توفيت قبل قليل في مصر حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ”فتاة الشروق”، بعد تدهور حالتها الصحية ودخولها في غيبوبة منذ 3 أسابيع، على إثر قفزها من السيارة بعد خوفها من محاولة خطف.
وكشفت التحقيقات، أن “حبيبة” كانت تعاني من كسور ونزيف دماغي أدخلها في حالة غيبوبة، نتيجة قفزها من السيارة خوفا من خطفها على يد سائق سيارة أجرة تابعة لشركة “أوبر”.
وأثار حادث الفتاة ذات الـ24 ربيعا جدلا على مواقع التواصل خلال الأسابيع الماضية. والذي بدأ بعدما استقلت سيارة أوبر من “مدينتي” شرقي العاصمة القاهرة في طريقها إلى “التجمع الخامس”، ولكنها ألقت بنفسها من السيارة بعدما أحسَّت بخطر في سلوك السائق، الذي قام برش معطر -وفق شهادة السائق المتهم- داخل السيارة.
كما أوضح شهود العيان أنه توقف لمساعدة الفتاة بعد قفزها من الباب الخلفي لإحدى السيارات على طريق السويس، وأكد الشاهد أن الفتاة قبل غيابها عن الوعي قالت بكلمات بسيطة إن سائق سيارة “أوبر” حاول خطفها لذلك قفزت من السيارة.
وحاول شاهد العيان تقديم الإسعافات الأولية قبل وصول سيارة الإسعاف أو نقلها إلى مستشفى الشروق العام، لكنها أصيبت بأكثر من 12 نوبة تشنج متتالية.
وتسبب الحادث الذي وقع على طريق القاهرة ـ السويس، في سقوط الشماع من السيارة، وإصابتها بنزيف داخلي وعدة كسور وجروح وكدمات بأنحاء متفرقة بالجسم، حيث نقلت إلى المستشفى بعد فقدانها الوعي، ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنقلها إلى مستشفى المركز الطبي العالمي لتلقي العلاج.
أما دينا عمر والدة الفتاة فقالت إن ابنتها تواصلت معها عبر الهاتف أثناء الرحلة لكنها لم تتمكن من سماع شكواها بسبب صوت الأغاني الذي كان داخل السيارة.
ووفق تصريحات والدة حبيبة، فإن السائق لم يتوقف لإنقاذ ابنتها، وأنهى الرحلة وحصل على المقابل المادي لها، وبحسب اعترافات المتهم، 34 عاما، في التحقيقات فقد رش معطرا في السيارة، وبينما قفزت الفتاة من السيارة بصورة مفاجئة، خشي من التعرض للإيذاء فلم يتوقف لنجدتها.
كشف ملابسات ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعى تضمن قيام سيدة بالقفز من سيارة بطريق السويس بالقاهرة.
بالفحص تبين أنه تبلغ لقسم شرطة #الشروق بمديرية أمن #القاهرة من إحدى المستشفيات بإستقبال (السيدة المشار إليها – مقيمة بدائرة قسم شرطة #التجمع_الأول) مصابة بجروح بالرأس… pic.twitter.com/uL3IrJd02F— وزارة الداخلية (@moiegy) February 24, 2024
وقبل أيام تقدم محامي أسرة حبيبة الشماع ببلاغ رسمي ضد الممثل القانوني لشركة “أوبر” في أميركا، ونظيره في مصر، متهما الشركة والسائق بالإهمال وتعريض حياة الآخرين للخطر، وذلك بعد ثبوت تعاطي السائق المتهم المخدرات، مطالبا بالتعويض المدني وتحميل الشركة مسؤولية كافة التبعات القانونية.
وكانت شركة “أوبر مصر” عبرت عن حزنها العميق إزاء الحادث، مؤكدة تعاونها مع سلطات التحقيق للتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
دعاوى قضائية ضد أوبر
في الفترة بين 2009 و2016، دفعت “أوبر” غرامات 161.9 مليون دولار في الدعاوى المتعلقة بالسلامة، وبعد مرور عام واجهت الشركة دعوى قضائية جماعية في أميركا، كانت تتهم الشركة “بمنح مرتكبي الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي والعنف الجسدي إمكانية الوصول إلى الآلاف من الضحايا الضعفاء في جميع أنحاء البلاد”.
وفي عام 2019، واجهت “أوبر” دعوى قضائية أخرى، واضطرت لدفع 10 ملايين دولار لسيدة إثر اعتداء سائق “أوبر” عليها جنسيا.
وفي عام 2022، رفعت أكثر من 550 امرأة في الولايات المتحدة الأميركية دعوى قضائية ضد شركة “أوبر” للمواصلات بتهم تتعلق بالتحرش والاعتداء الجنسي من قبل سائقي الشركة.
ووفق الدعاوى، فإن المشتكيات بلّغن عن حوادث تعنيف واعتداءات في عدد من الولايات الأميركية، في حين أودعت الشكاوى لدى المحكمة العليا في سان فرانسيسكو حيث يقع مقر الشركة الرئيسي.
وجاء في موضوع التهمة أن الشركة كانت على علم منذ 2014 أن سائقيها يعتدون جنسيا ويغتصبون الراكبات. ولكن الاتهام يزعم أن “أوبر” أعطت “الأولوية للنمو بدل السلامة”.