30/10/2024–|آخر تحديث: 30/10/202403:30 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تسلط صحيفة ليبراسيون الضوء عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية على مجموعة من القصص المثيرة، رأت أنها تساعد في فهم العالم بشكل أفضل، ومجملها يحكي عن التمزق في المجتمع الأميركي والعنصرية الدائمة وتصاعد العنف وعدم المساواة الاجتماعية، ولكن أيضا عن المناظر الطبيعية الرائعة، والفرص المتاحة لمن يجرؤون على تجربة حظهم مع الحلم الأميركي أو ما بقي منه.
وقامت الصحيفة الفرنسية -حسب تقرير بقلم كريستين فيرنيو وثيودور ديليرين- بهذا العمل بالتعاون مع مكتبة “كونتوار دي مو” لتستكشف الولايات المتحدة من خلال 50 رواية سوداء، تتناول الـ50 ولاية الأميركية.
مدينة الرذيلة.. لخوسيه لويس مونيوز
تصف هذه القصة مايك ديمون، بائع وثائق التأمين الزراعي والنموذج الأصلي للرجل الفقير العادي، الذي يجد نفسه -بسبب تعطل سيارته- مجبرا على البقاء في مدينة الرذيلة بلاس فيغاس بنيفادا، حتى يقوم المرآب بإجراء الإصلاحات اللازمة، حيث تصعب مقاومة نداء اللعب والفساد تحت أضواء النيون المضاءة على مدار اليوم طوال الأسبوع.
يستعرض خوسيه لويس مونيوز في روايته السوداء حشدا من المقامرين الممسوسين، حيث يستسلم الفائزون بالحلم الأميركي وأولئك الذين يعتمدون على حظهم في لمسه، لأغنية صفارة الإنذار لمدينة فيغاس الساحرة، حيث أميركا المال، تجعل رعاياها يعتقدون أن الثروة موجودة في نهاية الطاولة.
المورمون.. بقلم كيت كوين
هذه ولاية يوتا الجميلة، بمتنزهاتها الوطنية الشاسعة، ووديانها ذات الأعماق السحيقة، وجبالها الشامخة وبطائفة المورمون التي تعيش فيها، حيث أسس هذا المجتمع الديني السري مدينة سولت ليك سيتي في القرن الـ19 بعيدا عن الأنظار.
بنى بليك نيلسون مزرعته في الصحراء من أجل انتظار نهاية العالم بصحبة زوجاته الثلاث، راشيل التقية وتينا المحجبة الباحثة عن الخلاص وإيميلي الواصلة أخيرا، وعند العثور عليه ميتا، حامت الشكوك حول النساء الثلاث، وجميعهن لديهن سبب وجيه لرغبتهن في التخلص من زوجهن.
وبعيدا عن الحبكة البوليسية المصوغة بأمانة، فإن الاهتمام الرئيسي للرواية يكمن في الغوص في أسلوب حياة المورمون، ولكن أيضا في العمل البحثي الذي أجرته الكاتبة في التجاوزات التي ترتكبها الطائفة التي بناها وارن جيفز، المعلم الذي لم تكن لديه أي فكرة عن التجاوزات التي ستصل إليها الطائفة، حيث يكون للرجل أكثر من 78 زوجة، نصفهن قاصرات ويقبعن خلف قضبان في ما يشبه السجون.
الشياطين البيضاء.. بقلم توني هيلرمان
تقع أحداث هذه القصة في ولاية أريزونا على الأراضي الهندية (أراضي السكان الأصليين)، وتبدأ بقصة مضحكة لمخرب يستمتع برسم قمة جبل باللون الأبيض ويحاول شرطي نافاجو ديلبرت نيز القبض على هذا الرسام المجنون، لكنه يُقتل ويحترق في سيارته.
لكن الشيء الرئيسي، كما هي الحال مع الكاتب هيلرمان، هو إيقاع الرواية والمعلومات عن العادات الهندية، وتعقب “الشياطين البيض” الذين يريدون محو ثقافة نافاجو، وحلم الانسجام البدائي، دون نسيان المناظر الطبيعية.
أميركا ريغان.. بقلم بنيامين ويتمر
تقع أحداث القصة في بلدة بلاينفيو بكولورادو، عندما يختفي راندي ابن هانك تورنر، ولا يرغب سوى عدد قليل من الأشخاص الطيبين في المساعدة في العثور عليه، ويتبين أن هذه الدراما تصوير خام للعنف الاجتماعي الذي يحتدم في زاوية نائية من الولايات المتحدة، ولو كان حدث ذلك اليوم، لكان لدى الشخصيات ملصق بصورة المرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب على الجزء الخلفي من شاحنتهم الصغيرة.
وتدور أحداث القصة عام 1986، وهي عبارة عن صورة للرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان قامت الشخصية الرئيسية بوضعها في إطار في مطبخها، ولكن ريغان الذي أراد استعادة عظمة أميركا لم ير أن شعاره قد أصبح بعد 30 عاما، صرخة حاشدة لدولة متدنية تضع مصيرها في يد ملياردير مستعد لأي وعد حتى يتم انتخابه.
الجريمة الحقيقية.. لفريدريك براون
يقرر جورج ويفر، وهو وكيل عقارات مخمور، قضاء الصيف بعيدا عن زوجته في بلدة تاوس بولاية نيو مكسيكو، وهناك يعرض عليه أحد أصدقائه خطة جيدة تتمثل في العيش في منزل دون مقابل تقريبا، لأنه لم يعد قابلا للبيع منذ مقتل امرأة شابة فيه. يقبل ويفر الصفقة ويصبح مهووسا بهذه القصة ويشرع في كشف اللغز.
تعاطى ويفر مزيدا من النبيذ معتقدا أنه سيصاب بالجنون قريبا إذا لم يتوقف عن التفكير في هذه القصة، لكن غريزته تدرك أنه لن يحرر عقله بهذه السهولة، ربما لأنه عاش في مكان الجريمة ولكن كان هناك شيء آخر، فقد ظن أنه يستشعر من بعيد صدى الصرخة الوحيدة التي أطلقتها جيني إيمز قبل 8 سنوات، عندما أدركت أن القاتل سوف يلحق بها.