الدوحة ـ جاء ميليبول قطر هذا العام تحت شعار التكنولوجيا في خدمة الأمن، مما يعكس سعي الدولة إلى تعزيز قدراتها التكنولوجية المتقدمة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في عالمنا اليوم، ويسهم في تلبية متطلبات الأمن بالاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمليات اللوجيستية.
مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات المكان المحتضن لأعمال الدورة الـ15 من معرض ومؤتمر “ميليبول قطر”، تحوّل لساحة كبيرة لعرض تكنولوجية أمنية تدخل الخدمة لأول مرة، بمشاركة أكثر من 250 شركة عالمية متخصصة في مجال الأمن الداخلي والسلامة، بالإضافة إلى 6 أجنحة دولية كبرى وعدد كبير من الشركات القطرية الرائدة.
هوية قطر الرقمية
ويعدّ تطبيق “هوية قطر الرقمية” الذي دشنه وزير الداخلية القطري الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني من أهم الأحداث التي دُشنت خلال المعرض، إذ يحتوي على نسخ رقمية من البطاقات والمستندات الشخصية، يمكن استخدامها في العديد من الخدمات الإلكترونية بدلًا من حمل المستندات الورقية.
ويسهم التطبيق في تسهيل العديد من الخدمات بالدولة، ويمكن الدخول للتطبيق وتفعيله عن طريق البيانات الحيوية، كما يساعد في الحصول على الخدمات الإلكترونية بموقع وزارة الداخلية بيسر وسهولة.
اللواء الركن عبد الله محمد السويدي مساعد وكيل وزارة الداخلية القطرية، قال إن النسخة الـ15 من معرض ميليبول تشهد مشاركة قوية من كبرى الشركات الدولية الخاصة بتطوير التقنيات الأمنية، لافتا إلى تضمنها تقنيات جديدة تعرض لأول مرة، في ظل رغبة الشركات العارضة في تقديم أفضل منتجاتها في هذه المنصة المميزة على المستويين الإقليمي والدولي.
وبين السويدي للجزيرة نت أن دورة ميليبول قطر 2024 تتميز بحضور أكبر عدد من الوفود الرسمية التي بلغت أكثر من 350 وفدا وتضم كبار الشخصيات، مما يدل على مكانة وأهمية المعرض على الصعيد الدولي، إذ يوفر فرص لقاء وتواصل مباشر بين الوفود الرسمية الرفيعة المستوى والقادة العسكريين والأمنيين وممثلي الهيئات الحكومية، مما يسهم في إبرام العقود والاتفاقيات مع الشركات.
وعن تطبيق “هوية قطر الرقمية”، قال مساعد وكيل وزارة الداخلية القطرية إن محتويات هذا التطبيق متطورة ومهمة جدا، ويتضمن مجموعة من المميزات أهمها:
- التفعيل وتسجيل الدخول عن طريق البيانات الحيوية.
- الدخول إلى الخدمات الإلكترونية لوزارة الداخلية.
- استخدام التطبيق عبر البوابات الإلكترونية في منافذ الدولة.
- المحفظة الإلكترونية والتوقيع الإلكتروني.
- التحقق من صحة الوثائق والتحقق من الهوية.
- شهادات موقعة وموثقة إلكترونيا.
صناعة أمنية قطرية
المتجول بين أجنحة معرض ميليبول قطر سيلاحظ بلا شك الحجم الكبير لجناح شركة برزان القابضة، وهي أكبر وأهم شركة قطرية لصناعة المعدات العسكرية والتكنولوجية، حيث تعرض الشركة أهم ما توصلت إليه من صناعة أمنية وعسكرية وصفت بالاحترافية.
يقول مدير إدارة تطوير البرامج في شركة برزان القابضة سلطان إبراهيم الكواري إن المعرض فرصة أمام الشركة للترويج لمنتجاتها في مجال الأمن والدفاع إقليميا ودوليا، لافتا إلى أن جناح الشركة يضم عددا كبيرا من المعدات والأجهزة التي تنتجها الشركة المملوكة لوزارة الدفاع القطرية.
وفي حديثه للجزيرة نت، كشف الكواري أن الشركة بصدد التوقيع على عدد من الاتفاقيات ضمن فعاليات المعرض، وأن الهدف الرئيسي لشركة برزان القابضة هو توطين الصناعات العسكرية، وقد حققت نجاحا كبيرا في توطين عدد من الأنظمة والمعدات العسكرية والأمنية.
وعن أهم المنتجات القطرية الصنع، تحدث الكواري عن آخر ما توصلت له شركة برزان من صناعة أمنية متطورة، وهي منظومة “رصد”، والهدف منها الاستشعار عن طريق الذكاء الاصطناعي وهي منظومة تمت برمجتها بالكامل على أيدي مهندسين قطريين.
وأضاف أن الشركة تقوم بعرض منظومة مواجهة الطائرات من دون طيار وهو برنامج تم تطويره بالكامل في قطر لمواجهة التحديات في هذا المجال وحماية المنشآت العامة، مضيفا “كما نطرح مجموعة من الأسلحة الخفيفة والذخيرة التي تصنعها شركة برزان القابضة وهي مجموعة متنوعة تم إنتاجها محليا بالكامل”.
وأوضح الكواري أن التوجه الحالي والمستقبلي لشركة برزان هو توطين الصناعات العسكرية من خلال تصنيع بعض المعدات والأسلحة الخفيفة في قطر، مشيرا إلى أن الشركة تسعى كذلك حاليا إلى تطوير منظومة التحكم الذاتي والتركيز على الذكاء الاصطناعي كذلك.
وأكد أن الشركة لا تكتفي بتطوير منتجاتها للإنتاج المحلي فقط، ولكن يتم تصدير عدد من المعدات والمنظومات العسكرية لعدد من دول العالم.
زوارق مسيرة
جناح الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود القطري حظي بإقبال واسع أيضا من المشاركين، حيث يعرض العديد من الأجهزة والمعدات البحرية، وأبرزها الزورق المسيّر (من دون قائد) الذي يعد من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات والخوارزميات بسرعة ودقة، مما يجعله إضافة نوعية للأسطول الأمني لحماية المنشآت الحيوية.
ويتميز الزورق المسيّر بأنظمة مراقبة متطورة، ومنظومة قيادة وسيطرة مستقلة تمكنه من تنفيذ مهام أمنية بحرية متعددة بمرونة وكفاءة عالية، فضلا عن أنه يضم كاميرات حرارية ونهارية وأنظمة رصد وتعقب للأهداف، مما يجعله قادرا على الاستمرار في العمليات في مختلف الظروف الجوية.
ويعتبر الزورق المسير -بحسب وزارة الداخلية القطرية- نقلة نوعية في مجال الأمن البحري بإدخال التكنولوجيا الحديثة، حيث تتيح الأنظمة الذكية والمستقلة المتوفرة فيه مراقبة دقيقة وفعالة، مما يقلل الاعتماد على العنصر البشري في المهام ذات الخطورة العالية، كما يعزز مستوى الأمن والاستجابة السريعة لأي تهديدات محتملة.
أكبر جناح أجنبي
وتعد مشاركة فرنسا في معرض ميليبول قطر 2024 أكبر مشاركة أجنبية في المعرض، حيث يسلط الجناح الفرنسي، الذي يضم 24 شركة، الضوء على أحدث التقنيات المتاحة في مجال الأمن السيبراني، وحماية البنى التحتية الحيوية، ومكافحة الإرهاب.
ويقدم العارضون في الجناح الفرنسي حلولا مبتكرة منها الحوسبة الكمية والمعدات التكتيكية وأنظمة المراقبة المتكاملة، مما يعكس قوة الشراكة القائمة بين قطر وفرنسا.
ويتميز قطاع الأمن الفرنسي بحيويته بشكل خاص، وهو يشمل منتجات مادية وأجهزة إلكترونية وخدمات ذات صلة بالأمن السيبراني، كما تضم صناعة الأمن أكثر من 1100 شركة يعمل فيها 125 ألف شخص ويبلغ معدل إيراداتها من التصدير ما نسبته 50%.