29/10/2024–|آخر تحديث: 29/10/202404:58 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الولايات المتحدة تعاني من نقص في الصواريخ الاعتراضية بسبب الطلب المتزايد عليها، مما يثير تساؤلات عن استعدادها للرد على الحروب المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا، ويثير المخاوف حول جاهزية جيشها في المحيط الهادي.
وقد يصبح النقص أكثر إلحاحا بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، حيث يخشى المسؤولون الأميركيون أن تؤدي إلى إشعال موجة أخرى من الهجمات، وتقول وزارة الدفاع إنها لا تكشف علنا عن مخزوناتها، لأن المعلومات سرية ويمكن أن تستغلها إيران ووكلاؤها.
وتعد الصواريخ التقليدية التي تُطلق عادة من السفن من أكثر الصواريخ الاعتراضية شيوعا، وقد استخدمتها الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل، وهي ضرورية لوقف هجمات الحوثيين على السفن الغربية في البحر الأحمر، وقد أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 100 منها منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ في بيان إن “وزارة الدفاع عززت على مدار العام الماضي، من موقف قواتنا في المنطقة لحماية القوات الأميركية ودعم دفاع إسرائيل، مع مراعاة جاهزية الولايات المتحدة ومخزونها دائما”.
استخدام مكثف يثير المخاوف
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخدام المكثف لمخزون البنتاغون المحدود من الصواريخ الاعتراضية يثير المخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على مواكبة الطلب المرتفع غير المتوقع الناجم عن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ويخشى البنتاغون أن ينفد مخزونه بسرعة أكبر من قدرته على تعويضه.
وأفاد إلياس يوسف، نائب مدير برنامج الدفاع التقليدي في مركز ستيمسون في واشنطن، بأن “الولايات المتحدة لم تطور قاعدة صناعية دفاعية مخصصة لحرب استنزاف واسعة النطاق في كل من أوروبا والشرق الأوسط، مع تلبية معايير استعدادها الخاصة”.
باهظة الثمن
وأبلغ وزير البحرية كارلوس ديل تورو المشرعين بشهادة في مايو/أيار أنه يضغط على الصناعة لزيادة إنتاج الصواريخ التقليدية، لأن الولايات المتحدة نشرت العديد من الصواريخ الاعتراضية في الشرق الأوسط، وقال إن هناك “بعض الزيادات” في نوعين من الصواريخ التقليدية، لكنه أقر بصعوبة زيادة الإنتاج، وأضاف “كلما كان الصاروخ أكثر تطورا كان من الصعب إنتاجه”.
وكانت الولايات المتحدة قد حشدت مخزونات من الصواريخ الاعتراضية على مدى السنوات الأخيرة، لكنها كانت تطلق عشرات الصواريخ في كل شهر من الحرب في الشرق الأوسط، وذلك ما لا تستطيع الطاقة الإنتاجية مواكبته، وفقا للمحللين ومسؤولي الدفاع.
وذكر مسؤول دفاعي أميركي أن شركة “آر تي إكس” التي تنتج الصواريخ التقليدية يمكنها إنتاج بضع مئات كحد أقصى سنويا، وليس كل إنتاجها موجها للبنتاغون، لأن لديها شركاء آخرين يشترون أيضا هذه الصواريخ.
تكلفة عالية
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة العام الماضي، أطلقت السفن الأميركية صواريخ اعتراضية بقيمة تزيد على 1.8 مليار دولار لمنع مهاجمة إسرائيل والسفن التي تسافر عبر البحر الأحمر -وفقا للبحرية- وهي غالبا ما تطلق صاروخين مقابل كل صاروخ لضمان إصابة الهدف.
وأوضح أحد المسؤولين في الكونغرس أن “هذه الذخائر باهظة الثمن لإسقاط أهداف الحوثيين الرديئة، وكل صاروخ يستغرق تعويضه شهورا”، علما أن صاروخا تقليديا واحدا يكلف ملايين الدولارات، مما يعني أنه وسيلة مكلفة لإسقاط الأسلحة المصنوعة في إيران، والتي تكلف أقل بكثير.
وقال مارك مونتغومري، وهو أميرال متقاعد ومدير أول في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن الاستخدام المكثف للصواريخ الاعتراضية في الشرق الأوسط يعرض قدرة البنتاغون على القتال في المحيط الهادي للخطر.
وأضاف “إننا ننفق ما يعادل سنة كاملة من الصواريخ التقليدية، وهي صواريخ من المفترض أن تكون جزءا من إعادة تسليح أنفسنا للصين. لذا فإننا أرجعنا جاهزية البحرية لتنفيذ العمليات في المحيط الهادي إلى الوراء بنسبة 100%”.