يجلس ستيفان سافاريس في الحافلة متجهاً إلى كوب 28، يخرج من جيبه قطعة من الغرانيت الوردي ثم يقول لجاره بفخر
«انظر أنا أضغط ثاني أكسيد الكربون بين قطعتي الغرانيت لتصبح شبيهة بالساندويتش ما يمنح قطع الغرانيت صلابة كبيرة ولنتمكن من استخدامها في تطبيقات كثيرة مثل الفضاء والنقل البحري والمفاعلات النووية»، سافريس هو رئيس شركة تكنو كاربون الناشئة ومقرها مدينة مارسيليا الفرنسية، وبدأت الشركة نشاطها عام 2018.
شطيرة الغرانيت والكربون من مارسيليا
جاء سافريس إلى دبي وكوب 28 للبحث «عن تمويل بهدف توسيع نشاط تكنو كاربون.. للذهاب أبعد من المكان الذي نقف فيه»، وبحسب سافريس فإن شطيرة الكربون والغرانيت هذه «يبلغ عمرها الافتراضي خمسة أضعاف الصلب والخرسانة، كما أنها تتحمل الضغط أكثر من الألومنيوم بأربع مرات».
تحتوي المنطقة الخضراء في كوب 28 على تجمع كبير للشركات الناشئة وأصحاب الأفكار، والمنطقة الخضراء منفصلة عن المنطقة الزرقاء التي تديرها الأمم المتحدة، حيث يجتمع قادة العالم وصناع القرار، لكن هنا ستجد الكثر من قادة هذه الشركات التي تطمح في جمع الأموال والتوسع على حساب ثاني أكسيد الكربون.
بطاريات أطول عمراً وأقل تلويثاً للبيئة من كاليفورنيا
كيث نورمان رئيس الاستدامة بشركة ليتين جاء من مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية ليعرض كيف يستخدم جزيئات الكربون لإنتاج بطاريات تدوم مرتين أكثر وتقلل الانبعاثات بنسبة 70 في المئة.
المشهد يختلف عند ليتين، فالشركة التي جاءت من وادي السليكون قامت بالفعل بجمع استثمارات تقدر بـ410 ملايين دولار أميركي، لكنها ترغب في تحقيق المزيد، وجاء نورمان إلى كوب 28 بغرض العثور على مستثمر محلي من الإمارات وربما افتتاح مصنع جديد إلى جوار مصنع سان خوسيه الذي يضم 260 عاملاً.
تقوم ليتين التي تأسست عام 2015 وتتخذ لنفسها شعاراً «صفر كربون بلا تنازلات» بتقديم البطاريات لشركات السيارات الكهربائية وللشركات المصنّعة للأجهزة المنزلية فضلاً عن استخدام البطاريات في قطاعي الطيران والنقل البحري.
حقن التربة بثاني أكسيد الكربون في سلطنة عمان
أما طلال حسن الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة 44.01 فيستخدم طريقة أخرى لمعالجة ثاني أكسيد الكربون، وهي دفنه في الأرض عن طريق الحقن في طبقات صخور البريدوتيت، وقال حسن في لقاء مع «CNN الاقتصادية» إن التقنية تكمن في «تسريع عملية التفاعل الكيميائي تحت سطح الأرض ليتشبث ثاني أكسيد الكربون بالبريدوتيت عن طريق استخدام الضغط والحرارة ليتحول الكربون إلى عروق بيضاء وسط الصخور على عمق ألف متر من سطح الأرض، تستغرق العملية شهوراً قليلة، بينما في الطبيعة تحتاج إلى عقود».
رفض حسن التحدث عن حجم الاستثمارات التي يتطلع للحصول عليها، ولكن 44.01 وقّعت في يناير كانون الثاني الماضي اتفاق شراكة مع عملاق الطاقة الإماراتي أدنوك لإنشاء محطة تجريبية في الفجيرة وقد بدأت العمل بالفعل.
إذا نجحت خطة نورمان فربما يستطيع «بحلول عام 2026 إنتاج البطاريات في الإمارات وخلق نحو 2000 فرصة عمل في المصنع الجديد»، أمّا سافريس فسوف يستمر في التنقل بين الحلقات النقاشية في كوب 28 لإظهار العينة التي تضم طبقة ثاني أكسيد الكربون بين شريحتين من غرانيت جبال الألب الفرنسية أملاً في الحصول على مئة ألف يورو لبناء مصنع تجريبي هذا العام، وربما 10 ملايين يورو العام المقبل لتستطيع تكنو كربون الخروج من مارسيليا. ولمَ لا فتكنو كاربون وُلِدت نتيجة التعارف بين اثنين من المهندسين في مؤتمر كوب 23 الذي عقد في مدينة بون الألمانية عام 2018.