مع سيطرة الروتين على الحياة الزوجية، يمكن أن يهمل أحد الزوجين أهمية الحفاظ على الشغف للعلاقة واستمراريتها بمودة ومحبة متبادلة، وخاصة الزوج الذي قد ترهقه المسؤوليات ومشاغل الحياة، ويعتاد على روتين يومي متكرر إلى حدّ الملل، فيهمل الاهتمام العاطفي بزوجته، ويقصر في مراعاة احتياجاتها ومشاعرها.
في حين أن الزوجة تعتمد بشكل أساسي على الاهتمام لتحافظ على توازنها العاطفي وتستمر في العطاء من أجل استمرار الحياة الزوجية السعيدة، إلا أن آثار الإهمال من قِبل الزوج تؤدي إلى فتور المشاعر وبُعد الأزواج عاطفيًا، وقد يثير مشاكل الثقة والتواصل.
أسباب إهمال الزوج لزوجته
لا يأتي إهمال الزوج لزوجته واحتياجاتها ومشاعرها من فراغ، فهناك عدة أسباب قد تؤدي إليه، ومنها ما يأتي:
- ضغوطات الحياة: يمكن أن تكون الضغوطات اليومية، ومشاغل الحياة مثل العمل الشاق أو المشاكل المالية، سبباً لتقديم الأولويات الأخرى على حساب العلاقة الزوجية.
- انشغال الزوج: قد يكون الزوج مشغولًا بالتزاماته الشخصية أو المهنية، مما يجعله غير قادر على إيلاء زوجته الاهتمام الكافي.
- فقدان التواصل: إذا كان هناك نقص في التواصل بين الزوجين، أو عدم تفاهم واتفاق في معظم الأفكار والأساسيات، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إهمال العلاقة.
- اختلاف التوقعات: قد يكون هناك اختلاف في توقعات الزوج والزوجة من العلاقة، فالزوج قد ينتظر شيئاً معيناً، والزوجة كذلك، دون أن يفصح أي منهما عن توقعاته واحتياجاته، وإذا لم يتم فهم هذه التوقعات يمكن أن يؤدي إلى إحساس بالإهمال.
- مشاكل شخصية: يمر الأزواج أحياناً بمشاكل شخصية يمكن أن تشغلهم ذهنياً وتجعلهم غير قادرين على التركيز على أمور أخرى، وفي بعض الأحيان لا يتحدث بعضهم عن هذه المشاكل لسبب ما، فتشعر الزوجة بابتعاد الزوج وإهماله.
- فقدان الرومانسية: دخول الروتين للحياة وانخراط الزوج في الأمور اليومية يمكن أن يقلل من اهتمامه باللحظات الرومانسية كالسابق، وذلك يمكن أن يُشعر الزوجة بالإهمال وفتور الحب.
- نقص في الوعي: قد لا يكون الزوج على دراية كافية بأهمية إظهار الاهتمام والتفاعل مع زوجته.
حلول للتعامل مع إهمال الزوج لزوجته
إن فهم الأسباب السابقة، أو محاولة تحديد السبب إن لم يكن من بينها، يعد خطوة أولى وأساسية نحو التغيير وتحسين العلاقة الزوجية، ولمواجهة مشكلة إهمال الزوج لزوجته، يمكن اتباع بعض الحلول المقترحة:
- التواصل الفعّال: قد يكون الحديث المفتوح والصادق عن المشاعر والاحتياجات هو أهم خطوة، فالتواصل الجيد بين الزوجين يساعد على فهم الاحتياجات والتوقعات المتبادلة.
- تحديد الأولويات: يجب تذكير الزوج بأهمية تحديد الأولويات، والتفاهم مع زوجته حول الأمور المهمة في حياتهما اليومية.
- إدارة الوقت بشكل فعّال: ينبغي محاولة توزيع الوقت بين الالتزامات المهنية والشخصية والعائلية بشكل متوازن فذلك يعطي كل مهمة حقها ويساعد على تجنب الإهمال.
- قضاء وقت خاص بين حين وآخر: حتى وإن أهمل الزوج ذلك، أو انشغل بمهام العمل والحياة، يمكن للزوجة أن تنبهه لضرورة قضاء وقت خاص ومشترك وتخصيص وقت للقاءات الرومانسية والنشاطات المشتركة بعيداً عن الأطفال، ويكون هذا الوقت خالٍ من أي نقاش حول الالتزامات والمشاكل اليومية وشؤون العائلة.
- تقديم الدعم: يجب على الشريكين دعم بعضهما البعض في اللحظات الصعبة والمواقف الضاغطة.
- المرونة والتفاهم: ينبغي أن يفهم الزوجين أن الحياة مليئة بالتحديات والضغوط، والتفاهم المتبادل والمرونة يلعبان دورًا هامًا في تخطيها ومنع تأثيرها على العلاقة.
- البحث عن المساعدة: في حالة استمرار المشكلة، يمكن اللجوء إلى المساعدة الاستشارية لمساعدة الزوجين في فهم ومعالجة القضايا العاطفية بينهما.