ذكرت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية أن إيران تشتبه في استعداد الحكومة السورية لعقد صفقة محتملة مع الغرب، مبرزة أن هذا التقارب هو سبب اتخاذ دمشق “موقفا معتدلا” نسبيا بشأن الصراع في قطاع غزة.
وتابع التقرير أن مؤشرات وجود صدع بين إيران وسوريا ظهرت بعد شن غارة إسرائيلية على قنصلية إيران أودت بحياة ضباط كبار، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إعلامية قولها إن الهجوم على القنصلية، واشتداد الحرب على قطاع غزة، أثر سلبا على العلاقات الإيرانية السورية، حيث تشك طهران في أن دمشق اتخذت عمدا “موقفا محايدا بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس من أجل كسب ولاء الدول الغربية”.
وبحسب الصحيفة الروسية، بدأت طهران -بسبب ذلك- بالتخطيط لتقليص المساعدة المقدمة لنظام بشار الأسد، وإجلاء عناصر الحرس الثوري الإيراني من نقاط وجودها التقليدية في سوريا.
وزادت أن إيران قررت نقل مقرات الحرس الثوري من ضواحي دمشق إلى المناطق المجاورة للبنان بسبب شكوكها في أن نظام الأسد غير مهتم بضمان سلامة الضباط الإيرانيين.
ونقلت الصحيفة الروسية أن إيران لا تزال تحقق في ملابسات استهداف قنصليتها في دمشق، وفي توقيت لافت كان قادة إيرانيون يعقدون فيه اجتماعا مهما.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن أن الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي، قد أدى إلى مقتل قائدين في الحرس الثوري هما العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي.
كما قتل في الهجوم 5 مستشارين عسكريين آخرين في الحرس الثوري، وهم حسين أمان اللهي، ومهدي جلالتي، وشهيد صدقات، وعلي بابائي، وعلي روزبهاني.
وقد أبلغت الولايات المتحدة إيران حينها أن لا علاقة لها بالهجوم، في حين توعدت إيران إسرائيل بالرد، واستدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لديها لإرسال “رسالة مهمة” إلى واشنطن باعتبارها “حامية” إسرائيل.
وفي 13 أبريل/نيسان 2024، شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل، وأطلقت عليه اسم “الوعد الصادق”.
وأعلنت على تلفزيونها الرسمي إطلاق مسيرات وصواريخ باليستية من أراضيها باتجاه إسرائيل.
وأكدت إسرائيل أنها صدت 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، في حين أكد التلفزيون الإيراني إصابة نصف هذه الصواريخ والمسيرات الأهداف التي أطلقت لأجلها.