مركز M7
الدوحة – قنا
أعلن M7، مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في مجالات الأزياء والتصميم والتكنولوجيا، اليوم، عن تنظيم معرض /الفن في تراث الشعر الأمازيغي/، الذي يحتفي بالبراعة الفنية والتراث والرموز الثقافية في التقاليد الأمازيغية للشعر، وتحديدًا في المغرب، خلال الفترة من 27 أكتوبر الجاري، حتى 12 يناير 2026.
يسعى المعرض إلى استعادة تشكيل التقاليد الجمالية عند الأمازيغ في شمال إفريقيا، وتقاليده المتجذّرة في جميع أنحاء المغرب والجزائر وتونس وليبيا والصحراء ومنطقة سيوة في مصر. ويضمّ المعرض أربعة محاور رئيسية: “الجذور والطقوس”، و”الجسد والروح”، و”إعادة تشكيل المنظور”، و”صياغة الاستمرارية”، يستكشف من خلالها كيف يُجسّد الشعر في الثقافات الأمازيغية وعاءً حيويًا للذاكرة والجمال والمقاومة والهوية.
كما يستحضر المعرض إرثًا يمتدّ إلى آلاف السنين، من خلال تقديم مواد أرشيفية وممارسات معاصرة، ليُبرز ما تنطوي عليه هذه الطقوس من صمودٍ وإبداعٍ، مؤكّدًا دور الشَّعر كوسيطٍ للعناية والتعبير والإرث الذي تتناقله الأجيال.
وقالت السيدة مها غانم السليطي، مدير مركز M7 ، في تصريح لها، إن معرض “الفن في تراث الشَّعر الأمازيغي” يجسد احتفاءً قويًا بالهوية والتعبير الفني، حيث ينسجم مع المركز في الارتقاء بتنوع الأصوات وبناء جسور التواصل بين المواهب الإقليمية والجماهير العالمية، معربة عن فخرها بمواصلة الشراكة مع الفنانة إلهام مستور، وتوفير مساحة إبداعية للمصممين والفنانين من العالم العربي وشمال إفريقيا، من بينهم لالّة السعيدي وأمينة أكزناي، ليواصلوا إبراز أصالة تراثهم في السرديات الثقافية ومشاركة تقاليدهم بأساليب معاصرة وأيضًا متجذّرة في التراث.
ويأخذ المعرض زوّاره في رحلة آسرة عبر الزمن، تكشف لهم الممارسات التقليدية وكيف ظلّت حاضرة وملهمة في عالمنا المعاصر.
تُشرف على قيادة المعرض المديرة الإبداعية إلهام مستور، وهي فنانة مغربية تقيم في هولندا؛ وتقيّمه فنيًا الفنانة متعددة التخصصات والقيّمة رجاء المهندس، المقيمة في روتردام. ويجمع المعرض بين التصوير الفوتوغرافي في مجال الفنون الجميلة والعطور والأعمال الفنية بالقماش، إضافة إلى المواد الأرشيفية الإثنوغرافية.
من جانبها، أكدت إلهام مستور، المديرة الإبداعية وفنانة تصفيف الشعر، على الاستمرار من خلال عملها في الإعلاء من شأن النساء اللواتي سبقنها، مشيرة إلى أن الشعر بالنسبة لي ليس مجرّد زينة، بل هو نسبٌ وقوّة وذاكرة.
وأضافت: من خلال هذا المعرض، فإنني أعبر عن اعتزازي بأصولي الأمازيغية عبر تحويل الطقوس الموروثة في أعمالي وجعلها تجوب العالم، حاملةً في جعبتها عبق الماضي، منوهة في الوقت نفسه، بأن تعاونها مع M7، سواء في تقديمها للدرس التخصصي “إتقان فن تصفيف الشعر” أو عرض أعمالها في هذا المعرض، يشكل امتدادًا لمسارها في مشاركة هذه التقاليد وضمان بقائها حيّة للأجيال القادمة من المبدعين.
بدورها، أشارت رجاء المهندس، قيّم فني، إلى أن الفن في تراث الشعر الأمازيغي ليس مجرد معرض، بل هو تقدير لشأن النساء اللواتي نسجن خيوط المقاومة في ضفائرهن، وحوّلن الشعر إلى خصلات للذاكرة. من خلال تقديم الشعر كأرشيفٍ حيّ للجمال والصمود والذاكرة، فإن المعرض يؤكد على التقاليد الأمومية التي حملت الهوية الأمازيغية عبر الأجيال.
وأوضحت أن المعرض يجمع بين لقطاتٍ أرشيفية وإبداعاتٍ فنية بصرية وأعمال فنية تركيبية معطّرة وقطعٍ مختارة من مجموعة متاحف قطر، ليفتح حوارًا بين تراث الأمس والحاضر، ويُعيد تأطير هذه الممارسات بوصفها معاصرةً وخالدة في آنٍ واحد، ويستعيد اللغة البصرية التي طالما استولت عليها سياقات خارجية، لتعود إلى إطارها الأصيل القائم على الكرامة والإبداع.
وتُشارك في المعرض فنانات مرموقات مثل لالة السعيدي وأمينة أكزناي، بمساهماتٍ تُثري الحوار حول التراث والهوية والتعبير المعاصر. وتُشكّل أعمالهنّ معًا امتدادًا للتقاليد الأمازيغية ضمن سياق ثقافي واسع لشمال إفريقيا، مُبرزةً كيف يلتقي الماضي بالحاضر حين يُعيد المصممون تخيّل التقاليد والتراث والهوية لإبداع أعمال تعبّر عن روح اليوم.
جدير بالذكر أن معرض “الفن في تراث الشعر الأمازيغي” يُنظم ضمن إرث العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/، الذي شكّل أحد أجمل احتفاليات المبادرة، تاركًا إرثًا قويًا من الشراكات المستمرة في مجالات التراث والاقتصاد الإبداعي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والابتكار.
وفي الوقت نفسه، يستضيف M7 معرضين آخرين: “تاج ملاذ الحبارى من شوميه”، الذي يقدّم التصميم الفائز للفنانة القطرية عائشة العطية؛ ومعرض “فاشن ترست العربية: أثرٌ في كل غرزة”، الذي يحتفي بالذكرى السابعة لانطلاق مبادرة فاشن ترست العربية.
ويندرج برنامج معارض M7 ضمن فعاليات الذكرى العشرين لتأسيس متاحف قطر، والتي تأتي تحت شعار “أمة التطوّر”، وهي حملة تستمر 18 شهرًا، تُكرّم المسيرة الثقافية لقطر على مدار الخمسين عامًا الماضية، والبرنامج هو جزء من موسم خريف/ شتاء 2025 لمبادرة “قطر تُبدع”.