يُسهم في نموها المستدام على المدى الطويل..
❖ الدوحة – الشرق
أشار تقرير جديد صادر عن شركة Visa الى ان المدفوعات تكتسب بين الحسابات أهمية متزايدة في النظام المالي في قطر، إذ تعتمد عليها العمالة الوافدة لتحويل الأموال، والشركات الصغيرة لسداد مستحقات الموردين، والمواطنون للوصول إلى الخدمات الحكومية الإلكترونية. ومع أن المعاملات الفورية والآمنة تشكّل علامة واضحة على التقدّم، فإن الاحتيال غير المضبوط قد يقوّض الثقة ويبطئ اعتماد هذه الوسائل، ما قد يؤثر على تحقيق أهداف رؤية 2030. مضيفاً ان قطر تتجه بخُطى متسارعة نحو اقتصاد خالٍ من النقد، مدفوع بالانتشار الكبير للهواتف الذكية، وسرعة الإنترنت، وإلمام واسع لدى جيل الشباب بالتكنولوجيا. ومع مضيّ الدولة في تحقيق أهدافها الوطنية الطموحة، تزداد أهمية بناء منظومة مدفوعات أكثر أمناً وموثوقية. وتشكّل هذه المرحلة فرصة مواتية لبناء اقتصاد رقمي متين، يدعم رؤية قطر 2030 ويُسهم في نموها المستدام على المدى الطويل. ومن أهمّ التحوّلات في مشهد المدفوعات في قطر، تزايد الاعتماد على التحويلات المباشرة بين الحسابات (A2A)، التي تنقل الأموال مباشرة بين الحسابات المصرفية، بسرعة شبه لحظية، متفوقة بذلك على الوسائل التقليدية مثل الشيكات.
وعلى الرغم من سهولة هذه الطريقة وسرعتها، فإنها توفر فرصاً جديدة للمحتالين، فأساليب الاحتيال، مثل الهندسة الاجتماعية، والتصيد الاحتيالي، وانتحال هوية الموردين، ليست جديدة، لكنّ المدفوعات الفورية ضاعفت من فاعليتها. وقد أدّت عمليات اختراق الحسابات، على الصعيد العالمي، إلى خسائر بلغت 13 مليار دولار في عام 2023، مرتفعة عن 11 مليار دولار في عام 2022، وفق تقارير شركة (Javelin). فالمعالجة الفورية، تلغي الفترة الزمنية التي كانت تمنح البنوك فرصة لاكتشاف أي نشاط مشبوه، الأمر الذي يتيح للمحتالين، تحويل الأموال المسروقة عبر عدة حسابات، وغالباً على مستوى دولي، خلال دقائق معدودة. ويزداد الخطر على الشركات الصغيرة، التي غالباً ما تفتقر إلى مستويات أمان متعددة، ما يزيد من فرص الاحتيال عبر الفواتير، وانتحال هوية الموردين. ومع تزايد التدفقات المالية عبر الحدود، سواء في التجارة أو التحويلات المالية، تتسع قدرة شبكات الاحتيال على توزيع الأموال دولياً، ما يقلّص الوقت المتاح للتدخل.
ولمواجهة هذه التحدّيات، لا بد من الابتكار وتعزيز التعاون بين الأطراف المعنية. فشركة Visa، المعروفة بحماية المدفوعات عبر البطاقات، توسّع اليوم نطاق عملها ليشمل جميع أشكال حركة الأموال، بما في ذلك التحويلات بين الحسابات. ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تقوم الشركة بتحليل المعاملات بشكل آني، لاكتشاف أي شذوذ، وقد أسهم هذا الأمر في إحباط محاولات احتيال على مستوى العالم، تقدّر بـنحو 40 مليار دولار، في عام 2023. وفي قطر، تعمل Visa بالتنسيق مع المنظومة المالية لتقديم حلول مصممة خصيصاً، عبر برامج تدريبية وشراكات تقنية متخصصة.
