شهدت سواحل النرويج حادثة بحرية فريدة عندما علقت غواصة هجومية نووية أميركية من طراز “يو إس إس فيرجينيا” في شبكة صيد تعود لمجموعة من الصيادين المحليين. ووقعت الحادثة بالقرب من مضيق مالانفن، وأثارت اهتمامًا واسعا بسبب التداخل غير المألوف بين التكنولوجيا العسكرية المتطورة وصناعة الصيد التقليدية.
فريق الصيادين بقيادة هارالد إنغن (22 عامًا) بدؤوا نشاطهم المعتاد في صيد سمك الهلبوت على متن سفينة صيد صغيرة يبلغ طولها 10 أمتار، فغادر الميناء في منطقة تقع شمال الدائرة القطبية الشمالية، وكانت رحلتهم تسير بشكل طبيعي، حيث تمكنوا من جمع محصول وفير من الأسماك.
A Norwegian fisherman accidentally caught a US submarine in his nets https://t.co/J4i1Jqfnq4
— Business Insider (@BusinessInsider) November 15, 2024
لكن الأمور أخذت منحى غير متوقع عندما تلقى فريق الصيادين مكالمة عاجلة من خفر السواحل النرويجي، تفيد بأن شباكهم قد تشابكت مع غواصة نووية أميركية بطول 115 مترًا أثناء مرورها في المنطقة. وأوضح القائد إنغن أن الشباك قد سُحبت على مسافة ميلين بحريين قبل أن يتم قطعها.
وقال إنغن لمحطة “إن آر كاي” النرويجية “أفرغنا الشباك وأعدناها مرة أخرى، وكنا في طريقنا إلى مزرعة أسماك عندما أبلغنا خفر السواحل بالحادث. في البداية فكرنا في البحث عن الغواصة، لكن سرعان ما أوضحوا أن الشباك قد تم سحبها وقطعها بالفعل”.
الخسائر المالية الناجمة عن الحادث لم تكن بسيطة بالنسبة للصيادين؛ فقد أشار قائد الرحلة إلى أنهم فقدوا شباك الصيد، مما كلفهم نحو 40 ألف كرونة نرويجية (نحو 3600 دولار) لشراء شباك جديدة. وأعرب عن استيائه من الحادثة قائلًا “سمعت عن سفن أخرى تسببت في تلف شباك الصيد، لكن لم أسمع يومًا عن غواصة تفعل ذلك. هذه الحادثة غير مسبوقة هنا”.
البحرية الأميركية تعلق على الحادث
من جانبها، أكدت البحرية الأميركية وقوع الحادث، موضحة أن الغواصة “يو إس إس فيرجينيا” كانت في طريقها لمغادرة ميناء ترومسو بعد توقف مخطط له.
وذكرت في رسالة بريد إلكتروني أُرسلت إلى محطة “إن آر كاي” أن سفينة خفر السواحل النرويجية التي رافقت الغواصة ساعدت بسرعة في فك التشابك وإزالة الشباك.
وأعرب الأسطول السادس الأميركي عن تقديره لدعم النرويج المستمر، مشيدًا بتعاونها في تعزيز الأمن في المناطق الشمالية. وصرح مسؤول في البحرية “نحن ممتنون للدعم الذي تقدمه النرويج لنشر الغواصات الأميركية، الذي يعزز قدرتنا على الردع والدفاع في ظل البيئة الأمنية المعقدة في القطب الشمالي”.
وتعد الغواصة “يو إس إس فيرجينيا” واحدة من أكثر الغواصات الهجومية تطورًا في العالم، إذ تتمتع بقدرات متقدمة تشمل أنظمة سونار وتقنيات تخف حديثة، كما يمكنها حمل صواريخ “توماهوك” وتنفيذ مهام استكشاف تحت الماء على أعماق هائلة.
وتشكل الغواصات النووية الأميركية جزءًا من الأسطول السادس، وهي وحدة متمركزة في المقدمة مسؤولة عن العمليات في أوروبا وأفريقيا بما في ذلك منطقة القطب الشمالي ذات الأهمية الإستراتيجية المتزايدة. ومنذ العام 2021، أصبحت النرويج مركزًا مهمًا لعمليات الغواصات الأميركية، حيث تستخدم البحرية الأميركية ميناء ترومسو لإعادة الإمداد وتبديل الطواقم.
وتُعد النرويج من بين الدول الرائدة في عمليات القطب الشمالي، حيث تستضيف بانتظام تدريبات عسكرية مثل “الاستجابة الشمالية”، التي تجمع بين القوات الجوية والبحرية من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).