الدوحة – الشرق
يخترق صوت البروفيسور نوف آل ثاني الثرثرات الجانبية للطلاب وهي تبدأ نقاشا حول الدبلوماسية الثقافية لدولة قطر. من حولها، يستمع الطلاب باهتمام، ويفتحون دفاترهم، استعداد لتدوين رؤى الأستاذة الباحثة التي يتجاوز عملها حدود الفصل الدراسي.
تعمل الأستاذة نوف آل ثاني على تشكيل رؤية جيل جديد من الطلاب وكيف يرون العالم ومكانهم فيه. وعن هذا تقول: “لقد قمت بتدريس أربعة فصول في جامعة جورجتاون في قطر”، وذكرتها بترتيبها الزمني، وهي: “الممارسات الثقافية والتنمية المستدامة في قطر”، و”القوة الناعمة في قطر، والمشهد العالمي المتلاحق”: “فهم العالم من خلال مجموعات المقتنيات”. وتضيف: “يعكس كل منهج منها شغفي باستكشاف دور الثقافة والدبلوماسية والهوية، سواء على الصعيد العالمي أو داخل قطر.”
يجري دمج الرؤى القطرية بعمق في جميع مساقات البروفيسور آل ثاني. وهدفها هو إعداد الجيل القادم من القادة والمفكرين والسفراء الثقافيين الذين سيرفعون صوت قطر إلى فضاءات أبعد، وعن هذا تقول: “بصفتي عضو هيئة تدريس قطرية، أرى دوري كجسر بين الخبرات المحلية والخطاب الأكاديمي العالمي، وتتيح لي خلفيتي وخبرتي تقديم منظور فريد حول دور قطر الناشئ في العالم.”
حصلت د. نوف آل ثاني على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة حمد بن خليفة، وهي حاصلة على درجة الماجستير في ممارسة المتاحف والمعارض من كلية لندن الجامعية في قطر. ولديها عشر سنوات من الخبرة في القطاع الثقافي، حيث تشغل الآن منصب نائب مدير التعلم والتوعية في متحف لوسيل بينما تقوم أيضا بالتدريس في جامعة جورجتاون في قطر. وفي كلا الدورين، تربط بين النظرية الأكاديمية ومبادرات العالم الحقيقي على الأرض، وتقدم لطلابها نافذة فريدة على كيفية وضع قطر لنفسها على الساحة العالمية – سواء من خلال المعارض الفنية الدولية أو الأحداث الرياضية الكبرى.
تتذكر الأستاذة نوف آل ثاني التجارب التي مر بها طلابها، وبعضهم وافدون من دول أخرى، ومن بينها لحظات الإدراك المفاجئ “آها”، حيث يدركون مباغتة القوة التي يحملها التراث الثقافي للأمة. ومن خلال فصولها الدراسية، يقدّرون كيف تمثل قطر، على الرغم من صغر حجمها، شيئا أكبر بكثير على الساحة العالمية، وهي رؤية أصبحت مصدر إلهام للدول الأخرى.
كان التدريس في جامعة جورجتاون في قطر مرضيا للغاية بالنسبة للأستاذة نوف آل ثاني، التي تجد أن النمو الفكري والشخصي لطلابها هو الجزء الأكثر إشباعا ومكافأة لها في عملها. وهي تنسب الفضل إلى زملاء مثل البروفيسور كارين فالتر والعميد صفوان المصري لدعم رحلتها التدريسية وتوفير الفرص لتمثيل العمق المحلي في الجامعة.
وبينما تختتم محاضرة أخرى، تنظر البروفيسور آل ثاني في جميع زوايا القاعة، وتراقب طلابها وهم يبدأون في حزم حقائبهم. حيث تسود ضوضاء إغلاق الدفاتر وخلط الأوراق في الأجواء، ولكن أكثر ما يبقى هو الفهم الأعمق الذي سيتركه الفصل في عقول طلابها: فهم أيضا جزء من قصة قطر – قصة لا تزال تتفاعل أحداثها.