طه عبدالرحمن
للأسرة دور فعّال في تعزيز الهوية الثقافية لأبنائها
غرس قيم التراث بين الأبناء يحفزهم على دراسة تاريخهم
أكدت الشاعرة والكاتبة سميرة عبيد، أهمية تعزيز الهوية الثقافية لدى الأبناء، وذلك من خلال عدة محاور، يأتي في مقدمتها غرس قيم التراث والعادات والتقاليد لديهم، مع ضرورة إدراج رواد الثقافة القطرية في مناهج اللغة العربية.
وشددت في تصريحات خاصة لـ الشرق، على أهمية تحفيز الأبناء على دراسة تاريخهم وثقافتهم، ومشاركة القصص التقليدية التي تعكس القيم والثقافة، وتنظيم أنشطة ترتبط بالتقاليد، بجانب تشجيع الأبناء على تعلم اللغة العربية، سواء من خلال المحادثات اليومية أو الأنشطة التعليمية، مع قراءة القصص والنصوص الأدبية باللغة الأصلية، والشعور بالفخر بالهوية الثقافية من خلال النقاشات والأنشطة التي تبرز جوانب الثقافة الفريدة، مع تشجيع الأبناء على التعبير عن هويتهم الثقافية في المدرسة والمجتمع.
تعزيز الهوية
كما شددت على أهمية إدراج أسماء كتاب وشعراء قطريين من الزمن القديم والمعاصر في مناهج كتب اللغة العربية، لافتة إلى أن كل تلك البرامج والمسابقات والفعاليات، تعزز الهوية الثقافية للجيل الناشئ.
ودعت إلى أهمية المشاركة في الفعاليات الثقافية، سواء كانت مهرجانات أو معارض فنية، مما يساعد الأبناء على التواصل مع ثقافتهم، ودعم الأنشطة التي تعزز الثقافة المحلية والهوية، وتطوير مهارات التواصل، وتعزيز الحوار وفهم وجهات النظر المختلفة، وتشجيع الأبناء على ممارسة الفنون، والاستفادة من الكتب، والأفلام، والمقالات التي تعكس ثقافة الأسرة وتعليم الأبناء بشكل فعال، وزيارة المتاحف والمعارض الثقافية لتعزيز الفهم العميق للهوية الثقافية.
وقالت إنه من خلال اعتماد هذه الاستراتيجيات، يمكن للأسرة أن تلعب دوراً فعالاً في تعزيز الهوية الثقافية لأبنائها، منوهة بجهود وزارة الثقافة في تنظيم فعاليات درب الساعي، التي تدعم كل هذه المقترحات، علاوة على مختلف برامجها وأنشطتها وفعالياتها التي تدعم الهوية الوطنية، وتعزز الثقافة في أوساط المجتمع.
ونوهت الشاعرة والكاتبة سميرة عبيد بجهود “كتارا” في تنظيم العديد من الفعاليات والمسابقات الثقافية والفنية والتراثية، والتي تعتبرها نموذجاً رائعاً للاهتمام بالإرث الثقافي القطري والخليجي.
تحديات العصر
وقالت إنه انطلاقاً من حرصها على تعزيز الهوية الثقافية، وإبراز دور الأسرة في دعمها، نظمت من خلال مركز البنفسج للإبداع الثقافي، والذي تترأسه، الملتقى الدولي الأول، بعنوان”الأسرة وتحديات العصر”، وذلك بالتعاون مع عدة جهات، في مقدمتها مجلس الأعمال الدولي، ومؤسسة منارة للتنمية والتعليم، وملتقى خبراء التنمية العرب، وبرعاية “كتارا”، وبحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة، ونخبة من الشخصيات الثقافية والفنية والاجتماعية.
وخلال الملتقى، لفت د. خميس بن عبيد العجمي، رئيس الاتحاد العربي للمدارس الخاصة، إلى محاور الملتقى، ومنها التحولات المعاصرة في وظائف الأسرة والبناء الأسري، عبر جلسة أدارتها د. سمية المطوع، قدمت خلالها د.هلا السعيد، ورقة بعنوان “التحول في وظائف الأسرة وفي موقع التنشئة الاجتماعية، بينما تناول د. ماجد المرزوقي، من السعودية، دور المدرسة في دعم التربية الأسرية، فيما عرضت د. مهيرة عثمان طه، لطرق تربية الطفل في ضوء نظريات الذكاء المتعدد.
وأدار الإعلامي صالح غريب، جلسة شارك فيها كل من د. علاء الدين الزاكي، والذي تناول التحديات التي تواجه الأسرة في ظل التكنولوجيا، فيما عرجت الأستاذة إيمان إسحاق، على دور الأسرة آفاقها وهمومها وعروبتها، بينما تناولت الأستاذة فايزة النعيمي دور البرامج الإعلامية في تفعيل دور الأسرة، وعرضت المدربة أميرة المزروعي، للتحديات واستشراف المستقبل، فيما قدم د. سلطان الهاجري، ورشة عن “فن الحوار”.
وبدوره، شدد د. حذيفة السامرائي، رئيس مؤسسة منارة للتنمية والتعليم بالعراق، على أهمية ملتقى الأسرة في هذا العصر، بكل ما يشهده من تحديات متعددة.