العلماء “شعروا بالصدمة”
21/9/2024–|آخر تحديث: 21/9/202404:15 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير نشرته الجمعة عن علماء فلك قولهم إن أقمار ستارلينك الصناعية، التي يطلقها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، تسبب مشكلات في مدار الأرض، وتدمّر قدرة علماء الفلك على مراقبة النجوم والكواكب البعيدة.
تصاعد انبعاثات موجات الراديو وتداخل الإشارات
وأشار العلماء إلى أنه منذ قيام شركة سبيس إكس التي يملكها ماسك، بإطلاق أقمار ستارلينك قبل خمس سنوات، تصاعدت انبعاثات موجات الراديو بشكل جعل من الصعب على العلماء الذين يعملون في شبكة التليسكوبات الأوروبية القيام بعملهم في فحص الأجسام البعيدة في أنحاء الكون.
وقالت جيسيكا ديمبسي، مديرة معهد هولندا لعلوم الفلك، للصحيفة “بدأنا نرى العام الماضي إشارات متداخلة في السماء، فقمنا بتتبعها لنجد أنها انطلقت من أقمار ستارلينك الصناعية من الجيل الأول التي كانت تدور فوق الأرض”.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبيس إكس لديها الآن أكثر من ستة آلاف قمر صناعي في مدار حول الأرض لتقديم خدمة الإنترنت الفائق السرعة لأي مكان تقريبًا في العالم.
إشعاعات كهرومغناطيسية
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن أقمار ستارلينك تصدر بشكل غير مخطط إشعاعات كهرومغناطيسية يرى علماء شبكة التليسكوبات الأوروبية أنها نتيجة عيوب في بطاريات هذه الأقمار.
وتحدّث علماء فلك من شبكة التليسكوبات الأوروبية إلى المسؤولين في شركة سبيس إكس، وطالبوا باتخاذ إجراءات للحدّ من الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن أقمار ستارلينك.
وبالفعل قامت سبيس إكس بتحديث أنظمة أقمارها الصناعية، إلا أن علماء الفلك لاحظوا في شهر يوليو/تموز الماضي أن هذا التحديث تسبب في زيادة الإشعاعات، بدلًا من تخفيضها.
زادت 30 مرة
وأشارت جيسيكا دمبسي إلى أن الانبعاثات الصادرة عن أقمار ستارلينك الصناعية زادت 30 مرة، ولم يعد الأمر مقتصرًا على بعض هذه الأقمار، بل أصبحت الانبعاثات تصدر منها جميعا، موضحة أن العلماء “شعروا بالصدمة” من هذه الزيادة الهائلة في الانبعاثات.
ووصفت المشكلات التي يواجهها علماء الفلك في محاولاتهم المتواصلة لرصد حركة النجوم البعيدة بقولها “يشبه الأمر محاولة رؤية هذا النجم الخافت الجميل في السماء بالعين المجردة في ليلة مظلمة، وفجأة يظهر قمر بجواره يحجب الرؤية”.
من 6 آلاف قمر صناعي إلى 100 ألف
وأضافت أن المشكلة ستتفاقم، “حيث تطلق شركة سبيس إكس نحو 40 قمرا صناعيا كل أسبوع. وفي الوقت الحالي هناك ستة آلاف من أقمار ستارلينك الصناعية لكن المخطط أن يصل العدد إلى مئة ألف منها”.
وحذرت من نتائج هذا الوضع بقولها “تخيلوا أن هناك 100 ألف قمر كامل (فوق الأرض)، حينها سنقول وداعًا لأي شكل من علم الفلك يمكن القيام به من الأرض”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ديمبسي وفريقها من العلماء في شبكة التليسكوبات الأوروبية نشروا مؤخرا بحثا في مجلة علمية لأبحاث الفلك والفيزياء الفلكية أثبتوا فيه أن كل الأقمار الصناعية التي راقبوها تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية متداخلة مع عملهم في مراقبة النجوم والأجسام الفضائية.