أثار إعلان ترويجي لمحلات “بلبن” المصرية للحلويات جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهور الممثل المصري سليمان عيد في الإعلان بشخصية تحاكي النوبيين مستخدما لهجتهم ومرتديا زيهم التقليدي.
وفي ظل تزايد اعتماد العلامات التجارية على مواقع التواصل لإعلاناتها لسهولتها وتكلفتها المنخفضة، أثارت محاولة الممثل المصري إعادة إحياء شخصيات “إدريس” و”عثمان” -التي قدمها سابقا- استياء واسعا من المجتمع النوبي الذي اعتبره إهانة مباشرة وتمييزا ضدهم.
والنوبيون هم مجتمع يعيش على ضفاف نهر النيل في أقصى جنوب مصر، ولهم تاريخ عريق يعود إلى 5 آلاف عام، ويتحدثون بلغة خاصة، فضلا عن اللهجة المصرية.
وبلغت حدة الاستياء من الإعلان إلى درجة دفعت الجمعية المصرية للمحامين النوبيين لتقديم بلاغ للنائب العام ضد سليمان عيد وشركة “بلبن”، معتبرة في بيان أن “الإعلان يتضمن إساءة متعمدة وتشويها للهوية والثقافة النوبية، ويعد مخالفا للدستور والقوانين التي تحظر التمييز والعنصرية”.
وأمام حجم الغضب والاستنكار، خرج الممثل المصري سليمان عيد ليعلن اعتذاره للشعب النوبي بعد تقديم بلاغات ضده.
ورصد برنامج شبكات (2025/3/02) جانبا من تفاعلات المصريين، وخصوصا النوبيين، مع الإعلان المثير للجدل، ومن ذلك ما كتبه محمد عمر: “الموضوع مش مجرد دعاية عن منتج، وإنما هي ثقافة شعب متوارثة عن النوبيين منذ عهود، ونشروها في أفلام ومسرحيات ومسلسلات أظهرت النوبي بهذا الشكل الساخر”.
بينما غردت آيات تهامي: “سليمان عيد مغلطش، والفيديو كان مجرد هزار، ولا حد غلط في النوبيين ولا حتى ذكر في الفيديو أهل النوبة.. الموضوع خد حجم كبير”.
وقالت هبة: “لن نصمت لكل من تسول له نفسه بالمحاولة ولو بقدر بسيط بالمساس من كرامتنا وهويتنا كنوبيين”.
وفي المقابل، كتبت فاتن جمال: “أنا نوبية وشفت الإعلان، ومشفتش فيه أي تجاوز أو إهانة أو إساءة للنوبة أو النوبيين”.
وطالبت منيرة بإجراءات أكثر صرامة قائلة: “الاعتذار غير مقبول ومش كافي حذف الإعلان من على السوشيال ميديا.. محتاجين (الممثل والمحلات) يبقىوا عبرة لأي حد يفكر يمسنا بكلمة”.