عبد المجيد آيت الكزار
انتزع السد التأهل إلى الدور ربع النهائي بدوري أبطال آسيا للنخبة للموسم الرياضي (2024-2025)، بفضل انتصاره على الوصل الإماراتي (3-1) في المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء أمس على استاد جاسم بن حمد ضمن منافسات إياب دور الـ16 من المسابقة الآسيوية.. وكان الزعيم قد فرض التعادل على الوصل في مباراة الذهاب التي جرت بينهما قبل أسبوع على استاد زعبيل بمدينة دبي.. واستحق الفريق السداوي الفوز والــتأهل لدور الثمانية عطفا على الأداء المميز والمتوازن دفاعيا وهجوميا الذي قدمه في المباراة التي فرض فيها أكرم عفيف، أفضل لاعب في آسيا عامي 2019 و2024، نفسه نجمها الأول عطفا على الأداء الرائع الذي أظهره ومساهمته في هدفين حيث كان وراء هدف التعادل بتمريرة حاسمة بعد أن كان فريقه متأخرا بهدف دون رد، ثم سجل الهدف الثالث والأخير في المباراة بطريقة أكثر من رائعة.
ردة فعل قوية
جاءت بداية الشوط الأول في صالح الوصل الذي افتتح التسجيل في الدقيقة 10 عن طريق فابيو ليما الذي نجح في الاستفادة من التمريرة العرضية القادمة من الجهة اليسرى حيث انه كان أسرع في الوصول إلى الكرة من الظهير الأيسر للسد البرازيلي باولو أوتافيو الذي كان يراقبه فحولها بقدمه إلى داخل المرمى.. ولكن ردة فعل الزعيم جاءت قوية للغاية حيث انه استعاد توازنه بقوة باجتيازه صدمة تأخره في النتيجة بسرعة، فأعاد تنظيم صفوفه وتحكمه في مجريات اللعب بقيادة نجمه أكرم عفيف الذي تحمل بكل اقتدار وامتياز مسؤوليته في الشق الهجومي من خلال انطلاقاته السريعة وتوغلاته ومحاولاته الناجحة في خلخلة دفاع الوصل واختراقه.. وأثمرت المحاولات السداوية عن هدف التعادل المستحق في الدقيقة 27 بعد أن اخترق أكرم دفاع الوصل من الجهة اليسرى بعد تلاعب بمدافعين وتجاوزهما قبل أن يمرر نحو لاعب الوسط مصطفى طارق القادم من الخلف لتعزيز المهاجمين والذي أطلق تسديدة أرضية من داخل منطقة الجزاء لم يتمكن الحارس خالد سيف من التصدي لها.
////////
الهدف الأول لعطال
لم يكد الوصل يستفيق من هدف التعادل الذي هز شباكه حتى سجل عليه هدف ثان في الدقيقة 30 عن طريق الظهير الأيمن الجزائري يوسف عطال الذي قام بمجهود فردي مميز في الجهة اليمنى حيث تخلص بمهارة من مدافع وصلاوي وتوغل لداخل منطقة الجزاء ثم لعب الكرة في الزاوية الضيقة داخل المرمى.. ويعد هدف عطال في إياب الدور ثمن نهائي من دوري أبطال آسيا للنخبة هو أول هدف له يسجله بقميص السد منذ انضمامه إلى صفوفه في الانتقالات الصيفية الماضية في صفقة انتقال حر بعد انتهاء تعاقده مع أضنة دمير سبور التركي، الذي انضم له في فبراير 2024 بعد خمس سنوات ونصف السنة قضاها مع نيس الفرنسي، وخاض عطال 70 دقيقة في مباراة الإياب أمام الوصل قبل أن يتم استبداله بزميله أحمد سهيل تحت تصفيقات الجماهير التي هتفت باسمه وحيته على المستوى الجيد الذي قدمه والهدف الثمين الذي سجله.
أكرم.. نجم اللقاء
لم يكتف أكرم عفيف بقيادة الهجمات السداوية منذ بداية الشوط الأول والضغط بانطلاقاته ومحاولاته واندفاعاته المتواصلة على دفاع الوصل، والقيام بالتمريرة الحاسمة التي أدرك منها مصطفى طارق التعادل للزعيم، بل سيدون هو الآخر اسمه في سجل الهدافين بالمباراة وصانعي فوز فريقه وتأهله إلى الدور ربع النهائي ضمن الأدوار النهائية للبطولة التي تستضيفها مدينة جدة السعودية على ملعبي مدينة الملك عبدالله الرياضية وملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل الرياضية، خلال الفترة من 25 أبريل وحتى 3 مايو المقبل…وتوج أكرم عفيف جهده ومردوده المميز في الشق الهجومي بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 37 عندما تبادل الكرة مع زميله البرازيلي كلاودينيو بعد تنفيذه لركلة خطأ فسدد الكرة من خارج منطقة الجزاء بطريقة لولبية لتستقر في أعلى الزاوية اليسرى للمرمى.
سيطرة الزعيم
صدمت الأهداف السداوية الثلاثة الوصل الذي بدا تائها في الوقت المتبقي من الشوط الأول، وعاجزا عن القيام بأي رد فعل بإمكانه أن يقلص به النتيجة ويعيد إحياء أمل التأهل الذي بات بعيدا..
في المقابل لعب السد الوقت المتبقي من الشوط الأول بكل أريحية وهدوء، وركز في الشوط الثاني على إدارة مجرياته بطريقة عقلانية حيث انه ركز فيه على المحافظة على تنظيمه الدفاعي وإبطال أي محاولة إماراتية للتسجيل خصوصا أن الوصل في هذا الشوط بدأ يستفيق من صدمة تأخره بثلاثية ويحاول جاهدا تقليص الفارق في النتيجة، كما اعتمد الزعيم على السرعة في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم ودائما بقيادة أكرم عفيف الذي شكل ثلاثيا هجوميا مميزا مع كلاودينيو والإسباني رافا موخيكا..ولم تخل الهجمات المرتدة السريعة للسد من خطورة على دفاع ومرمى الوصل حيث اقترب في أكثر من واحدة منها من إضافة الهدف الرابع.
إدارة فنية مميزة لسانشيز
لم تتغير النتيجة في الشوط الثاني وبقيت على حالها بتقدم السد على الوصل بالأهداف الثلاثة التي أحرزها في ظرف 10 دقائق ( 27 و30 و37) بواسطة مصطفى طارق ويوسف عطال وأكرم عفيف مقابل هدف كان قد أحرزه فايبو ليما في الدقيقة 10.. وكان من البديهي أن يلجأ المدربان، الإسباني فيليكس سانشيز ربان السد والصربي ميلوش ميلوييفيتش، إلى ورقة التغييرات في النصف الثاني من المواجهة بين فريقيهما حيث ان الأول لجأ إليها للحفاظ الانتصار فيما الثاني راهن عليها أملا في تحقيق “ريمونتادا” صعبة..فكان النجاح في هذا الجانب من نصيب فيليكس سانشيز الذي قاد الشوط الثاني إلى بر الأمان وبقي متقدما بثلاثة أهداف لهدف، فيما لم ينجح ميلوش ميلوييفيتش في خططه ومساعيه الفنية..
جمهور الزعيم في الموعد
كان حضور جماهير السد في مباراة إياب دور الـ16 بدوري أبطال آسيا للنخبة، مساء أمس الإثنين، على ملعب البطولات جاسم بن حمد مميزا.. فقد حرص أنصار ومحبو الزعيم الذين تواجدوا في المدرجات على مساندة ودعم لاعبي الفريق بكل قوة وحماس من خلال الشعارات والأهازيج والهتافات التي لم تتوقف طوال اللقاء، مما شكل عامل دعم معنوي حقيقي للاعبي السد..وأكد الجمهور السداوي مرة أخرى أنه فعلا اللاعب رقم 12 في منظومة ناديه، وأنه دائما أحد العوامل المساعدة له في النجاحات والإنجازات التي حققها طوال تاريخه والتي بوأته لقب القطب الأول للكرة القطرية.