غرم ما فيه من مرارة، فإن خبراء يرون أن الندم يحمل جانبا إيجابيا يتمثل في أنه يدفع البعض للبحث عما اقترفوه من أخطاء والعمل على تصحيحها وصولا إلى الطريق الصحيح.
ووفقا لبرنامج “أنت”، فإن بعض الأعمال الدرامية والمسرحية حاولت معالجة فكرة الندم من خلال تحذير الأفراد من أمور قد تفضي بهم إلى هذه المرحلة.
ومن بين الأمور التي تجعل الندم احتمالا كبيرا كثرةُ الخيارات التي قد تعترض الإنسان، ومن ثم فإن تضييق الخيارات يجعل التعرض للندم أقل، كما يقول مقدم البرنامج الدكتور خالد غطاس.
وغالبا ما يكون الندم ناتجا عن قرارات تم اتخاذها على أساس العاطفة وليس العقل، حتى إن محترفي التسويق ينصحون بالسيطرة على مشاعر الزبون قبل الدخول في أي صفقة، وفق غطاس.
غير أن الوقوع في الندم لا يعني بقاءه لدى الإنسان، كما تقول خبيرة العلاج النفسي بالدراما زينة دكاش، التي تؤكد أن الشروع في الاعتذار أو محاولة تصحيح الخطأ هو أقرب الطرق لتجاوز هذا الشعور.
الندم علامة صحية
وتنصح دكاش بعدم الوقوع في بئر الخوف أو الاستغراق في الندم حتى لا يتحول الأمر إلى اكتئاب، خصوصا وأن من لا يشعرون بالندم غالبا ما يكونون مضطربين نفسيا، حسب قولها.
ومن هذا المنطلق، فإن الشعور بالندم يعد علامة على صحة الشخص النفسية وقابليته لتصحيح المسار مدفوعا بالرغبة في التخلص من هذه الحالة.
وحتى يقلل الإنسان من احتمالات وقوعه في قبضة الندم، فإن عليه معرفة حقيقة أن الحصول على أشياء يتطلب التضحية بأشياء أخرى، من ذلك أن الحصول على المال أو الدرجة الوظيفية المرتفعة مثلا يتطلب التضحية بكثير من الوقت والمتعة من أجل العمل، حسب غطاس.
كما أن على الأنسان أن يمتلك شجاعة الاعتراف بمشاعره وبما يريده أو بما يرفضه حتى يتخلص من الضغوط النفسية، “مع ضرورة السعي لتحقيق أحلام ممكنة وتتفق مع ما نملكه من إمكانيات حتى لا ننزلق إلى طريق طلب المستحيل”.