أثارت وجبة “الطحلب الشعري” أو “فات تشوي” (Fat Choy) التي ظهرت مؤخرًا في شوارع مدينة تشنغدو الصينية، ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بسبب شكلها الذي يشبه كتلة من شعر الإنسان، مما جعلها موضع تساؤل وإعجاب بين الناس.
ويشبه الطحلب بعد نقعه في الماء خيوط الشعر السوداء، وقد لاقى رواجًا كبيرًا كوجبة خفيفة جديدة، خاصة خلال الاحتفالات الشعبية مثل رأس السنة الصينية.
@rogertxnztv 这看着太像头发了 不能我一个人恶心 必须艾特我朋友 @红星新闻• 成都路边摊烧烤吃头发?专家解惑这是 发菜 你想尝尝吗?
♬ 原聲 – 爾爾 – 爾爾
وعرف “فات تشوي” منذ قرون في الصين كمكون غذائي تقليدي ويعتبر رمزًا للحظ الجيد والرخاء.
ومع انتشار هذا الطحلب البحري، تزايدت المخاوف من تأثير حصاده المفرط على البيئة، إذ يؤدي ذلك إلى تصحر الأراضي بسبب انتزاع الطحالب من تربتها الطبيعية.
فمع زيادة الطلب عليه وارتفاع تكلفته، بدأت محاولات لإيجاد بدائل بيئية أكثر استدامة. ويشدد الخبراء على ضرورة الحصول على “الطحلب الشعري” من مصادر موثوقة، نظرا لتوفر بدائل مزيفة قد لا تكون آمنة.
ويُعتبر “الطحلب الشعري” غنيا بالبروتينات والمعادن مثل الحديد والفوسفور والبوتاسيوم، مما يجعله طعاما ذا قيمة غذائية عالية، ويستخدم في بعض الأحيان لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي.
وتنتشر ثقافة تناول هذا الطحلب في الصين، حيث يدمج بين المعتقدات الشعبية والغذاء، إذ يُعتقد أنه يجلب الحظ إلى جانب قيمته الغذائية.
ويُعرف هذا الطحلب علميا باسم (Nostoc flagelliforme)، ويصنف ضمن البكتيريا الزرقاء المجففة، وينمو في الصحاري القاحلة مثل قانسو وشنشي وشينجيانغ ومنغوليا الداخلية. ويتم تجفيف الطحلب فور حصاده، ليتم تقديمه عادة على شكل شعيرية سوداء في أطباق متنوعة مثل المرق والحساء، ما يمنحه مظهرا غير مألوف وشبيها بالشعر، ويجذب فضول المغامرين في عالم الطهي.
كما يعد “الطحلب الشعري” أحد الأمثلة على الأطعمة التي تحمل رمزية ثقافية في الصين، حيث يُعد جزءًا من الإرث الشعبي، ويعكس اهتمام الصينيين بربط الطعام بالحظ والرموز الروحية. ومع تزايد شعبية هذا الطبق في الشوارع، لا يزال الجدل حول استدامة الطحلب متواصلا، وسط دعوات للحفاظ على التنوع البيئي أثناء احتضان المكونات التقليدية.