أظهرت مقاطع فيديو اعتداء متطرفين هندوس على طلاب مسلمين بالسكاكين والعصي والحجارة، أثناء أدائهم صلاة التراويح داخل الحرم الجامعي لجامعة غوجارات بمدينة أحمد آباد الواقعة في ولاية غوجارات شمال غربي الهند.
ويعود تاريخ الفيديوهات التي راجت بمنصات التواصل الاجتماعي إلى يوم أمس الأحد 17 مارس/آذار 2024، والتي تظهر مجموعة من المواطنين الهنود الذين رددوا شعارات هندوسية، وهم يعتدون على الطلاب الأجانب أثناء صلاة التراويح، ما تسبب في وقوع إصابات بليغة بينهم ونقل على إثرها اثنان منهم إلى العناية المركزة بالمستشفى.
International students (Africa, Uzbekistan, Afganistan etc) studying in Gujarat University @gujuni1949 claim they were beaten up, Stones thrown at them and at their hostel (A-Block), Vehicles destroyed while they were offering Ramazan Taraweeh at a place inside the hostel A-Block… pic.twitter.com/ogJ3h7FUin
— Mohammed Zubair (@zoo_bear) March 16, 2024
وأظهرت المشاهد حجرات الطلبة المبتعثين من أفريقيا وأوزبكستان وأفغانستان، بعدما عمتها الفوضى إثر اقتحامها على أيدي المجموعة التي هاجمت الطلبة مسلحةً بالعصي والسكاكين، وأبرحتهم ضربا وهشمت هواتفهم وأجهزتهم ورشقتهم بالحجارة، مرددة شعارات هندوسية.
In this video, A Student of Gujarat University from inside their hostel can be heard saying, “Police let them go, Police let them go! They are running away! They broke everything, They are going away. The police aren’t arresting them. This is a democratic country, this is a… pic.twitter.com/4MCKDh4Y7y
— Mohammed Zubair (@zoo_bear) March 16, 2024
وروى طالب من أفغانستان تفاصيل الاعتداء لصحيفة محلية قائلا، “إن 15 طالبا مسلما كانوا يصلون داخل أحد المباني بالحرم الجامعي، وجاء 3 أشخاص وهم يرددون شعارات هندوسية وطلبوا منهم عدم الصلاة ثم غادروا، ليستكمل الطلاب صلاتهم”.
وأضاف، “بعد فترة، عادوا بما لا يقل عن 200-250 شخصًا، ورشقوا المصلين بالحجارة، وكانوا يحملون سكاكين وعصيا، ورشقونا بالحجارة، وحطموا دراجاتنا، وأجهزة الحاسوب المحمولة، والهواتف، وأجهزة التكييف، ونظام الصوت، وما إلى ذلك”.
A Student from Afghanistan while speaking to a journalist from @NewsCapitalGJ says, 15 Muslim students were praying Namaz inside the Hostal premise in A-Block. Three persons came and asked them not to offer Namaz. After completing their prayers, When the students asked what’s… https://t.co/ziD4AiwC3m pic.twitter.com/DMEnqendIU
— Mohammed Zubair (@zoo_bear) March 17, 2024
وتابع، “أصيب العديد من الطلاب، وتم إدخال 5-6 طلاب إلى المستشفى، كما أصيب اثنان من أفريقيا، وواحد من كل من بنغلاديش وسريلانكا وأوزبكستان وأفغانستان”.
وعندما سأل هل تقدمتم بشكوى إلى الشرطة، أجاب الطالب “لا لم نفعل ذلك، كانت الشرطة هنا بالفعل، وسمحت للحمقى بالذهاب، ولم يمنعوهم، ما فائدة الشكوى؟ نحن لسنا آمنين هنا، ونطلب من جامعة غوجارات أن تنقلنا إلى مكان آمن”.
من جانبه، قال طالب آخر، “نحن نصلي صلاة التراويح منذ سنوات ونحصل على إذن من جامعة غوجارات”.
One of the students says, They’ve been offering Namaz from the past few years after getting permission from Gujarat University. pic.twitter.com/1RXM8BNpqR
— Mohammed Zubair (@zoo_bear) March 17, 2024
من جانبها، قالت شرطة أحمد آباد، إن طلبة يدرسون في الجامعة، تعرضوا للاعتداء من قبل مهاجمين مجهولين، ما تسبب في وقوع إصابات، واعتقال متهمين، لتنشر لاحقا صورة لهما.
Two accused were arrested by the Ahmedabad Crime Branch in the case of assault and vandalism between students studying in Gujarat University.
1) Hitesh Rakhubhai Mewada.
2) Bharat Damodarbhai Patel. @GujaratPolice @AhmedabadPolice @MEAIndia #GujratUniversity pic.twitter.com/5LC6BIVdVs— Mohammed Zubair (@zoo_bear) March 17, 2024
وقال مفوض الشرطة جي إس مالك، إن “عناصر الأمن تحركت بناء على شكوى أمن النزل الجامعية وتم رصد 25 اسما من سكان المنطقة وتحديد الغرباء الذين جاؤوا إلى النزل وسيتم القبض عليهم قريبا”.
Statement by Commissioner of Police GS Malik. He says, FIR is registered on the complaint of Hostel Security. 25 names have been added in the FIR. They identified outsiders who had come to the hostel and will be arrested soon. pic.twitter.com/AaXzBhtmGw
— Mohammed Zubair (@zoo_bear) March 17, 2024
وبينما ألقى نائب رئيس الجامعة باللوم على الطلبة الأجانب، بحجة عدم فهمهم لطبيعة المجتمع الهندي، علق المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية، راندير جايسوال، عبر حسابه على منصة “إكس” -“تويتر” سابقا- بأن “حكومة الولاية تتخذ إجراءات صارمة ضد الجناة. نحن على تواصل مع حكومة ولاية غوجارات”، مشيرا لإصابة طالبين أجنبيين في الاشتباك وخروج أحدهما من المستشفى بعد تلقيه رعاية طبية.
An incidence of violence took place at Gujarat University in Ahmedabad yesterday. State government is taking strict action against the perpetrators.
Two foreign students were injured in the clash. One of them has been discharged from hospital after receiving medical attention.…
— Randhir Jaiswal (@MEAIndia) March 17, 2024
من جانبه، استهجن رئيس مجلس عموم الهند أسد الدين أويسي الحادثة عبر حسابه على منصة “إكس” قائلاً، “يا له من عار. عندما لا يخرج إخلاصك وشعاراتك الدينية إلا عندما يمارس المسلمون دينهم بسلام. عندما تصبح غاضبا بشكل لا يمكن تفسيره لمجرد رؤية المسلمين. ما هذا، إن لم يكن تطرفا جماعيا؟ إن الكراهية المعادية للمسلمين تدمر النوايا الحسنة للهند”.
What a shame. When your devotion & religious slogans only come out when Muslims peacefully practice their religion. When you become unexplainably angry at the mere sight of Muslims. What is this, if not mass radicalisation? This is the home state of @AmitShah & @narendramodi,… https://t.co/OshZUIoWjl
— Asaduddin Owaisi (@asadowaisi) March 16, 2024
غوجارات والتطهير العرقي ضد المسلمين
وتعرف ولاية غوجارات المتاخمة لباكستان، بأنها إحدى أكثر الولايات تعصبا للهندوسية، حيث كانت على مدى عقود مسرحا لمذابح وتهجير واضطهاد ممنهج ضد سكانها المسلمين.
وتعد غوجارات خامس أكبر ولاية من حيث المساحة التي تبلغ نحو 196 ألف كيلومتر مربع وتاسع أكبر ولاية من حيث عدد السكان البالغ نحو 60 مليون نسمة.
يعتنق 89.1% من سكان الولاية الهندوسية، فيما يمثل المسلمون نسبة 9.1%، والجاينية 1.0%، والسيخ 0.1%، والمسيحية 0.01% من السكان.
وفي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 1969، وقعت في غوجارات أول أعمال الشغب الطائفية الكبرى ضد المسلمين منذ استقلال الهند، وأدت إلى مقتل أكثر من ألفي شخص وفقدان أكثر من 50 ألفا منازلهم وممتلكاتهم.
وألقت “لجنة ريدي” للعدالة -التي شكلتها الحكومة- مسؤولية العنف على المنظمات القومية الهندوسية، لكن المذنبين لم يعاقبوا، ولم تنفذ أي من التوصيات التي خرجت بها اللجنة للحد من تكرار العنف ضد المسلمين.
ومنذ ذلك التاريخ انخفض مستوى التسامح في غوجارات، واستمر القتل الجماعي بالارتفاع من خلال سلسلة موجات من العنف الديني التي شهدتها المنطقة.
وفي عام 2002، وقعت أعمال شغب عرفت بـ”مذبحة غوجارات”، حيث قتل فيها أكثر من ألف شخص، معظمهم من المسلمين.
ولعبت “منظمة التطوع الوطنية” دورا مركزيا في تلك المذابح، وفيها بدأ الزعيم الهندوسي المتطرف ناريندرا مودي مسيرته، حيث كان حاكم ولاية غوجارات حينها.
وتشير إحصائيات الحكومة إلى أن أكثر من 98 ألف شخص -أغلبيتهم من المسلمين- يقيمون في ما يربو على 100 مخيم إغاثة في أنحاء الولاية.
ويعاني المسلمون الذين يزيد عددهم على 200 مليون نسمة من بين تعداد سكان البلاد الذي يقدّر بنحو 1.4 مليار نسمة، اضطهادا وتمييزا عنصريا منذ أن وصول حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى السلطة في 26 مايو/أيار 2014.
وقبل نحو 10 سنوات، أطلق مودي سلسلة من الإجراءات وأقر سياسات ضد المسلمين، بدأها بإلغاء الوضع الخاص بكشمير الهندية والتضييق على المسلمين.
بعدها شرع الحزب الحاكم في تعديل قانون الجنسية ومطالبة المسلمين بوثائق تثبت أن أجدادهم كانوا في الهند قبل عام 1971، ثم أقر الحزب القانون الذي يمنح الجنسية الهندية للمهاجرين شرط ألا يكونوا مسلمين.
وأعلنت جمعية حقوقية في مارس/آذار 2016 أنها منذ تولي مودي السلطة سجلت 600 اعتداء على الأقل، منها 451 ضد مسلمين بتحريض من جماعات ضغط متطرفة، أهمها “منظمة التطوع الوطنية”.
وصنفت “لجنة خبراء دوليين مستقلة” المسلمين أكبر “أقلية مضطهدة” في الهند ذات الأغلبية الهندوسية التي تقدر بـ80%.
وفي عام 2019 أفاد أحد مواقع التحقق من الوقائع -الذي يحصي “جرائم الكراهية” في الهند- بأن أكثر من 90% من الضحايا في السنوات العشر الماضية كانوا من المسلمين.