تناولت حلقة 2025/8/19 من برنامج “عن السينما”، تعاطي السينما مع حالات الاكتئاب، والتي أظهرتها في سياقات متعددة، بعضها واقعي وبعضها مفرط في رومانسيته إلى درجة أنه يقلل من خطورة المرض.
وعرضت الحلقة عددا من الأفلام التي قدمت مريض الاكتئاب ومنها “The Virgin Suicides”، الذي قدم المكتئب على أنه شخص رومانسي وحساس لمعاملة الآخرين.
وقدم الفيلم الذي أنتج سنة 1999، قصة مجموعة مراهقين يتلصصون على عائلة بها 5 فتيات يعشن حياة متحفظة جدا بسبب القيود التي يفرضها عليهن الأبوان.
وبسبب هذه القيود، عانت الأخوات الخمس من الاكتئاب مما دفع إحداهن للانتحار. وقد أعجب الشباب بأولئك الفتيات بسبب غموضهن وحالة التعاسة التي تحيط بهن.
وعرض الفيلم حالة الغموض والتعاسة التي تحيط بالشقيقات كسبب لإعجاب الشباب، لأنهم لم يجدوا هذا الغموض المسيطر على مريضات الاكتئاب عند بقية الفتيات اللاتي يدرسن معهن في المدرسة نفسها.
وقد لقي هذا الفيلم رواجا بين المراهقات لأنه قدم المكتئبة على أنها فتاة مرغوبة أكثر من غيرها، وهي صورة مغلوطة، وتحمل استهانة كبيرة بطبيعة هذا المرض وضرورة علاجه بشكل علمي.
ساعة واحدة
وعلى عكس النموذج السابق الذي قدم صورة حالمة لمرضى الاكتئاب حتى جعله حلما للمراهقين، كان فيلم “The Hours” واحدا من أكثر الأفلام واقعية في تناول هذا الاضطراب النفسي الخطير.
فقد طرح الفيلم قصة 3 نساء في 3 أمكنة مختلفة لكنهن يعانين نفس المرض ولأسباب مختلفة. وكانت واحدة من هؤلاء هي الكاتبة البريطانية المعروفة فرجينيا وولف.
وتعتبر وولف واحدة من أهم الكُتاب البريطانيين في العصر الحديث، وكانت من رواد ما يعرف بـ”تيار الوعي” في الكتابة، وانتحرت مطلع أربعينيات القرن الماضي غرقا مخافة أن تصاب بانهيار عقلي.
وركز الفيلم على معاناة وولف من الاكتئاب خلال كتابة روايتها “السيدة دالواي” (Mrs Dalloway) مطلع العشرينيات حيث كانت تعاني مصاعب الكتابة وشعورها بأنها حمل على مَن حولها.
أما الشخصية الثانية فهي لورا التي تعيش في الخمسينيات وتعاني اكتئابا مصاحبا للحمل، ثم تقرأ رواية “السيدة دالواي” خلال فترات فراغها بينما تفكر في الانتحار. وأخيرا، كانت البطلة الثالثة للفيلم هي ناشرة تعيش في مدينة نيويورك مطلع الألفية الحالية، وتعاني المرض نفسه.
ورغم تباعد الأزمنة واختلاف البلدان، فقد كانت أسبابه عند الشخصيات الثلاث واحدة وهي الوحدة وهشاشة الروابط العاطفية.
20/8/2025–|آخر تحديث: 00:13 (توقيت مكة)