منتدى قطر الاقتصادي
الدوحة – قنا
أشاد روّاد أعمال خليجيون بالتحولات الجذرية التي تشهدها أسواق المنطقة، وبالتطور الكبير الذي حققته الشركات الناشئة والمتوسطة خلال فترة وجيزة، على صعيد ريادة الأعمال، ومواكبتها للثورة التكنولوجية، ومسايرتها لمفهوم /الرقمنة/.
وخلال مشاركتهم بالجلسة الحوارية الأولى، لثالث أيام منتدى قطر الاقتصادي، التي عقدت اليوم، بفندق فيرمونت الدوحة، تحت عنوان /رواد الأعمال بدول الخليج.. شركات اليونيكورن في الشرق الأوسط/، دعوا إلى التوسع بمبادرات تطوير المهارات الريادية، بما فيها حاضنات ومسرعات الأعمال، والتسهيلات التمويلية، بهدف تمكين أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من التوسع محليًا وخليجيًا، والدخول في أسواق جديدة.
وأكدوا أهمية السعي لتعزيز بيئة الأعمال، وتزويد الأجيال الشابة بمهاراتها الريادية، من خلال تقديم مجموعة متكاملة من البرامج والفرص التي تتيح لهم دخول المجال، وتؤهلهم للبدء في تأسيس مشروعاتهم، ومن ثم المساهمة بتطوير القطاع، ودعم تنافسية وتنويع الاقتصادين الوطني والخليجي.
وشدّد الروّاد على ضرورة تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص من أجل جعل المنطقة وجهة ريادية، والعمل على جذب الكوادر المفعمة بالحماس، وتحفيز الشباب على إطلاق أفكارهم المتميزة.
وفي هذا السياق يؤكد السيد عمر المجدوعي، شريك مؤسس لـ /رائد فنتشرز/ تطور الأعمال الريادية الخليجية، وما تشهده شركاتها الناشئة من نمو غير مسبوق، منذ عام 2014 حتى يومنا الحاضر، حيث قللت -من وجهة نظره- المهارات الريادية وتأقلمها مع العصر الرقمي من مخاطر الإفلاس والإغلاق، خاصة فيما يتعلق بمجال عمل المطاعم.
وقال : حدثت خلال الفترة الأخيرة تغيرات متسارعة على مستوى أسواق دول الخليج، تتمثل بتزايد معدلات الاستثمار في المواهب والمهارات الاحترافية، فعزز ذلك موقع الروّاد وضاعف من مساهماتهم وحجم تأثيرهم، وأحدث طفرة كبيرة على مستوى الشركات الناشئة /الصغيرة والمتوسطة منها/، حيث بات الجميع يلحظ تطورًا نوعيًا في طبيعة عمل هذه الشركات وديمومتها، رغم عنصر المجازفة.
وطرح المجدوعي حلين للنهوض بأداء العمل الريادي الخليجي، هما: فتح الأسواق أمام المستثمرين لتصدير منتجاتهم إليها، والعمل على استقطاب مستثمرين جدد لإنعاش الشركات الناشئة ورفدها بسيولة جديدة، وفي هذا الصدد يشيد بالتسهيلات والحوافز القطرية لعموم المستثمرين.
من جهته، قال السيد حمد الهاجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة /سنونو/:” مصطلح ريادة الأعمال جديد في منطقة الخليج، الغنية بالطاقة /النفط والغاز/، حيث يعمل الجميع في المجال الحكومي، وفي الآونة الأخيرة شهدنا تطورًا كبيرًا في طبيعة عمل الشركات الناشئة ونوعيتها، خصوصًا التكنولوجية منها”.
وأضاف: لدينا في قطر 5 آلاف خريج سنويًا، واليوم نحن بأمس الحاجة إلى قطاع خاص، وأعمال ريادية قوية، من أجل استيعابهم وتوفير فرص عمل مناسبة لهم، ويعني الاستثمار في الشركات الناشئة الكثير لمجتمعاتنا، لا سيما وأننا نعيش في زماننا الراهن تحولًا من الاستثمار في الأصول والتطوير العقاري إلى شركات الأسهم وأذونات الخزينة.
ونوه الهاجري بقدرة الروّاد على التأقلم والتكيف السريع مع مفهوم /الرقمنة/، فضلًا عن قدرتهم على إيجاد الحلول الناجعة لمختلف التحديات الاقتصادية، وعلى رأسها مخاطر البدء بالمشروع، وبهذا السياق يقترح التوسع في تقديم الحلول للعملاء، واستقطاب المواهب والخبرات التكنولوجية، وبناء تطبيقات عملاقة متعددة الخدمات.
أما أحمد الزيني، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ /فودكس/، فقد ركز في حديثه أثناء الجلسة، التي أدارها السيد ستيف ماكي شريك في /Soutine Group/، على الأثر الذي أحدثه التحول والتأقلم الرقمي، ودوره في إنجاح مشروعات الروّاد وبرامجهم، فقد فتح التوسع الهائل في مواكبة تقنياته شهية المستثمرين، وحفزهم على البدء بأعمالهم، مستفيدين من التوسع النوعي في رقمنة البنية التحتية، وما رافقها من حفاظ على النظام البيئي، والذي منح هو الآخر العمل الريادي قيمة إضافية.
وقدر الزيني نسبة إفلاس الشركات الناشئة والمتوسطة، بسبب جائحة /كورونا/، بنحو 60 بالمئة تقريبًا، ووصلت في بعض القطاعات لـ 80 بالمئة، ويعود ذلك إلى عدم قدرتها على التكيف الرقمي ومتطلباته، حسب تعبيره.