الخطة البالغة قيمتها 35 مليار دولار لتحويل مطار آل مكتوم الدولي إلى أكبر مطار في العالم جعلت الجميع يتحدثون عن إعادة تصميم موقع مطار دبي الدولي الحالي.
ولعل التحدي الأكبر هو إعادة تطوير المطار الرئيسي في المدينة – مطار دبي الدولي DXB، بعد أن يكتمل الانتقال إلى مطار «آل مكتوم الدولي» DWC في غضون 10 سنوات.
يقع مطار دبي الدولي بالقرب من بعض الأحياء الأكثر كثافة سكانية في المدينة ومنطقة الطبقة العاملة في الشارقة، مع سهولة الوصول إلى المترو، ويحمل الموقع وعداً بالتجديد الحضري التحويلي، لكنه يتطلب معالجة دقيقة.
حي متعدد الاستخدامات يضم مساكن ميسورة
ويعد وجود حي متعدد الاستخدامات يضم مساكن ميسورة التكلفة وخيارات البيع بالتجزئة والترفيه هو ما يتصوره محترفو الصناعة لمستقبل مطار دبي الدولي، بعد ما يحتمل أن يكون عملية تخطيط وتصميم وبناء طويلة.
وينبغي أن يدعم هذه العملية هدف دبي المتمثل في زيادة عدد سكانها إلى ما يقرب من 6 ملايين بحلول عام 2040 والضغط الإضافي الذي سيفرضه على أسعار العقارات المرتفعة بالفعل، وفقاً لسيمونا أزالي، الأستاذ المشارك في قسم الهندسة المعمارية في الجامعة الكندية في دبي، وفقاً لـ«غابي».
يقول أزالي «تشتهر دبي بثروتها ورفاهيتها، ولكن، مثل أي مدينة كبيرة، لديها أيضاً مناطق أقل ثراءً»، و«نظراً لقرب المطار من المدينة القديمة، توفر هذه الأرض فرصاً لإعادة التطوير لمعالجة هذا النقص في المساكن ذات الأسعار المعقولة».
ومن المقرر أن تبدأ الأعمال الأساسية هذا الشهر في موقع آل مكتوم لإفساح المجال لمطار من المتوقع أن يستوعب 150 مليون مسافر خلال 10 سنوات وما يزيد على 260 مليون مسافر عند اكتماله.
من المتوقع أن ترتفع الأسعار في «دبي الجنوب» (موقع مطار دبي الدولي الحالي) استجابةً للطلب السكني والتجاري المزدهر، وقد بدأ التطوير بالفعل في التسارع.
والأمر الأقل وضوحاً هو ما سيحدث لمطار دبي الدولي، باستثناء الإغلاق.
وقال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، بالفعل إنه لا يرى «جدوى تجارية» لإبقاء مطارين يعملان جنباً إلى جنب.
يوافق عمار الأصم، الرئيس التنفيذي لشركة ديوان للهندسة المعمارية، على ذلك قائلاً «لا أتوقع أن يستمر المطار الحالي في العمل كمطار للركاب لمجرد هذه الأسباب المتمثلة في السفر السلس في مطار أحادي المحور».
تجارب عالمية مماثلة
هناك بعض المشاريع حول العالم التي يمكن لمطار دبي الدولي أن يتطلع إليها أثناء إعادة اختراع نفسه، على الرغم من أنها ليست على النطاق نفسه تماماً.
ومن المقرر إعادة تطوير قاعدة بايا ليبار العسكرية السابقة التي تبلغ مساحتها 800 هكتار في سنغافورة -وهي مدينة عالمية أخرى تواجه أزمة إسكان بأسعار معقولة- في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، لإفساح المجال لحي متعدد الاستخدامات.
وخارج أثينا، يجري العمل على تحويل المطار الدولي القديم، الذي تم إغلاقه في عام 2001، إلى مركز حضري بقيمة 8 مليارات يورو يسمى إلينيكون.
منذ ما يقرب من 20 عاماً، قامت جدة بإعادة تطوير مطارها القديم -الذي تم إغلاقه في عام 1981- إلى منطقة مدينة تبلغ مساحتها 12 كيلومتراً مربعاً، وقد تم إطلاق مشروع مماثل مؤخراً في الرياض.
يغطي مطار دبي الدولي مساحة أكبر تبلغ 17.5 كيلومتر مربع، دون الأخذ في الاعتبار المرافق اللوجستية والصناعية المحيطة به والتي قد تتبع شركات الطيران عندما تنتقل إلى دبي الجنوب.
تنسيق شامل على مستوى دبي
وفقاً لعامر منيمنة، الذي يقود ممارسات التخطيط العمراني والتخطيط في شركة إيكوم في الشرق الأوسط، فإن الحجم الهائل للمنطقة التي سيتم إعادة تصميمها سيتطلب تنسيقاً على مستوى المدينة لضمان أن كل ما ينشأ يفيد دبي ككل.
وقد يعني ذلك إنشاء متنزهات وأماكن ترفيهية ورياضية، بالإضافة إلى مشاريع تطوير متعددة الاستخدامات، مع أخذ الحفاظ على التراث التاريخي في الاعتبار.
وأضاف «هناك بعض المباني التي لها قيمة عاطفية بالنسبة لدبي والتي قد يتعين الاحتفاظ بها أو إعادة استخدامها».
ويقول منيمنة إن الإزالة المحتملة لقيود الارتفاع من مسار رحلة مطار دبي الدولي والانخفاض المتوقع في الضوضاء قد يسهل التطوير من خلال دعم المزيد من الكثافة في المنطقة المحيطة أيضاً.
هناك وقت بالطبع، حيث سيظل المطار قيد التشغيل حتى تصبح مرحلة التوسعة الأولى لـ«آل مكتوم» جاهزة خلال 10 سنوات أو أكثر، ولكن التخطيط لمثل هذا المسعى الضخم يجب أن يبدأ في أقرب وقت ممكن.
وستكون إعادة تطوير البنية التحتية المخصصة للطيران إلى منطقة مناسبة للحياة الحضرية وتصميم الطرق والنقل من بين التحديات الأولى.