❖ عبد الناصر البار
– منتخبنا ضل طريق كأس العالم وضاع في الإمارات
– البدايات السيئة مهدت للسقوط المبكر لبطل آسـيا
– عقـدة التأهل للمونديال تلازم الكتيبة العنابية مجددا
– اتحاد الكرة تأخـر في إبعاد لوبيز بعد رباعية إيران
– يجب المشاركة بالمنتخب الأول في بطولة كأس الخليج
– العنابي بأضعف خط دفاع وحان وقت التغيير الجذري
– الجميع يتحمل مسؤولية الإخـفاق بأسهـل تصفيات
كتب المدرب الإسباني ماركيز لوبيز آخر حلقاته مع العنابي يوم أمس عندما خسر أمام الإمارات بنتيجة ثقيلة وتاريخية (5-0) بالجولة السادسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهو ما جعل منتخبنا يرهن حظوظه في التأهل المباشر لكأس العالم والاكتفاء بالمنافسة على المركزين الثالث والرابع بنسبة كبيرة من أجل العبور للمرحلة الرابعة من التصفيات المونديالية خاصة وان المنتخب الإيراني رفع رصيده للنقطة الـ16 والأوزبكي ثانيا برصيد 13 نقطة والإماراتي ثالثا برصيد 10 نقاط ،فيما بقي منتخبنا في المركز الرابع برصيد 7 نقاط، ولم يتوقع أشد المتشائمين ان يحدث هذا السيناريو مع بطل آسيا الذي كانت كل الترشيحات تصب في صالحه وانه سيتأهل للمونديال منافسا قويا على إحدى البطاقتين المباشرتين مع المنتخب الإيراني، ولكن العنابي عاكس كل التوقعات وجاءت بدايته مخيبة للآمال في التصفيات، بالسقوط في اللقاء الأول أمام المنتخب الإماراتي في الدوحة بثلاثية مقابل هدف، ثم التعادل مع المنتخب الكوري الشمالي بهدفين في كل شبكة، قبل الفوز على المنتخب القيرغيزي بثلاثية في الدوحة، وبعدها الانهيار امام المنتخب الإيراني برباعية، ثم تحقيق فوز صعب للغاية على المنتخب الاوزبكي في الدوحة بنتيجة (3-2)، قبل ان ينهار منتخبنا مرة اخرى امام المنتخب الإماراتي بنتيجة (5-0).
– غياب القرارات الصارمة
يبقى هذا الإخفاق في التصفيات المونديالية المؤهلة لكأس العالم يتحمله الجميع من مسؤولين باتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين، لانه من غير المعقول ان يظهر بطل آسيا بهذا الأداء الباهت والضعيف في المواجهات الست من التصفيات، كما ان البدايات كانت توحي بان منتخبنا ليس في أحسن أحواله ويجب اتخاذ بعض القرارات الصارمة من أجل إعادة العنابي للسكة لكن الجميع اكتفى بالمشاهدة ولم يحرك ساكنا ليواصل منتخبنا نزيف وهدر النقاط من جولة لأخرى عجلت برهن حظوظه في التأهل المباشر للمونديال مع اول جولة بمرحلة العودة من التصفيات.
– وقوع الفأس في الرأس
كانت أولى الخطوات التي يجب اتخاذها من طرف اتحاد الكرة بعد رباعية المنتخب الإيراني هو إقالة المدرب لوبيز الذي ضل طريق المونديال مع العنابي، ولم يستطع قيادة المنتخب لبر الأمان، ولو نعد لمعظم المباريات نجد ان منتخبنا انهار في الشوط الثاني الذي يسمى بأشواط المدربين، فقد ظهر ماركيز لوبيز مرتبكا وقرارته غير مفهومة وتغييراته غير صحيحة ما زاد الطين بلة وجعل العنابي يظهر في أسوأ صورة له لاسيما في لقاء الامس ضد الأبيض الإماراتي، وكانت أصوات الجماهير والفنيين قد طالبت بإقالة المدرب مباشرة بعد رباعية إيران وإسناد مهمة المنتخب لمدرب جديد قبل مواجهتي اوزبكستان والإمارات لكن اتحاد الكرة فضل التريث ومنحه فرصة جديدة لتقع الفأس في الرأس.
– 17 هدفا بالتصفيات
لعل أبرز نقاط القوة التي امتاز بها العنابي ببطولة كاس آسيا 2023 والتي توج بها، هي قوته الدفاعية وعدم تلقي عدد كبير من الأهداف، لكن ما حدث في التصفيات المونديالية كان العكس تماما، فقد انهار المنتخب وتلقت شباكه 17 هدفا، في 6 مواجهات، وهو رقم كبير ومخيف، وكأن بطل آسيا دخل التصفيات بدون خط دفاع، وعلى الرغم من مطالبة وسائل الإعلام للمدرب لوبيز خلال المؤتمرات الصحفية بضرورة تعديل طريقة لعبه لانها غير نافعة وناجعة إلا ان المدرب أصر في أكثر من مرة على انه لن يغير طريقة لعبه وسيواصل بنفس الافكار والخطط التكتيكية وهو ما جعل منتخبنا يضيع فرصة التأهل المباشر بنسبة كبيرة بالنظر لنتائج هذه الجولة.
– شبح المونديال يتواصل
تعتبر هذه التصفيات هي الأسهل على الإطلاق بما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2026 إلى 48 منتخبا بدلا من 32 مثلما جرت عليه العادة، وضاعف الفيفا عدد مقاعد القارة الآسيوية إلى ثمانية مقاعد ونصف إلا ان منتخبنا أهدر فرصة التأهل المباشر بنسبة كبيرة، وأدخل نفسه في حسابات ضيقة، وانتظار المرحلة الرابعة من التصفيات بتأهل 6 منتخبات من المجموعات الثلاث التي احتلت المركز الثالث والرابع وسيتم تقسيمها على مجموعتين، بحيث تضم كل مجموعة 3 منتخبات تتنافس فيما بينها على مقعدين.
– تعيين مدرب جديد
سيكون على المسؤولين باتحاد الكرة بداية من اليوم عقد اجتماع طارئ لوضع النقاط على الحروف وتعيين المدرب البديل في أقرب وقت ممكن بما ان استئناف التصفيات المونديالية سيكون في شهر مارس المقبل، لان الوضع يتطلب تغييرا جذريا على مستوى الجهاز الفني وحتى على مستوى اللاعبين لان هناك لاعبين أكدوا نهايتهم مع المنتخب ويجب ضخ دماء جديدة ومنح الفرصة للاعبين الشباب، لان الوضع أصبح خطيرا ولا يتحمل أي أخطاء أخرى مستقبلا، لان العنابي سيكون مطالبا بخوض المواجهات الأربع المتبقية بالتصفيات على أنها نهائيات على الأقل للمنافسة على المركزين الثالث والرابع بالمجموعة الأولى والعبور للمرحلة الرابعة من التصفيات.
– خوض خليجي 26
من المنتظر ان تكون أولى خطوات التصحيح على مستوى المنتخب هو قرار المشاركة بالمنتخب الاول في بطولة كأس الخليج 26 التي ستقام في الكويت الشهر المقبل وخاصة في حال تعيين مدرب جديد وذلك من اجل منح الفرصة للجهاز الفني لتقييم اللاعبين من جهة ومنح الفرصة لبعض اللاعبين الشباب من اجل الاستقرار على التوليفة المناسبة، وبدء العمل معها تحسبا للتصفيات المونديالية شهر مارس المقبل حتى يكون الجميع على أتم الاستعداد لمواصلة المشوار المونديالي خاصة في حال حقق المنتخب نتائج جيدة بخليجي 26.
– ورشة عمل كبيرة
تنتظر مدرب العنابي الجديد ورشة عمل كبيرة خلال الفترة المقبلة، لأننا بنسبة كبيرة مقبلون على حقبة جديدة مع مدرب جديد قد يكون بنسبة كبيرة من المدرسة الإسبانية، بما ان منتخبنا يحب تطبيق أفكار المدربين الإسبان، كما ان مهمته لن تكون سهلة وتتطلب بذل مجهودات كبيرة حتى يتم إعادة المنتخب للسكة الصحيحة في أقرب وقت، وستكون أولى الخطوات معرفة الداء وهل المشكلة فنية بالدرجة الأولى أم نفسية وذهنية، ومحاولة تقديم الحلول لان منتخبنا قادر على العودة وتجاوز هذه المرحلة الصعبة.