كالعادة، كان إيدي هاو صادقاً في رؤيته. لأشهر وهو يكرر أن معركة التأهل لدوري أبطال أوروبا لن تُحسم إلا في الجولة الأخيرة، ومع اقتراب النهاية، يبدو أن الأمور ستُحسم بالفعل عند صافرة الختام. موسم نيوكاسل كان درامياً بكل ما تعنيه الكلمة، مزج بين لحظات المجد والخيبة، ويبدو أن ختامه سيكون على نفس الوتيرة.
بحسب شبكة «The Athletic»، نقطة واحدة تفصل بين 5 فرق تتزاحم على المقاعد الأوروبية، ونيوكاسل ثالث الترتيب في الوقت الحالي، مع مباراة مؤجلة لمانشستر سيتي. الفرق التي تنهي الموسم من المركز الخامس فما فوق ستضمن مقعداً في دوري الأبطال الموسم المقبل، أما البقية فقد تجد نفسها في «اليوروبا ليغ» أو حتى دوري المؤتمر.
مدافع الفريق دان بيرن قال لـ«NUFC TV»: «لو عرض علينا أحد هذا السيناريو في بداية الموسم، لكنا وافقنا دون تردد». أما هاو فأكد أن «الكل يقاتل من أجل جائزة ضخمة، ولم نعتبر أن المهمة منتهية في أي وقت… الآن نحتاج لمباراة أخيرة، لا يمكن التنبؤ بما سيحدث».
نيوكاسل الذي كان في المركز 12 في ديسمبر (كانون الأول)، وجد طريقه نحو القمة، لكن كل هذا لن يعني الكثير في مباراته المقبلة أمام إيفرتون، حيث سيحاول الحارس جوردان بيكفورد، المشجع السابق لسندرلاند، لعب دور «المفسد» بحماس. لكن هذه ليست أول مرة يقاتل فيها نيوكاسل على جبهة الأمل. ففي وقت سابق من الموسم، تُوج الفريق بكأس حقيقية، لا مجرد طموحات مؤجلة.
الخسارة الأخيرة أمام آرسنال كانت محبطة، خاصة بعد أن فاز نيوكاسل على الفريق ذاته ثلاث مرات هذا الموسم. لكن في الشوط الأول على «ملعب الإمارات»، بدا فريق هاو هو الطرف الأكثر جدية، وصنع عدداً من الفرص الخطيرة التي وقف فيها الحارس ديفيد رايا سداً منيعاً أمام غيمارايش، وبيرن، وبوتمن وبيرنز.
الشوط الثاني شهد تحولاً في الأحداث. نيوكاسل تراجع، وآرسنال انتفض، وسجل ديكلان رايس هدف الفوز في الدقيقة 55 بتسديدة ساحرة. بعد المباراة، كشف رايس أن مدربه ميكل أرتيتا طالبهم بأن «يتعاملوا مع اللقاء بشكل شخصي»، في إشارة إلى سلسلة الهزائم السابقة من نيوكاسل. اللقاء انتهى بصدامات جسدية وتوترات على أرض الملعب.
غياب إيساك كان ضربة موجعة. المهاجم السويدي الذي سجل 27 هدفاً هذا الموسم في 41 مباراة، غاب بسبب إصابة في الفخذ تكررت منذ مباراة «ويمبلي». نيوكاسل لم يفز بأي مباراة في الدوري غاب عنها إيساك هذا الموسم، كما لم يسجل الفريق أي هدف من اللعب المفتوح في تلك اللقاءات، وهو مؤشر سلبي واضح.
إيساك شعر بآلام بعد حصة تدريبية، وسافر مع الفريق إلى لندن، لكنه أُرسل لإجراء فحوصات يوم الأحد. إيدي هاو وصف الأمر بـ«الإجراء الاحترازي»، وأكد: «عودته أمام إيفرتون غير مؤكدة، سنرى كيف يتفاعل جسمه خلال الأيام المقبلة».
هل كانت النتيجة ستختلف لو شارك إيساك؟ ربما نعم. الفريق سدد عشر كرات خلال أول 17 دقيقة، منها خمس بين القائمين والعارضة، ثم اختفى تماماً بعدها. كولوم ويلسون الذي بدأ للمرة الثانية فقط هذا الموسم، افتقد الحدة والسرعة، ولم يحصل على أي فرصة حقيقية، وهو ما لا يحدث عادة مع إيساك الذي يجيد اختلاق الفرص بنفسه.
قال هاو: «كان الأداء قوياً حتى في غياب إيساك… ما ينقصنا هو اللمسة الأخيرة التي يتميز بها أكثر من أي لاعب آخر. لكن علينا أن نخرج من اللقاء برؤوس مرفوعة؛ لأن الأداء كان مبشراً».
رغم الإصابات والغيابات، أثبت نيوكاسل أنه يمتلك مخزوناً عميقاً من الطموح، حتى لو لم تكن قائمته غنية بالأسماء. قبل نهائي الكأس، خسر الفريق لويس هول وأنتوني غوردون، لكن بيرنز وتينو ليفرامنتو قدّما أداءً مميزاً، وتُوج الفريق بالفوز على ليفربول 2-1، لينهي صياماً دام 70 عاماً عن البطولات المحلية.
أمام هذا التاريخ، تبدو مباراة إيفرتون أقل وطأة. وسواء عاد إيساك أو لا، فإن المهمة لا تزال في متناول اليد. الفرصة قائمة، والملعب سيكون مسرحاً لكل الاحتمالات.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}