تقليل التلوث وتوفير الموارد ودعم الاقتصاد الأخضر..
❖ نشوى فكري
أكدت وزارة البلدية أن البرنامج الوطني المتكامل لفرز المخلفات من المصدر يمثل خطوة أساسية وأولية نحو بيئة أنظف ومستقبل أكثر استدامة، حيث يشكل فرز النفايات جزءاً محورياً في تقليل التلوث وتوفير الموارد ودعم الاقتصاد الأخضر، داعية جميع أفراد المجتمع إلى المشاركة
في هذه المسؤولية ليكونوا جزءاً من التغيير المنشود.
وأوضحت عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي للنظافة 2025 أن هدفهم فرز المخلفات وحماية وطننا. ويهدف البرنامج إلى تسهيل عملية الفرز من المصدر لجميع سكان قطر من خلال توفير حاويات بأحجام مختلفة تناسب المنازل والمدارس والشواطئ والحدائق العامة، والعمل على رفع نسبة المواد المعاد تدويرها وتقليل النفايات العامة، بما يسهم في بناء مستقبل نظيف ومستدام للأجيال القادمة وتحسين جودة الحياة والصحة العامة، إلى جانب دعمه المباشر لرؤية قطر الوطنية في مجال التنمية البيئية المستدامة.
برنامج فرز النفايات
ويعد برنامج فرز وفصل النفايات من المصدر برنامجاً وطنياً قائماً على فكرة فصل المواد القابلة لإعادة التدوير مثل الورق والبلاستيك والألمنيوم والزجاج عن النفايات الأخرى، وذلك من خلال تخصيص حاويات باللون الأزرق، بما يعزز تطوير وتحديث خدمات النظافة العامة، ويواكب النهضة العمرانية للدولة، ويسهم في تحقيق تنمية متكاملة ومستدامة وفقاً للخطة الاستراتيجية لوزارة البلدية، انسجاماً مع أهداف رؤية قطر 2030.
تقسيم البرنامج لمرحلتين أساسيتين
وقد تم تقسيم البرنامج إلى مرحلتين أساسيتين، حيث شملت المرحلة الأولى أربع سنوات بدأت في الربع الأخير من عام 2019 واستمرت حتى نهاية عام 2022، واستهدفت المدارس بمختلف مراحلها التعليمية والمراكز الصحية والبنوك والمؤسسات المالية والمجمعات التجارية والمولات والحدائق العامة والجامعات ومباني وزارة البلدية وقلب مدينة الدوحة وكافة ملاعب ومنشآت كأس العالم 2022، وخلال هذه المرحلة تم توزيع عدد 1107 حاويات بمختلف الأحجام. أما المرحلة الثانية، فتستمر لمدة خمس سنوات تبدأ في الربع الثالث من عام 2023 وحتى نهاية عام 2027، وتشمل جميع المنازل بدولة قطر.
أهداف استراتيجية
ويرتكز البرنامج على مجموعة من الأهداف الاستراتيجية من أبرزها تقليل كمية النفايات والمساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030 من خلال استخدام المواد القابلة للتدوير بما يقلل الطلب على المواد الخام، والحفاظ على سلامة البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة، إضافة إلى دعم القطاع الخاص عبر تزويده بالمواد القابلة للتدوير. كما يعتمد البرنامج على آلية متكاملة تشمل فرز المواد داخل المنازل ومن ثم وضعها في الحاويات المخصصة، يلي ذلك نقلها عبر الشاحنات المجهزة وصولاً إلى إعادة تدويرها في المصانع المعنية، بما يضمن تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد وتقليل الهدر والمحافظة على البيئة.
خطوة نحو الاستدامة
وفي إطار رفع الوعي المجتمعي وتعزيز السلوك البيئي الإيجابي، كانت إدارة النظافة العامة قد أطلقت خدمة جديدة بعنوان «خذ الخطوة نحو الاستدامة»، والتي تتضمن توفير حاوية إعادة تدوير (حاوية زرقاء) لسكان المنازل الذين بادروا بفرز المخلفات القابلة للتدوير، مثل البلاستيك، الألمنيوم، الزجاج، والورق.
ولقياس مدى تأثير هذه المبادرات، تم تنفيذ مسح ميداني لقياس وعي المجتمع ببرنامج فرز المخلفات من المصدر، وذلك بالتعاون مع إدارة التخطيط والجودة والابتكار ومعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر، حيث جرى تصميم استبيان وتطبيقه على عينات من المنازل التي تم توزيع الحاويات الزرقاء بها، إلى جانب إعداد دراسة تحليلية لتقييم مدى فاعلية البرنامج في تحقيق أهدافه البيئية والمجتمعية.