عمان – قنا
شاركت دار الوثائق القطرية في فعاليات المؤتمر الدولي الأول”المكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية في بيئة رقمية متغيرة”، والذي تنظمه دائرة المكتبة الوطنية، بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها.
وألقى الدكتور أحمد عبدالله البوعينين، الأمين العام لدار الوثائق القطرية ورئيس لحنة “ذاكرة العالم” للمنطقة العربية، كلمة خلال المؤتمر، وجه خلالها التهنئة للمكتبة الوطنية الأردنية، بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها، ودورها كمنارة للعلم والمعرفة، وركناً من أركان الهوية الثقافية العربية.
وقال إن “شعار المؤتمر يتقاطع مع رسالتنا جميعاً في مؤسسات حفظ التراث، وهو الحفاظ على ذاكرة الأمم، وتعزيز الإبداع، وصون اللغة، ومواكبة التحوّلات الرقمية”.
وأضاف الدكتور البوعينين أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في هذا التوقيت بالذات، ليس احتفاءً بالماضي فحسب، بل هو أيضاً التزامٌ بالمستقبل، فالمكتبات الوطنية، ودور الوثائق، ومراكز الأرشفة، باتت مؤسسات استراتيجية تشارك في صناعة الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء، وتوثيق الذاكرة، بما يخدم الباحث والمثقف وصانع القرار على حدٍ سواء.
وأكد أن دار الوثائق القطرية تواصل أداء رسالتها الوطنية ومشروعها الطموح في حفظ الذاكرة القطرية وتوثيقها، من خلال منظومة متكاملة من المبادرات والمشاريع، إذ أطلقت استراتيجيتها الوطنية الجديدة التي تسعى إلى بناء منظومة أرشيفية عصرية، ترتكز على التحول الرقمي، وتيسير الوصول إلى الوثيقة، وتعزيز ثقافة التوثيق في المجتمع.
وأشار الدكتور أحمد البوعينين إلى أنه انطلاقًا من مسؤوليتها الوطنية والعربية، تدرك دار الوثائق القطرية جيداً حجم التحديات التي تواجه حفظ التراث العربي الوثائقي، ولهذا استضافت مؤتمر “الذاكرة في التراث” بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وأعلن فيه عن تأسيس لجنة “ذاكرة العالم” للمنطقة العربية.
وقال: إننا جميعاً مسؤولون عن حفظ ذاكرة أمتنا العربية، لأن الحضارة التي أنجزت هذا التراث العظيم هي حضارة أصيلة تتطلب منا الحفاظ عليها بكل ما أوتينا من قوة، لافتا إلى أن “كل وثيقة تُحفظ، وكل ذاكرة تُوثق، هي شهادة على حضارتنا التي لا تموت، وعلى أمتنا التي تواصل البناء على إرثها. لنكن جميعاً حراس الذاكرة، حماة التراث، لأن حماية التراث الوثائقي هي حماية لهويتنا الثقافية ولحكاية أجيالنا عبر العصور”.
وقد ترأس الدكتور أحمد البوعينين الجلسة الأولى للمؤتمر، وشارك فيها الدكتور نضال العياصرة، مدير عام المكتبة الوطنية بالأردن، بورقة حملت عنوان “المكتبة الوطنية الأردنية في 50 عاما”، ومن منظمة التعاون الإسلامي الدكتور جنكيز طومار بورقة عنوانها “تجربة منظمة التعاون الإسلامي في حفظ الوثائق والمخطوطات” ومن مكتبة قطر الوطنية الدكتور محمد زين العابدين كيوان بورقة عنوانها “تجربة مستودع رقمي مكتبة قطر في تعزيز التراث الثقافي”.
ويترأس المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، مدير عام المكتبة الوطنية بالأردن، الدكتور نضال العياصرة، بمشاركة 18 دولة.
ويشتمل المؤتمر على محاور:” المكتبات الوطنية ودور المحفوظات: النشأة والتطور والأدوار”، و” المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في البيئة الرقمية وتحدياتها واستشراف المستقبل”، و”تجارب ريادية للمكتبات الوطنية ودور المحفوظات”، و” المكتبات الوطنية ودور المحفوظات والهيئات الحكومية في ظل التشريعات القانونية”.