبر الجزيري واحدا من المهاجمين العرب الواعدين.
– 83
سجل 83 هدفا ببطولة كأس العرب 2021 وهو معدل تهديفي عال خاصة ان مواجهات الادوار الأولى عرفت نتائج ثقيلة وكبيرة بقوة تونس على موريتانيا بخماسية والجزائر على السودان برباعية والمغرب على فلسطين بخماسية والعنابي على الإمارات برباعية، وكان الخط الهجومي لمعظم المنتخبات العربية في المستوى لاسيما المنتخبات التي لعبت أدوارا متقدمة.
– 750
كان الحضور الإعلامي كبيرا جدا لبطولة كأس العرب من كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية المكتوبة والسمعية والبصرية، حيث تم اعتماد اكثر من 750 صحفيا للبطولة وكان أكثرهم من العالم العربي، وأشادت كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية بالإمكانيات والتنظيم المميز لقطر.